مجلس قطر للمباني الخضراء ريادة في تطبيق الممارسات المستدامة بيئياً

alarab
محليات 21 نوفمبر 2021 , 12:50ص
حامد سليمان

المجلس يهدف إلى دعم الصحة والاستدامة الشاملة للبيئة والأفراد والأمن الاقتصادي 
قطر انضمت من خلاله إلى شبكة من 80 دولة لديها مجالس وطنية نشطة للأبنية الخضراء
 

يعد مجلس قطر للمباني الخضراء، عضو مؤسسة قطر، منظمة غير ربحية قائمة على العضوية، حيث تعمل على تشجيع التعاون وتحقيق الريادة في تطبيق الممارسات المستدامة بيئياً فيما يتعلق بتصميم وتطوير الأبنية الخضراء في دولة قطر. 


ويهدف المجلس إلى دعم الصحة والاستدامة الشاملة للبيئة والأفراد والأمن الاقتصادي على مدى الأجيال القادمة. تأسس المجلس في عام 2009 بموجب مرسوم وقعته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر– رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر- تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى التحول من اقتصاد يعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة مثل النفط والغاز إلى اقتصاد قائم على المعرفة. ومن خلال مجلس قطر للمباني الخضراء، انضمت دولة قطر إلى شبكة مكونة من 80 دولة مختلفة يوجد لديها مجالس وطنية نشطة للأبنية الخضراء تحت مظلة المجلس العالمي للأبنية الخضراء.
الأبنية الخضراء والاستدامة
في الوقت الذي تعتبر فيه التنمية الحضرية مسألة مهمة لتقدم أي بلد من البلدان، إلا أن البيئة الطبيعية في الكثير من الأحيان تكون الضحية الأولى للنمو السكاني. وحتى إن لم تتم الحيلولة دون ذلك تماماً، إلا أنه يمكن إدارتها من خلال خطة التنمية الحضرية المستدامة. وتهدف ممارسات «الأبنية الخضراء» إلى الحد من تأثير الأبنية على البيئة من خلال تبني التكنولوجيا في جميع جوانب البيئة العمرانية، إضافة إلى الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى، مثل كفاءة استخدام الطاقة واستخدام المواد الصديقة للبيئة والحد من النفايات. وبينما يمكن اعتبار «الأبنية الخضراء» فكرة جديدة في الوقت الحالي، إلا أن تاريخ العمارة يشير إلى أن هياكلنا الأولى كانت في جوهرها تعكس الأبنية الخضراء، وحان الوقت للعودة إلى الأساسيات. وكانت الأبنية الخضراء تمثل نقطة البداية بالنسبة لنا، وسيكون هذا مستقبلنا أيضاً.
من أجل زيادة الوعي والمعرفة بممارسات الأبنية الخضراء، فإن مجلس قطر للمباني الخضراء يقوم ببناء قدرات المتخصصين في هذا القطاع من خلال التطوير المهني المستمر والبحوث. وتتوسع جهوده الهادفة إلى بناء كيان نشط يقوم على العضوية وشبكة من الأطراف ذات الصلة لقيادة حركة الأبنية الخضراء من أجل دعم اعتماد وتشريع وتنفيذ معايير وممارسات الأبنية الخضراء.

