

انطلقت اليوم، أعمال المؤتمر السادس للجمعية الآسيوية لمؤرخي العالم بعنوان: "الخليج والعالم"، والذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بالشراكة مع الجمعية الآسيوية لمؤرخي العالم (AAWH).
ويشارك في المؤتمر، الذي ينعقد على مدار يومين في مقر المعهد بالدوحة، نخبة من الأكاديميين والمؤرخين من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة والمنطقة العربية.
وذكر معهد الدوحة، في بيان، أن هذا المؤتمر يأتي امتدادا لمسار مؤتمرات الجمعية السابقة التي انعقدت في أوساكا (2009)، وسيول (2012)، وسنغافورة (2015)، وأوساكا (2018)، ونيودلهي (2022)، ليؤكد الدور الرائد للجمعية في تنمية البحث والتعليم في التاريخ العالمي، مع تركيز خاص على آسيا، وتعزيز الحوار العلمي "جنوب – جنوب".
وأوضح أن برنامج المؤتمر يتضمن أربع محاضرات رئيسية، وثلاث عشرة جلسة علمية، يقدم خلالها نحو خمسين عرضا بحثيا بنمط هجين يجمع بين الحضور المباشر والمشاركة عبر الاتصال المرئي.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور عبد الوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، أن انعقاد هذا المؤتمر لأول مرة في المنطقة، يمثل خطوة مهمة لفهم الترابط بين آسيا والتاريخ العالمي.
وقال الأفندي: "إن آسيا ليست جزءا من العالم فقط، بل يمكن القول إنها العالم ذاته؛ فالبدايات الكبرى للبشرية نشأت هنا".
وأضاف أن "تشتت الهويات، العربية والهندية واليابانية وغيرها، جعل كلا منها ترى نفسها عالما مستقلا، وهذا جوهر التحدي أمام وحدتنا التاريخية"، مشددا على ضرورة تقدير تاريخنا المشترك، واستعادة الوعي بوحدة مصير شعوب آسيا وإفريقيا.
من جهتها، نوهت السيدة سوشيتا ماهاجان، رئيسة الجمعية الآسيوية لمؤرخي العالم، بأهمية استضافة دولة قطر لهذا الحدث، قائلة: "إن إقامة المؤتمر في الدوحة بعد أن كان محصورا في شرق آسيا، يعد تطورا تاريخيا في التعاون الآسيوي".
وأضافت ماهاجان "أن انعقاد المؤتمر السادس للجمعية الآسيوية لمؤرخي العالم في معهد الدوحة للدراسات العليا يمثل لحظة فارقة في مسيرة الجمعية التي سعت منذ تأسيسها إلى ترسيخ دراسات التاريخ العالمي والعابر للقارات في آسيا".
وأوضحت قائلة: "لا يمكن دراسة تاريخ آسيا بمعزل عن العالم، فالاستعمار أعاد إنتاج سياساته من إيرلندا إلى الهند ثم فلسطين، وسياسة التقسيم ثم الانسحاب كانت استراتيجية استعمارية لخلق وهم بأن المحتل ليس طرفا في الصراعات الداخلية، وعندما ندرس تاريخ آسيا، فنحن في الحقيقة ندرس تاريخ العالم كله".
وتلا ذلك محاضرة رئيسية قدمتها الدكتورة أمل غزال، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في المعهد، بعنوان "إعادة التفكير في الهامش: الخليج وتشكل التاريخ الحديث"، حيث قالت: "إنه ثمة وعي على نحو متزايد في الرؤى الوطنية بدول الخليج، بأن مستقبل التنمية المستدامة وتعزيز الحضور العالمي يرتبطان ارتباطا وثيقا بجعل المؤسسات الأكاديمية في قلب مسار التحول الوطني".
وأضافت غزال أن المؤتمر يجمع نخبة من الباحثين والمؤرخين من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة العربية، لمناقشة قضايا تاريخية من منظور يضع منطقة الخليج والقارة الآسيوية في قلب التحولات الاقتصادية والثقافية والسياسية العالمية.
وأشارت إلى أن هذا الحدث يأتي ثمرة تعاون أكاديمي بين معهد الدوحة والجمعية الآسيوية لمؤرخي العالم، بهدف تعزيز الحوار العلمي الجنوبي-الجنوبي، وتوسيع آفاق البحث التاريخي المقارن.
وعقب الجلسة الافتتاحية، انطلقت الجلسات العلمية المتوازية، حيث انعقدت جلسة بعنوان: "الخليج في العالم"، نوقشت خلالها أوراق بحثية حول الهوية الوطنية والدبلوماسية الخليجية والتاريخ المقارن للعلاقات الإقليمية، كما عقدت جلستان أخريان بعنوان "تحولات أواخر القرن العشرين"، و"تقنيات الماضي والمستقبل"، تناولتا تحولات الطاقة والاقتصاد السياسي والتقنيات في التاريخ الحديث والمعاصر.