أحمد يوسف المالكي: الجائزة تنشر التوعية وتحفز على المشاركة بالمبادرات الأخلاقية
شيخة الزيارة: معايير البراعم تقف على شخصية الطالب واستعداده للعطاء
تستضيف مؤسسة قطر غدا الأربعاء حفل توزيع جوائز «أخلاقنا» السنوي، في موسمه السابع، الذي يقام في مكتبة قطر الوطنية، لتكريم الفائزين لهذا العام، ممن تتميز شخصيتهم بسمات أخلاقية يحتذى بها ويُسهمون بمبادرات ومشاريع ذات الأثر الإيجابي على المجتمع.
ويتضمن الحفل تكريم عدة فئات، وهي فئة البراعم، للأعمار من 7 أعوام إلى 14 عامًا، وجائزة أخلاقنا لفئة اليافعين، للأعمار من 15 إلى 18 عامًا، وجائزة أخلاقنا لفئة الإسهامات الفردية من قطر. كما سيجري لأول مرة تكريم المتأهلين النهائيين من فئة الإسهامات الفردية لدول الخليج العربية.
وقد شهد عدد المتقدمين ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، حيث بلغت المشاركات ضمن الفئات الثلاث ما مجموعه 230 مشاركة، وتعكس هذه الزيادة اهتمامًا وتفاعلًا متزايدين بالجائزة، مما يدل على توسع نطاق تأثير هذه المبادرة.
وقالت الشيخة نوف أحمد بن سيف آل ثاني، المدير التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية والشراكات، في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: «يهدف يوم «أخلاقنا» إلى تسليط الضوء على أهمية التشبع بمكارم الأخلاق المستمدة من النهج النبوي في حياتنا، وكذا على تجليات السعي من أجل تعزيزها في المجتمع».
وأضافت: تهدف الفعالية إلى تعزيز الروح الإيجابية والتعاونية في المجتمع وبناء جسور التواصل والتفاهم من خلال الفعاليات والأنشطة المختلفة ذات الصلة. ويمر تحقيق هذا الهدف عبر تشجيع الناس على التفاعل والمشاركة في أعمال الخير وتحقيق التقدم للمجتمع ككل».
وتابعت:»لقد سعدت بالزيادة المسجلة في عدد المشاركات في فعاليتنا السنوية، وبشكل خاص من قبل دول الخليج هذا العام. إن هذا الانخراط المتزايد لا يثري مجتمعنا فحسب، بل إنه يفتح أبوابًا لمزيد من التوسع والانتشار لفعاليتنا. من الملهم رؤية كيف أن هذا الالتزام يؤثر إيجابًا على مجتمعاتنا، معززًا بذلك رؤيتنا لنشر القيم الأخلاقية على نطاق واسع».
وأضافت آل ثاني: «في كل عام، لا تسهم المبادرات المبتكرة والمؤثرة التي يقدمها المشاركون في التغيير الإيجابي لمجتمعنا فحسب، بل تعكس أيضًا التزامنا الجماعي بتعزيز السلوك الأخلاقي».
نشر التوعية الأخلاقية
من جانبه قال أحمد يوسف المالكي، مدير جائزة أخلاقنا: العديد من الأهداف لهذه الجائزة، ومنها نشر التوعية الأخلاقية للمجتمع وحث الأفراد على المشاركة في المبادرات الأخلاقية، ونشر التوعية المرتبطة بالقيم الأخلاقية المرتبطة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: الجائزة تسلط الضوء هذا العام على ثلاث فئات وهي فئة البراعم وتخاطب الفئة العمرية من سن 7 وحتى 14 سنة، وفئة اليافعين من 15 إلى 18 سنة، وأيضاً فئة الاسهامات الفردية، وتخاطب الأعمار من سن 19 وحتى 45 عاما، والجديد هذا العام هو ادخال دول مجلس التعاون الخليجي بهدف توسيع دائرة الجائزة بشكل أكبر في دول الخليج، ووصلتنا العديد من المشاركات.
وتابع: في عام 2023، أطلقنا الحملات التوعوية، وفي العام الجاري كانت حملة تواضعنا حياة، التي استهدفت مجموعة من المدارس بتعاون من أكثر من 20 جهة، ونُفذت تقريباً 100 نشاط، ووصل عدد المستهدفين لـ 1000 شخص تقريباً.
