معهد قطر لبحوث الحوسبة يستقطب عشرات الجامعيين

alarab
محليات 22 أكتوبر 2014 , 03:50م
الدوحة - العرب

يواصل برنامج التدريب الصيفي الذي ينظمه معهد قطر لبحوث الحوسبة، إحدى هيئات قطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ترسيخ مكانته كأحد أكثر برامج التدريب العلمية جذباً في دولة قطر. فقد نجحت الدورة الثالثة من البرنامج في استقطاب 30 طالباً جامعياً، من جامعات في قطر والهند والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا والجزائر، من أجل التدرب على مدار 8 أسابيع، تحت إشراف 24 عالماً من أقسام المعهد البحثية الستة. وفي ختام البرنامج في نهاية الشهر الماضي أقيمت احتفالية تلقى فيها الطلاب المتدربون نتائج أبحاثهم ومشاريعهم.


وبكونه عضواً فاعلاً في قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، يسعى معهد قطر لبحوث الحوسبة لتعزيز مبادرات التعليم والتدريب التي تشجع الطلاب على العمل في مجال العلوم والبحوث، بما يتسق مع التزام مؤسسة قطر الراسخ بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 خاصة في ركيزة التنمية البشرية وإطلاق قدرات الإنسان.


وكان معهد قطر لبحوث الحوسبة أطلق برنامجه للتدريب الصيفي عام 2012، ولم يكن يزيد عدد الطلاب المقبولين، حينها، عن الـستة طلاب، من جامعة قطر، وجامعة كارنيجي ميلون في قطر. وفي عام 2013 زاد عدد المتدربين إلى 22 طالباً من جامعات في قطر والمملكة المتحدة ومصر والهند. وفي دورة هذا العام تلقى معهد قطر لبحوث الحوسبة أكثر من 100 طلب للاشتراك في برنامج التدريب، الأمر الذي يؤكد أهمية البرنامج في تعزيز رسالة المعهد التي تسعى إلى تطوير قدرات قطر البحثية في الحوسبة والمعلومات.


ويوفر البرنامج للطلبة فرصة الاختيار بين مجموعة متنوعة من المشاريع العملية، كما يتيح لهم فرصة تطوير مهاراتهم الإبداعية والتقنية. وبينما تتنامى مكانة البرنامج ويتزايد الإقبال عليه من طلاب الجامعات سواء في قطر أو في مختلف دول العالم، يحرص معهد قطر لبحوث الحوسبة على تركيز البرنامج وضمان تقديم تجربة تعليمية راقية وفعالة خلال برنامج التدريب. 


ويقول الدكتور ستيفان فوجل، مدير الأبحاث في قسم تقنيات اللغة العربية في معهد قطر لبحوث الحوسبة والمؤسس-المشارك لبرنامج التدريب الصيفي: "يرجع الاهتمام الكبير الذي لمسناه إلى كون الطلاب يعملون خلال التدريب الصيفي على مشاريع حقيقية، تمثل جزءاً من البحوث الجارية في معهد قطر لبحوث الحوسبة. ويرجع الفضل إلى الطلاب في استكشاف مفاهيم وتصورات لم نكن بدونهم لنتطرق إليها ونضعها في قائمة أعمالنا وأبحاثنا. وقد نجحت دورة البرنامج لهذا العام في اجتذاب عدد مثالي من الطلاب. وهذا يعني أننا قد بلغنا مرحلة اضطررنا فيها لرفض متقدمين إضافيين".


من جانبه، قال الدكتور فرانسيسكو غوزمان هيريرا، الباحث في قسم تقنيات اللغة العربية، والمؤسس المشارك لبرنامج التدريب الصيفي: "يمثل برنامج التدريب الصيفي جزءاً من جهود معهد قطر لبحوث الحوسبة في مجال تنمية المجتمع، التي تتماشى مع الركائز الثلاث لمؤسسة قطر. وهو يتيح لنا، كمشرفين، نافذة على عقول الطلاب الشباب، ويكشف لنا عن اهتمامهم المتزايد بمجالات بحوث الحوسبة، ورغبتهم في خوض غمارها. وهم في ذلك يقدمون لنا فيضاً من الأفكار الغنية التي كثيراً ما تكون مثيرة للدهشة والإعجاب. كما نسعد بالحوارات التي تدور بين المشرفين والطلاب".


