الأسواق تتأهّب لتلبية احتياجات «رمضان».. مواطنون وأصحاب مزارع: التمور المحلية تحتاج حلولاً جذرية لمواجهة تفوّق «المستوردة»

alarab
محليات 22 مارس 2021 , 12:30ص
منصور المطلق

ناصر الخلف: نعمل على إيجاد مسارات جديدة للتوسّع في الإنتاج

علي المطوع: غياب الإمكانيات اللازمة لإجراء التغليف والتخزين

خالد المرزوقي: تناول التمر مع القهوة العربية تقليد رمضاني

تعدّ التمور من أهم مكونات مائدة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، حيث يستعد أصحاب المزارع المنتجون للتمور لتوريد كميات كبيرة إلى الأسواق لتلبية احتياجات المستهلكين قبل قدوم الشهر الكريم.
وتحظى المزارع بالدعم فيما يتعلق بإنتاج التمور، وهناك ما يزيد عن 700 ألف شجرة تنتج حوالي 30 ألف طن سنوياً، إلى جانب قيام وزارة البلدية والبيئة بتنظيم معارض للتمور بغرض التسويق، بالإضافة إلى تدريب المزارعين على طريقة تجفيف الرطب لتحويله لتمور، ولكن لا تزال المزارع بحاجة إلى دعم من نوع آخر يتعلق بتوفير إمكانيات التخزين والتغليف الضروريين لسلامة المنتج، وصلاحيته لأطول فترة ممكنة، إضافة إلى ضرورة تحسين جودة المياه والتربة، حتى تتمكن المزارع المحلية من إنتاج تمور عالية الجودة، قادرة على المنافسة مع التمور المستوردة. 
وقال مواطنون لـ «العرب» إن السوق يفضّل الرطب الذي يحظى بإقبال كبير من الجمهور على حساب التمور المجففة، وإن لم يجدوا الرطب يتجهون إلى أنواع معينة من التمور، مثل الخلاص، وهو أكثر الأنواع المطلوبة، ويستخدم في الضيافة مع القهوة العربية، وعلى موائد الشهر الفضيل، حيث أول ما يكسر به الصائم صيامه تمرة أو حبة رطب. 
وأكدوا أن التمور المحلية أقل جودة من المستوردة، بسبب جودة المياه والتربة، فهي ليست بالكفاءة التي ترتقي لمستوى تطلعات المستهلك، لافتين إلى أن هناك العديد من الطرق لمعالجة هذا الأمر وتحسين جودة التمور، عبر الاستفادة من أليافها في تحسين التربة وتخصيبها لإنتاج تمور ذات جودة عالية. 


حزمة من التحديات 
في البداية، أرجع السيد ناصر أحمد الخلف، صاحب إحدى المزارع المنتجة، توجه المستهلك إلى التمور المستوردة، نظراً لارتفاع الجودة، وقال: «يواجه المزارعون العديد من التحديات التي تجعل التمور المحلية أقل جودة من الأخرى العالمية المتوافرة في الأسواق، بسبب جودة التربة والمياه المستخدمة في الري، بالإضافة إلى سوسة النخيل الحمراء التي تعد من أكبر آفات النخيل التي تساهم بشكل سلبي في تقليل الإنتاج والجودة». 
وأضاف: «نعمل حالياً كمزرعة على إيجاد حلول جذرية للتوسع في إنتاج التمور وتحسين جودتها، من خلال الاستفادة من مخلفات أشجار النخيل، مثل الألياف التي تساهم في تحسين جودة التربة، وكذلك الاستفادة من زراعة بعض الشجيرات التي تجلب الحشرات المفيدة صديقة المزارع، وتكافح بشكل رئيسي الآفات، ومنها السوسة الحمراء». 

دعم ضروري لأصحاب المزارع 
وقال السيد علي المطوع، صاحب إحدى مزارع التمور: «ليس بمقدوري توريد كميات من التمور استعداداً لشهر رمضان المبارك، مثل باقي المزارع الأخرى، بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة لتغليف وتخزين التمور منذ الموسم الماضي».
وأوضح أن المحصول كان يتم شراؤه من قبل وزارة البلدية والبيئة، ولكن الموسم الماضي حولتنا الوزارة إلى شركة محاصيل التي أخذت كميات محدودة، ثم امتنعت عن شراء باقي المحصول، والتي بدورها أحالتنا إلى إحدى المؤسسات الاستهلاكية التي أخذت كميات محدودة، ثم أوقفت الشراء.
وأضاف: اضطررنا نحن أصحاب المزارع التي لا تتوفر بها إمكانيات للتغليف والتخزين إلى استخدامه كأعلاف للمواشي. 
وطالب المطوع وزارة البلدية والبيئة بإدراج مصانع التغليف والتخزين السليم ضمن الدعم الذي تقدمه لأصحاب المزارع، حتى يتسنّى تخزين المحصول لمثل هذه المواسم، خاصة بداية رمضان المبارك، وغيره. 

إقبال متزايد على الرطب 
قال المواطن خالد المرزوقي: «إن الإقبال في شهر رمضان المبارك يكون في المقام الأول على الرطب إن توفر في الأسواق، وفي حال عدم توفره فهناك أصناف يفضّلها المجتمع، مثل الخلاص، والشيشي، وغيره من التمور المرغوبة لدى المجتمع التي تعد جزءاً لا يتجزأ من موائد رمضان والضيافة القطرية مع القهوة العربية. 

الخلاص والشيشي الأفضل 
واتفق محمد حمد مع سابقه حول أصناف التمور المفضلة لدى المجتمع التي تشهد إقبالاً كبيراً على شرائها في مثل هذه المناسبات.
وقال: «إن الكثيرين إن لم يكن الجميع في قطر ودول المنطقة يفضلون أنواع الخلاص والشيشي والرطب في مثل هذه المناسبات، فهي الأكثر طلباً في الأسواق، وهناك من يقوم بجلب هذه الأنواع من الخارج على حسب الجودة التي يشتهر بها المنتج». 
الجدير بالذكر أن وزارة البلدية والبيئة تنظّم معرضاً للرطب وآخر للتمور، حيث تتيح هذه المعارض للمستهلكين شراء مختلف أنواع التمور والرطب، كما تتيح للمزارعين عرض محاصيلهم من الرطب والتمور والصناعات المرتبطة بها.
كما يهدف مهرجان الرطب إلى التعريف بالأنواع المنتجة محلياً، وتعزيز الوعي الثقافي والتراثي بشجرة النخيل المباركة، وأهمية ثمارها من الناحية الغذائية والصحية، وتحفيز المنافسة بين المزارع المنتجة، من خلال عرض أفضل أنواع الرطب المحلية، وتشجيع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي من التمور والرطب بكافة أنواعها.
وتحرص المزارع على توفير كميات من التمور في مثل هذا الوقت من العام، وطرحها في الأسواق، استعداداً لشهر رمضان المبارك.