وأكد أن المسابقة استقبلت هذا العام 230 مشاركا، وتأهل منهم 23 سيتم تكريمهم في حفل يوم أخلاقنا، ويصاحب هذا اليوم المعرض التفاعلي، والذي تقدم فيه كل جهة جهودهم في الجانب الأخلاقي، حيث تشارك نحو 15 جهة، ويصاحبها أنشطة تفاعلية يوم الخميس المقبل.
وأشار إلى أن فئة الاسهامات الفردية تخاطب المواطنين والمقيمين في دولة قطر، ومن أهم الشروط للمتقدم أن يكون لديه اسهام فردي بمشروع يمتد تقريباً لعامين، وله ارتباط وثيق بالأخلاق، وأن هذا العام تم فتح الباب أمام المواطنين في دول الخليج.
ونوه إلى أن الجائزة تركز على جميع موضوعات الأخلاق المحمدية، وأن هناك مشاركات من أغلب دول الخليج، ووصلت إلى 30 مشاركة، معرباً عن تطلع الجائزة أن تكون المشاركات أكبر.
ولفت إلى أن الجائزة ومنذ انطلاقها في عام 2017، مرت بعدة مراحل، وبلغ عدد الفائزين بها 65 فائزا تقريباً، مشيراً إلى أهمية الجائزة في التركيز على القدوات وترك الأثر، وأن الجائزة لا تقتصر على الفئات الفائزة فحسب، بل حراك مجتمعي، لذا تم إطلاق العديد من الحملات، وأن كل فائز يحصل على لقب سفير للجائزة ويحصل على درع الجائزة.
ونوه إلى أن هذا العام شهد زيادة في عدد المشاركات مقارنةً بالأعوام السابقة، وأن لجهود التوعية التي يقوم بها فريق أخلاقنا دورا في هذه الزيادة من خلال تعريف طلاب المدارس بالجائزة، إضافة إلى الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يسهم في الوصول للمستهدفين بشكل أكبر.
وأشار إلى الاستعانة بالفائزين في النسخ السابقة في التواصل كل عام وأخذ الفيديوهات التوعوية للتعريف بالمسابقة، وليكونوا محاضرين وسفراء للجائزة.
وأوضحت شيخة الزيارة – من فريق جائزة أخلاقنا – أن فئة البراعم تستهدف طلاب المدارس من عمر 7 إلى 14 سنة أي الصفوف الابتدائية والاعدادية، بهدف الوصول إلى الأمثلة التي يُحتذى بها والقدوات، وأن معايير فئة البراعم تقف على شخصية الطالب ككل، ومدى استعداده للعطاء، وتعزيز الأخلاق في محيطه الصغير، أما فئة اليافعين، فتستهدف طلاب المرحلة الثانية، من عمر 15 وحتى 18 سنة.
وأشارت إلى أن عدد المتقدمين في تزايد كل عام، وأن عدد المتقدمين لفئتي البراعم واليافعين فاق 170 متقدما هذا العام، وأن هناك حرصا كبيرا من المدارس على تجهيز ملفات المشاركين.
وأوضحت أن كل طالب مشارك يُعد ملفا به جميع إنجازاته والمبادرات التي شارك بها، وكيف يدعم نشر الأخلاق في المجتمع، وكيف يتحلى بالأخلاق في المدرسة والمجتمع، وأن لجنة التحكيم تراجع كافة الملفات وتلتقي كافة المشاركين قبل اختيار الفائزين.
معرض تفاعلي.. الخميس
وللعام الثاني على التوالي، من المقرر إقامة معرض تفاعلي بعد غد الخميس بمكتبة قطر الوطنية بالمدينة التعليمية، من الساعة 9 صباحًا إلى 12 ظهرًا. سيشهد المعرض مشاركة 15 جهة، بما في ذلك الوزارات والمؤسسات الحكومية، لإبراز دور تلك المؤسسات في دعم الحراك الأخلاقي المجتمعي، علاوة على تقديمهم لعدد من الأنشطة التفاعلية لزوار المعرض.
كما يتميز حفل «أخلاقنا» بإطلاق «حملة أخلاقنا» التوعوية للعام 2024 -2025 بعنوان «تراحمنا قوة»، وذلك بهدف تعزيز فضيلة التراحم بين الناس في المجتمع والتأكيد على أهمية مكارم الأخلاق والتعاطف كعوامل للتغيير الإيجابي.
الجدير بالذكر أن «أخلاقنا» هي مبادرة أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وتهدف إلى إبراز الترابط بين المعرفة والأخلاق الحميدة وتكريم أفراد المجتمع الشباب الذين يجسدون الأخلاق والقيم والسلوكيات الحميدة.