وقد شهدت الدورة الثالثة من برنامج المعهد للتدريب الصيفي إقبالاً كبيراً من الإناث هذا العام، حيث زادت أعداد الطالبات المشاركات عن الطلبة الذكور، وهو ما يعكس اتجاهاً متنامياً لإقبال المرأة العربية على دراسة علوم الحاسب، الأمر الذي يشكل ظاهرة لافتة يعكف الباحثون في المنطقة على تحليلها.


وحول هذه الظاهرة، تقول الدكتورة إيمان الفيتوري، مدير المبادرات التعليمية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، والمنظمة لبرنامج التدريب الصيفي: "عادة ما يتفوق الرجال عددياً على النساء في مجال علوم الحاسب والتكنولوجيا، وهي مشكلة يأخذها العالم الغربي بمنتهى الجدية. ولكننا هنا في قطر وفي بقية العالم العربي لا نعاني من هذه المشكلة، إذ لم تعد المرأة العربية تهاب الخوض في دراسة علوم الحاسب أو العمل بها، كما لم تعد تنظر إليها كمهنة أو مجال قاصر على الرجال فقط".
وتقول الطالبة القطرية كاملة المناعي، المتخرجة من جامعة تكساس إي أند إم بشهادة في الهندسة الكهربائية، والتي عادت إلى برنامج التدريب الصيفي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة للمرة الثانية على التوالي: "خلال فترتي التدريبية الأولى عملت في مجال تقنيات اللغة العربية نظراً لاهتمامي بعلوم الحاسب، ولكن بعد دراسة حصص لغوية في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، فقد عدت إلى المعهد للعمل على برامج التعلم الآلي وتطبيق ما تعلمته". 


ومن المشاركات في الدورة الثالثة للبرنامج الشابة شايلجا ريلواني، التي تخرجت مؤخراً في علوم الحاسب من خلال برنامج التدريب الصيفي، والتي انضمت إلى فريق عمل يعكف على دراسة "تحليل شبكات القرصنة". وتقول ريلواني عن هذا المشروع: "شبكات القرصنة هي عبارة عن برمجيات خبيثة يستخدمها القراصنة والمخربون للتحكم في الأجهزة المصابة، أو أي نقطة أخرى، في الوقت الملائم. وخلال الأسابيع الثمانية، كنت عضواً في الفريق الذي يعكف على إجراء التجارب على خمس شبكات هجومية، تشترك جميعها في تزييف النقرات وسرقة المعلومات المالية، وعملنا على أجل جمع البيانات وإنشاء رسوم توضيحية للنتائج".


ولمواجهة التحديات التي اعترضت ريلواني وزملاءها، حظي المتدربون بدعم دائم ومتواصل من مشرفي معهد قطر لبحوث الحوسبة. وتقول ريلواني: "قدم لنا المشرفون دعماً حقيقياً خلال فترة التدريب، كما زودونا بالأدوات والإرشادات التي نحتاجها لنواصل ما بدأوه من أبحاث".


وكثيراً ما كانت تثمر جهود الطلاب من السنوات السابقة عن قصص نجاح، منها مكتبة الحوسبة الإنسانية، وهي مجموعة منظمة من المقالات والأبحاث العلمية حول موضوعات مرتبطة بالحوسبة الإنسانية، طورها طلاب برنامج التدريب الصيفي العام الماضي.


ومن قصص النجاح الأخرى أن أحد المتدربين في المعهد قد استخدم المهارات والتقنيات التي تعلمها خلال العمل في مشروعه الصيفي لتطوير نسخة آيباد وآيفون من تطبيق الجوال "مدار الحروف"، الذي أطلقته مؤسسة قطر الدولية ومعهد قطر لبحوث الحوسبة في متجر تطبيقات أبل في العام الماضي، وهو تطبيق يشرح الحروف الأبجدية العربية للناطقين بالإنجليزية.


وقد فاز بعض الطلاب ممن شاركوا في مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2013 بالجائزة الأولى و الثالثة في فئة ملصقات الطلاب. 


ويقول الدكتور فوجل عن هذه الجوائز: "تمثل هذه الجوائز دليلاً إضافياً على تمكّن الطلاب من توظيف المهارات والخبرات التي اكتسبوها في معهد قطر لبحوث الحوسبة على نطاق أرحب. ونأمل أن يفوز طلاب هذا العام بجوائز مماثلة".


يُذكر أن معهد قطر لبحوث الحوسبة أحد ثلاثة معاهد بحوث وطنية أنشأتها مؤسسة قطر، وهو جزء رئيسي في قطاع البحوث والتطوير في المؤسسة. ويركز المعهد جهوده على مواجهة تحديات الحوسبة الكبرى التي تواجه دولة قطر في مسيرتها نحو النمو والتطوير.