حرب كلامية بين تونس وليبيا بسبب الجدار العازل
حول العالم
23 يوليو 2015 , 07:03م
وكالات
يبدو أن أزمة الجدار العازل، الذي شرعت السلطات التونسية في تشييده على أراضيها، في مناطق جنوبية محاذية للجارة ليبيا؛ من أجل إغلاق المنافذ أمام تسلل المهربين والإرهابيين، قد بدأت تأخذ شكل كرة الثلج المتدحرجة، بعد تصعيد التهديدات المتبادلة بين السلطات التونسية والليبية.
فبعد إعلان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، قبل أسبوعين، عن الشروع في بناء جدار وخندق
على طول 186 كلم، يربط بين معبري "راس الجدير" و"الذهيبة" المحاذيين للحدود الليبية، بهدف حماية التراب التونسي من خطر التهريب والإرهاب، تفجرت ردود أفعال ليبية غاضبة.
وحذر المجلس الأعلى لثوار ليبيا في طرابلس السلطات التونسية من مغبة الاستمرار في بناء الجدار الواقي، معتبرا أن تشييد جدار فاصل "من طرف واحد دون الاستدعاء الرسمي للجهات الشرعية في ليبيا" يعد "تعديا صارخا على السيادة الليبية يرقى لدرجة الاحتلال".
وفي بيانه شديد اللهجة لم يتوان المجلس الأعلى لثوار ليبيا في توجيه تهديد مباشر بالرد على السلطات التونسية؛ "بالطريقة المناسبة للدفاع عن التراب الليبي"، وهو أمر اعتبره محللون يرقى إلى مستوى التهديدات بشن هجمات مسلحة على القوات التونسية في الجنوب.
وكشف المجلس التابع لأركان المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) عن تحرك عسكري لمعسكر نالوت على الحدود مع تونس؛ إذ نشر قواته على الحدود ردا على الخطوة التي اتخذتها تونس، مما ينبئ بأن الوضع بدأ فعلا في الغليان.
وردا على تلك التهديدات المباشرة من الطرف الليبي أعرب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، المكلف بملف العلاقات الخارجية للبلاد، في حوار تليفزيوني الأسبوع الماضي، بأن الجدار العازل تم بناؤه على أراضٍ تونسية في الجنوب، تبعد 8 كلم عن الحدود التونسية الليبية.
لكنه حذّر بأن أي اعتداء على الجدار العازل سيواجه ردا عسكريا، وهو ما يمثل منعرجا حاسما في تعاطي السلطات التونسية على المستوى الدبلوماسي مع الطرف الليبي، الذي يسيطر على طرابلس خاصة، بعد أزمة اختطاف الدبلوماسيين التونسيين من قنصليتها بالعاصمة طرابلس.
وقال السبسي - حرفيا - إنه في حالة تمّ الاعتداء من قبل الليبيين على الجدار الواقي فإنّ "الردّ سيكون من تونس، وفي حالة وصلت الأمور إلى عمل عسكري فإن ذلك جائز"، معتبرا أن الذين يشعرون بالخوف من بناء الجدار الواقي هم أباطرة المهربين والإرهابيين، حسب قوله.
وكان وزير الخارجية التونسي - الطيب البكروش - قال إنّ "هناك ميليشيات تابعة إلى قوات فجر ليبيا، لها صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتخذ مواقف لا تمثل الموقف الرسمي لحكومة فجر ليبيا، بالتالي ما لم نتصل بموقف رسمي فلا تعليق لنا على مثل هذه الأخبار".