ركائز عمل المجلس
تقوم مشاريع مجلس قطر للمباني الخضراء على ثلاث ركائز رئيسة:
تطوير الخبرة الفنية:
تعزيز التنمية المستدامة القائمة على الخطط والقابلة للتنفيذ عن طريق التعاون مع قادة الصناعة والخبراء لتحديد مجموعة من المبادئ التوجيهية البيئية، وأفضل ممارسات الأبنية الخضراء، استناداً إلى الممارسات والنظم المعترف بها.
البحوث والابتكار:
العمل مع خبراء الصناعة والجهات لإجراء البحوث في الممارسات الحالية وتحديد الثغرات المعرفية وفرص التحسين والابتكار في البيئة العمرانية في دولة قطر. وسيؤدي هذا إلى دعم إنشاء ونقل وتطبيق المبادئ التوجيهية للأبنية الخضراء وممارسات الاستدامة.
التعليم والتدريب في مجال الاستدامة:
ترسيخ ثقافة الأبنية الخضراء والاستدامة داخل هذا القطاع وفي المجتمع المحلي، وذلك من خلال التعليم والاتصالات وتوفير المتخصصين في هذا القطاع مع التدريب على ممارسات الاستدامة والأبنية الخضراء على أيدي الخبراء. خلق الوعي في المجتمع حول فوائد وفرص وممارسات الأبنية الخضراء. العمل على مشاركة المجتمع بفعالية، تماماً مثل المشاركين والأطراف ذات الصلة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في الدولة، والعمل في الوقت نفسه على تعزيز النمو البشري والاجتماعي والاقتصادي على الصعيدين الفردي والمجتمعي. ومن أجل تحقيق هذه الركائز يسعى المجلس إلى زيادة الوعي والمعرفة حول ممارسات الأبنية الخضراء من خلال الندوات والمحاضرات الشهرية، وتوفير الموارد على شبكة الإنترنت، حيث يُعتقد بأن عقد دورات توعية للجهات ذات الصلة تنطوي على أهمية بالغة، على أن يتضمن جانب من ذلك التواصل والتوعية الجامعات والمدارس.
العمل على بناء قدرات المتخصصين في هذا القطاع من خلال الدورات التدريبية المنتظمة والمعتمدة إضافة إلى ورش العمل الفنية والخاصة بأنظمة تقييم المباني الخضراء. ويقوم مجلس قطر للمباني الخضراء أيضاً بتنظيم مؤتمر سنوي يجمع كافة الجهات المعنية، وتسهم هذه المبادرات في التطوير والتواصل الفعال للمبادئ التوجيهية وأفضل الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء.
ويتطلع المجلس من خلال تأسيس لجان من الخبراء في هذا القطاع إلى بناء وإشراك كيان فعال قائم على العضوية وشبكة من الأطراف ذات الصلة من أجل قيادة حركة الأبنية الخضراء. ويمكن تحقيق المنافع والخدمات من خلال عقد الندوات وجلسات التواصل. تقام دورات التواصل بهدف بناء علاقات الشراكة وبرنامج الرعاية مع الأعضاء المؤثرين من القطاعين العام والخاص.
ويقوم مجلس قطر للمباني الخضراء بدعم عملية تبني ووضع وتنفيذ ممارسات ومعايير الأبنية الخضراء عن طريق تحفيز ومكافأة هذه الجهود، وفي الوقت نفسه يشجع على شراء المواد الصديقة للبيئة من خلال توفير قواعد البيانات للشركات التي تتبنى الممارسات الصديقة للبيئة.
من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية، بما في ذلك المجلس العالمي للأبنية الخضراء، وعن طريق العمل مع شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجالس الأبنية الخضراء، فإن المجلس يواصل تعزيز الفرص وعلاقات التعاون على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

الرؤية.. والرسالة
تحقيق الريادة والتعاون في دولة قطر في الجوانب المتعلقة بتوجيه واعتماد الممارسات المستدامة بيئياً لتصميم وتطوير الأبنية الخضراء، إلى جانب دعم صحة واستدامة البيئة والناس والأمن الاقتصادي للأجيال القادمة. وتوفير وتعزيز الوعي، وخلق التفاهم والشروع في التعليم، ووضع مجموعة محددة من المبادئ التوجيهية الواضحة لأفضل الممارسات البيئية والأبنية الخضراء، والدعم والالتزام بالبحوث والتطوير.
مجلس قطر.. ورؤية قطر الوطنية 2030

شهدت دولة قطر في العقد الأخير نمواً قوياً في اقتصادها، وكان ذلك أكثر وضوحاً في قطاعي البناء والنقل. وكان منذ ذلك الحين يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030، وتحت ركيزة البيئة التي تنص على ضرورة إيجاد علاقة توازن بين «احتياجات التنمية» و»حماية البيئة». وكان من بين النتائج المبينة في الرؤية المحافظة على البيئة، وذلك من خلال ما يلي:
المؤسسات البيئية الفعالة والمتطورة التي تعمل على توفير وتعزيز الوعي العام حول المسائل المتعلقة بحماية البيئة وتشجيع استخدام التقنيات السليمة بيئياً. وستقوم هذه المؤسسات أيضاً بإطلاق حملات التوعية وتوظيف أدوات التخطيط البيئي وإجراء البحوث البيئية.
ويعمل مجلس قطر للمباني الخضراء على تحقيق هذه الحاجة للمنظمات التي تركز على النواحي البيئية، والتي يمكنها أن تدعم مبادرات الحكومة المحلية، في الوقت الذي يعمل فيه المجلس على إدخال برامج خاصة به.