أوباما وغني يبحثان الجدول الزمني لسحب القوات الأمريكية
حول العالم
24 مارس 2015 , 10:48ص
ا.ف.ب
يبحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الأفغاني أشرف غني اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض وتيرة سحب القوات الأمريكية بحلول نهاية 2016، خلال زيارة تأتي تحت شعار التهدئة بين البلدين.
وبعد تدخل عسكري استمر 13 عاما إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وانتهى في نهاية 2014، لا يزال هناك حوالي عشرة آلاف جندي أمريكي منتشرين في أفغانستان، يتركز نشاطهم بصورة خاصة على عمليات مكافحة الإرهاب وتدريب قوات الأمن الأفغانية.
وشكر غني مطولا أمس الاثنين خلال زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة منذ وصوله إلى السلطة قبل ستة أشهر، واشنطن على التزامها غير أنه بقي مبهما حول هذا الموضوع الحساس، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في كامب ديفيد، فيما أثنى وزير الخارجية جون كيري من جهته على "محادثات مثمرة" أجراها مع الرئيس الأفغاني.
ومن المقرر بحسب الجدول الزمني المعلن أساسا أن يخفض البنتاجون عدد الجنود إلى النصف بحلول نهاية 2015 على أن يبقى ألف جندي فقط بحلول نهاية 2016 تكون مهمتهم الأساسية حماية المنشآت الدبلوماسية الأمريكية، غير أن مسؤولين أمريكيين تحدثوا في الأسابيع الأخيرة عن بعض الترتيبات.
وقال جون إيرنست المتحدث باسم أوباما أمس الاثنين إن "المسألة تتعلق بالليونة المتاحة لنا في وتيرة الانسحاب ما بين اليوم ومطلع 2017"، مشددا على أن الرئيس كان "واضحا وحازما" بشأن الاستحقاق النهائي.
ويبدأ الرئيس الأفغاني يومه بزيارة ذات قيمة رمزية إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية قرب واشنطن. وبعد اجتماعات وغداء عمل في البيت الأبيض يعقد أوباما وغني مؤتمرا صحافيا مشتركا.
وحرصا منه على إثبات اختلافه عن سلفه حميد كرزاي الذي كانت علاقاته متوترة مع الإدارة الأمريكية، أكد الرئيس الأفغاني أمس الاثنين أن بلاده لن تكون "عبئا" على الولايات المتحدة.
وقال إنه جاء إلى الولايات المتحدة لكي "يعبر عن امتنان الأمة" لتضحيات مئات آلاف الجنود الذين انتشروا في أفغانستان. ووصل عدد القوات الغربية بقيادة الأمريكيين في ذروة انتشارها في أفغانستان إلى حوالي 130 ألف جندي.
بدوره أكد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في المؤتمر الصحافي في كامب ديفيد "التزام الولايات المتحدة الثابت بشراكة إستراتيجية وقوية مع أفغانستان".
وأعلن كارتر في هذا الصدد أن وزارته ستطلب من الكونجرس تمويلا حتى عام 2017 للتأكد من احتفاظ الجيش الأفغاني بعديده المعتاد، أي 352 ألف جندي.
ويلقي غني كلمة غدا الأربعاء أمام الكونجرس الأمريكي الذي سينعقد لهذه المناسبة بمجلسيه عشية توجهه الخميس إلى نيويورك لعقد لقاءات في الأمم المتحدة.
وإذا كانت الزيارة تتضمن أيضاً شقا اقتصاديا مهما فإن دان فيلدمان الممثل الخاص الأمريكي لأفغانستان وباكستان أكد أنه "يجب عدم توقع إعلان صرف أموال جديدة لأفغانستان".
وعلى الصعيد السياسي تتحدث الإدارة الأمريكية عن تقدم "بطيء إنما ملموس".
وحرصا منه على إثبات تصميمه على المضي قدما، أصدر غني مساء السبت لائحة جديدة تضم 16 اسما لاستكمال تشكيل حكومته.
غير أن المهمة لم تستكمل بعد ولاسيما لجهة تعيين وزير للدفاع مع اقتراب "موسم المعارك" بين قوات الأمن الأفغانية ومتمردي حركة طالبان وقد أقر غني السبت بأن هذا الربيع سيكون "صعبا".
ولا تزال حركة طالبان تتمسك بشروطها من أجل السلام وفي طليعتها الانسحاب الكامل للجنود الأجانب الذين ما زالوا ينتشرون في البلاد ومعظمهم من الأمريكيين.
كما ستشمل المحادثات مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية حيث يخشى العديد من المراقبين أن يغتنم الجهاديون رحيل الجنود الغربيين وانعدام الاستقرار في العديد من المناطق الأفغانية لينشطوا فيها.