ندوة حول المجتمع العربي من التقليد إلى التحديث

alarab
ثقافة وفنون 22 أبريل 2015 , 04:26م
الدوحة - قنا
عقد الصالون الثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث ندوة بعنوان "المجتمع العربي من التقليد إلى التحديث - مقاربات نقدية"، شارك فيها الدكتور أحمد الشربيني أستاذ ورئيس قسم التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، والدكتور ناصر سليمان أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قطر.

وفي بداية الندوة قدم الدكتور يوسف العبد الله - أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قطر - إضاءة حول موضوع الندوة تاريخيا، طارحا الكثير من الأسئلة والأطر التي تدور حول موضوعها.

وتحدث الدكتور أحمد الشربيني في ورقة بعنوان "المجتمع العربي من التقليد إلى التحديث" رصد أوضاع المجتمع العربي في أواخر القرن الثامن عشر، باعتبارها الفترة التي توفَّرتْ بالمجتمع العربي مظاهر المجتمعات التقليدية؛ وهي الفترة التي سبقت أول عدوانية للرأسمالية الغربية على العالم العربي في عصر الثورة بأوروبا، وما ترتب على هذه العدوانية من هز المجتمعات العربية وإطلاعها على حقيقة وضعها بالنسبة لأوروبا التي انقطع الاتصال بها - أو كاد - منذ أواخر الحروب الصليبية.

وتناول الشربيني مشاريع التحديث التي تبناها ولاة الدولة العثمانية في المنطقة العربية في القرن التاسع عشر، مثل التجرِبة المصرية "محمد علي باشا"، والتجرِبة التونسية "أحمد باي"، كذلك التجرِبة العراقية "مدحت باشا"، وكلها محاولات حاولت أن تُخرج هذه الدول عن التبعية الغربية وإنشاء جيوش قوية وصناعات حديثة، لكن لكل تجرِبة كانت هناك معوقات، سواء داخلية أو خارجية.

أما الدكتور ناصر سليمان فتناول في ورقته المجتمع العربي على طريق الإصلاح (تجرِبة الانتقال والتحولات وإرهاصات عصر التحديث)؛ حيث عرض في ورقته عددا من تجارِب الإصلاح والتطور، مشيرا إلى أن بلداننا العربية دخلت مرحلة من التحدي أواخر القرن 18، وتعرضت لأول غزو أوروبي اجتاح مصر وبلاد الشام، مُحدِثا زلزالا قويا هز المجتمع العربي، وجعله يفيق على حقيقة أوضاعه، ليكتشف واقع تخلفه عن ركب الحضارة والتطور، فحاول أن يستعيد روحه وينفض عن نفسه غبار التقليد، واضعا أقدامه على أعتاب التجديد، متلمسا أسباب القوة والمعرفة.

وأكد أن المنطقة العربية أبدت استجابة للتطور والتجديد بدرجات مختلفة، لكن التحدي الغربي وتناقض وجهة النظر العربية العثمانية كانا أكبر من إمكانات المجتمع العربي؛ خاصة أن تلك المحاولات تمت بصورة فردية ومن أعلى، مما جعل المجتمع العربي - الذي تم تهميشه - يتابع مشاهد ضرب تجرِبة التحديث والنهضة وهو في مقاعد المتفرجين، وهذه النقطة كانت - وربما لا تزال - من أبرز مواطن الضعف في تجرِبة النهضة العربية.