قراءة تحليلية لكتاب «حين يبوح النخيل».. الحياة كسيرة ذاتية ورواية

alarab
ثقافة وفنون 22 يونيو 2023 , 02:35ص
الدوحة - العرب

سلط الكاتب والروائي نعيم عبد مهلهل، الضوء على كتاب «حين يبوح النخيل» للكاتبة القطرية الدكتورة هدى النعيمي في قراءة تحليلية لما يحويه من تنقلات روائية في السيرة الحياتية لذاكرتها من الطفولة، معتبرا أنه يعكس الحياة المتحولة من شكلها الفنتازي والاسطوري والحالم في كتابها الأول «قمط» إلى عالم الحماس والعلم والاجتهاد وتكوين الشخصية التي طالما تحدثت عنها في «قمط» ضمن سياقات الاحلام ومؤثرات البيت وكتب المدرسة وقصص الحكايات التي عثرت عليها في مكتبة البيت او مكتبات الاقارب.
وربط عبد مهلهل، بين الكتابين قائلا «حتى تعرف ما أرادت هدى النعيمي سرده في كتاب (حين يبوح النخيل) علينا ان نعود الى رؤيتنا الاولى في قراءتنا لكتابها الطفولي الشجي (قمط) لشعورنا افتراضا انه من بعض اسس السرد والرؤى والمحطات والمشاعر لكتابها الجديد هذا ففي قمط هناك الكثير من الرؤى التي ابتكرتها النعيمي وفي اجتهاد وإصرار وإيقاع من تأثيث حس الأنثى اتجاه أشياء العالم صنعها طموح امرأة عالمة وتعيش لحظة الإبداع في مواكبة لمتغيرات العصر.».
وأضاف أن «من يقرأ قصصها التي ابتدأت احترافا منذ أيام الجامعة لتقول ان طموحها لا يتوقف في محاولتها لإنتاج نمط سردي مميز للمبدعة القطرية»، معتبرا أن الطموح هو من يتمدد الآن في بوح الرؤية مع التواريخ التي كانت تمثل لها تخليدا لأؤلئك الذين صنعوا شخصيتها وعليها ان تتفاخر فيهم من خلال كتابها القصصي المؤثر ( قمط)».
واعتبر أن هدى قدمت سردا واقعيا لا يخلو نصوصه من شاعرية الحس وجمالية اللغة في الحديث عن مشاعر الذكريات وما حملتها من مواقف وتجارب ودروس، لنقرأ في عشرة فصول عناوين تختلف فيها الرؤى والمقاصد والازمنة والامكنة لكنها تلتقي في دلالة واحدة ان الكاتبة ارادت ان تبقي على الحلم الانساني وتطور ذاكرته وثقافته وموهبته حتى عندما تحاور أزمنتها عبر مواقف عديدة، تبدأ من مكان ما يقع بين قلبها والبيت والحلم ويذهب إلى جهات شتى في هذا العالم».
ورأى عبد مهلهل، أن الكتاب فيه تنويعات ملونة لفصول حياة تعتقد النعيمي أنها نجحت في تبويب العناوين كمراحل معاشة، ومن يقرأه يجده متعة ليس للتسلية وإنما للفائدة وشحذ الذهن وربما في رؤيته العامة ومحتواه هناك دروس كبيرة لبنات جيلها من حواءات قطر وغيرها من بلدان هذه الأمة.
وتابع بالقول ان تلك المرأة التي تتحلى بالشجاعة في الطرح كشاهدة عيان أمينة لما رأته بأجفانها وسمعته وخبرته إنما هي تتجاوز الكثير من اسوار الخجل والتردد عندما اتخيل ان الكثير من زميلاتها المبتعثات واللائي حصلن على مقارب علمي وثقافي كالذي عند هدى النعيمي يخشين او يخجلن او تنقصهن ملكة التأليف والكتابة الادبية.
يعتقد الروائي أن الكتاب هو سياحة المتعة في السرد والمعلومة وأن قراءة هدى النعيمي هي قراءة لبساطة الجملة المزينة بصدى روح الادب ومعلومة التاريخ وسردا بأطياف ملونة لمحطات في حياتها، واقوى ما كان يهمني في حين يبوح النخيل هو مشاعرها وتفصيلات الحدث من خلال مشاهدتها ومعايشتها وقراءتها لعملية غزو الكويت التي قام بها الرئيس السابق بدون مبرر لاحتلال جارته الكويت.
واختتم تحليل الكتاب قائلا «إن بوح النخيل بنوافذه العشر هو في مجمله تنويع أدبي ممتع بين السرد والسيرة والرحلة والمقالات، وانه تشكيلة تخلتط فيها فنون الكتابة وجمالياتها»، معتبرا أن الدكتورة هدى النعيمي نجحت بالسيطرة على سفينة الكتاب وتوجيهها نحو الغاية التي أرادت فيها أن تحسسنا أن الروح الكامنة فيها ليست هي الروح العالمة فقط، بل هي الروح الأديبة وهي بذلك تعيدنا الى رؤية فيثاغورس بقولها «ليس عليك أن تنشغل بإضلاع المثلث فقط، بل عليك تأمل النجوم والكتابة عنها».