إقالة الإسباني بابلو جزء من الحل وليس كل المشكلة.. «لاعبو» العربي ما ينشد فيهم الظهر

alarab
رياضة 22 سبتمبر 2025 , 01:24ص
إسماعيل مرزوق


بعيدًا عن الإقالة التي تمت منذ ساعات للإسباني بابلو امو، مدرب العربي، عقب خسارة الفريق أمام الدحيل بثمانية أهداف، واستجابة إدارة العربي للضغط الجماهيري بالاستغناء عن بابلو بسبب توالي الهزائم والنتائج السلبية، وإذا كانت الإقالة – برحيل المدرب – هي الحل، فيجب أن نكون منصفين بأن الإسباني جزء من المشكلة وليس كلّها.
فالحل لا يكمن في إقالة المدرب الفاشل فحسب، فهناك أمور أخرى يجب النظر إليها بعد الإقالة. وحقيقة الامر لم يعد هناك أي عذر مقبول لما يقدّمه لاعبو النادي العربي من مستوى هذا الموسم.. الإدارة قامت بدورها على أكمل وجه في ظل الظروف المتاحة، فوفرت الاستقرار المالي، وجلبت الأجهزة الفنية والإدارية بناءً على السمعة والخبرة والإنجازات السابقة، وأمّنت كل مقومات النجاح، من تعاقدات جديدة، وحرصت على تهيئة الأجواء داخل وخارج الملعب. الجماهير كذلك لم تتأخر، فكانت دائمًا السند الأول للفريق، بالحضور والدعم والتشجيع.
لكن الصورة التي يظهر بها اللاعبون في أرض الملعب تصدم كل من له علاقة بالعربي، إذ يبدو وكأنهم يلعبون بلا روح، بلا غيرة، وبلا مسؤولية تجاه شعار عريق وتاريخ طويل. ينزلون أرضية الملعب لأداء الواجب فقط، لكن بلا رغبة في الفوز أو غيرة لجلب الانتصار!.
الجماهير العرباوية، التي اعتادت أن ترى فريقها قويًا، لم تعد تحتمل هذه الصورة المهزوزة، فقد وصل الأمر إلى أن يجد العربي نفسه مهددًا بالهبوط، ليس بسبب الخسائر فقط، بل لطبيعة أداء لاعبي الفريق في المباريات الأخيرة في الدوري، وكأنهم «أبطال من ورق» وأسماء كبيرة بلا إنتاج ولا أداء ولا روح داخل الملعب!.
الخسائر المتتالية، والروح الانهزامية، واللامسؤولية من بعض اللاعبين، أمر لم يكن يخطر على بال أحد، خاصة مع ما يتوافر للنادي من إمكانيات ودعم. هذا التراجع لم يكن سببه الإدارة، ولا الدعم الفني، ولا غياب الموارد، بل هو تخاذل واضح من اللاعبين أنفسهم، وعدم استشعارهم لقيمة ما يمثلونه. وعلى إدارة الفريق أن تتعامل مع الجهاز الفني واللاعبين بعقلية احترافية كاملة، بعيدًا عن العواطف. فالمتابع لمباريات العربي هذا الموسم يلاحظ تكرار نفس الأخطاء: انهيار مبكر، ضعف في التركيز، بطء في ردّة الفعل، وانعدام الغيرة أو وجود شخصية للفريق.
ماذا يريد الجمهور؟
جمهور العربي الوفي، الذي لم يتخلَ يومًا عن فريقه، لا يطلب المستحيل، ولا يشترط أن يُتوَّج الفريق بالبطولات كل موسم. ما يريده الجمهور ببساطة هو أن يرى لاعبين يقاتلون بشرف حتى آخر دقيقة، أن يشعر بأن هناك من يقدّر قيمة الشعار الذي يرتديه، وأن يلمس التضحية والعرق والجدية. الخسارة مقبولة أحيانًا، لكن الخسارة بأداء باهت، وتخاذل، وعدم مسؤولية، هي ما فجّر الغضب وأشعل المدرجات.
حينما تكون الإدارة داعمة بكل الإمكانيات، والجماهير حاضرة بكل قوة، ولا يزال الفريق يظهر بهذا الضعف، فإن أصابع الاتهام لا يمكن أن تتجه إلا إلى اللاعبين، بعيدًا عن المدرب الذي قد يتحمّل جزءًا كبيرًا مما يحدث، ولكن: هل ينزل هو إلى الملعب ليسجل؟ هل يتحمّل المدرب مسؤولية إضاعة الفرص السهلة؟ وهل أخطاء الحارس والمدافعين، التي لا يقع فيها حتى المبتدئون، تقع على عاتق المدرب وحده؟ العربي اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يغيّر اللاعبون من عقليتهم ويستعيدوا روح الفريق الكبير، أو أن التاريخ سيسجل هذا الموسم كأحد أسوأ مواسم النادي، وربما ينتهي بكارثة الهبوط!.