إشادة نقدية بالنص وفريق عمل «الغبة»

alarab
ثقافة وفنون 24 مارس 2022 , 12:55ص
حنان غربي

استهلت الندوات التطبيقية لعروض الفرق الأهلية بمهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الرابعة والثلاثين الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، أعمالها بعرض مسرحية الغبة.
أدار الندوة الإعلامي محمد الحمادي، وشارك فيها د. حنان قصاب مستشارة بمركز شؤون المسرح والمؤلف طالب الدوس، ومخرج العمل ناصر عبد الرضا.
تناولت الندوة العرض التراثي بعيون النقاد والجمهور، حيث ناقشت الدكتورة حنان قصاب النص، وقالت «إن عالم البحر والصيد والغوص واللؤلؤ عالم سحري جميل مفاتيحه مجهولة بالنسبة لنا، وأن النص أعطاها معلومات عنه، تلخصت في علاقة النوخذة بالبحارة، وعن أعراف التعامل بين البحارة، وعن العقوبات التي تفرض على سطح المركب. 
وأضافت: سحرني النص الذي يتحدث عن عالم البحر، وهو مكتوب بشكل جيد جدا من ناحية الحوار والبنية الدرامية، لافتة إلى أن الحوار يخلو من الثرثرة ولا يقول إلا ما هو ضروري، والشخصيات مكتوبة بكثافة (النوخذة مثلا) وبقية الشخصيات لها دوافعها، ولها طريقة تصرفها التي تسير على إيقاع هذه الدوافع، وهناك بعض الشخصيات المنمطة لكنها كانت تبتعد عن التسطيح، فالعم يمثل السلطة، والشاب العاشق، والخبيث الذي يدس الدسائس بين الناس كانت محبوكة بشكل جيد. 
وأضافت: منذ اللحظة الأولى كانت هناك حالة توتر عالية تضع المتلقي في حالة ترقب وتوتر، فالحبل يفلت من يد راشد، والغواص كان بالإمكان أن يغرق، وخليفة يقفز في الماء لينقذه، وتتم معاقبة راشد، وهذا يمسك بالمتلقي منذ اللحظة الأولى ويجعله مندمجا في الحدث. بعدها تبدأ مشاكل راشد الذي يشعر بالغيرة وهنا تندرج الأعراف التي تنظم العمل على سطح السفينة فأرواح الناس أمانة كما يقول النص. 
وأشارت إلى أن المونولوج الذي أداه جابر، وهو يناجي حبيبته جميل جدا وأداه بشكل جميل، وهو بمثابة البطل التراجيدي، فيه نبل وأصالة، ويتعرض لانقلاب يذهب به باتجاه المأساة، وهو في الوقت نفسه العاشق اليائس، لافتة إلى أن السفينة مكان للصراعات التي تندلع وتؤدي في النهاية إلى غرق محتمل، أو موت جابر والنهاية مفتوحة، وغياب راشد يتركنا في حيرة، لافتة إلى أن النهاية في النص نهاية خارجية لم تستصغها كثيرا. 
عن العرض قالت الدكتورة حنان قصاب: ما لفت نظري هو حالة التكوين الهرمي الذي مثلته السفينة، والتكوين الهرمي في الفن التشكيلي هو الثبات والتوازن والاستقرار، لكن كيف يتحقق ذلك على مركب أو سفينة يفترض أنها تتأرجح وتميل بثقل المشاكل التي كانت فيها. 
وأوضحت أن هذا الثبات كان المعادل الجمالي والشكلي لكل العاصفة التي عصفت بالسفينة. وفكرة المثلث الهرمي جميلة جدا هو هرم السلطة أيضا والتي كانت حاضرة بشكل كبير. 
ذكرت د. حنان بعض الملاحظات التي أنقصت من جودة العمل، منها عدم وضوح الزمان فالقمر ظل ثابتا بما يوحي بأن كل الأحداث وقعت في ليلة واحدة.
وأضافت: لم تشعرنا حركة الممثلين على الخشبة بأن هناك تواليا في الأحداث. البحارة نائمون ويعملون، منوهة بغياب الحيوية، وأن أداء الفنان غازي حسين جاء رائعا، وكذلك جابر وراشد. 
وقال الفنان سعد بورشيد: من خلال هذا الإبداع سواء على مستوى النص أو الإخراج، عادت بي الذاكرة إلى كل الأعمال التي قدمت على خشبة المسرح، وكانت ضمن هذا الإطار الجمالي الذي يعكس أدبنا وتراثنا. 
وأضاف: مثلت عودة الفنان غازي حسين الذي يبدعنا دائما بأعماله دفعة قوية وزادت في تميز الفنانين الشباب، الذين قدموا لنا عملا احترافيا بفضل مقدرة المخرج ناصر عبدالرضا وخبرته في هذا المجال. إلى جانب تألق النهام عمر بو صقر. كنت أتمنى أن يكون العرض باللهجة العامية لأن وقعه سيكون أعمق. وعندما يرشح العمل إلى مهرجان عربي بالإمكان تحويل اللغة إلى الفصحى. 
وانتقد مصمم الديكور والسينوغرافي عبدالله دسمال العمل من ناحية الديكور وقال: العمل الذي شاهدته اليوم لا أستطيع أن أسميه سينوغرافيا بل مكان عرض وظفت فيه عناصر تشبه سفينة. هل هذه السفينة خليجية؟ أنا شاهدت مقدمة السفينة، والنوخذة لا يجلس عادة في مقدمة السفينة. الأمر الثاني لم نعرف الوقت هل هو نهار أم ليل؟. إلى جانب أن الحركة لم تكن مركزة. 
وقال المؤلف طالب الدوس: الملاحظات سآخذها بعين الاعتبار وشكر خاص للأستاذ ناصر عبدالرضا، وثقته، وإن شاء الله القادم أفضل. 
وتوجه المخرج ناصر عبدالرضا بالشكر إلى فريق العمل والفنانين الذين شاركوا في العمل كما توجه بالشكر لوزارة الثقافة ومركز شؤون المسرح على عودة المهرجان.