سفراء لـ «العرب»: خطاب المصارحة وضع الحلول لأزمات المنطقة
محليات
21 سبتمبر 2016 , 11:35ص
الدوحة - إسماعيل طلاي
أجمع عدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة على أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم خطابا اتسم بالمكاشفة والمصارحة في تحليل أسباب أبرز الأزمات التي تشهدها المنطقة، من استمرار الاحتلال الإسرائيلي، مرورا بالأزمة الليبية، واليمنية، ووصولا إلى الوضع المتفاقم في سوريا منذ 5 سنوات.
وأشاد سفراء هذه الدول بتحميل سمو الأمير مسؤولية تفاقم تلك الأزمات للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، بسبب سياساتها التي نتج عنها عدم الالتزام بتطبيق القرارات الدولية. واعتبر السفراء أن خطاب سموه كان بمثابة خطاب الحكمة والصراحة، ووضع النقاط على الحروف، كما عودنا سموه دوما ببعد نظره وعمق بصيرته، ومعرفته الواسعة والعميقة بحقيقة الأوضاع في المنطقة.
السفير الفلسطيني:خطاب الحكمة والصراحة
قال سعادة منير غنام، سفير دولة فلسطين لدى الدولة، في تصريح لـ«العرب»، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كان خطاب الحكمة والصراحة، ووضع النقاط على الحروف، كما عودنا سموه دوما ببعد نظره وعمق بصيرته، ومعرفته الواسعة والعميقة بحقيقة الأوضاع في الإقليم.
وقال سعادة السفير في تعليقه على خطاب سموه: «لا شك أن ما ورد في خطاب صاحب السمو هو وصف دقيق للحالة في الإقليم ككل، حيث إن كافة المشاكل والمآسي التي نشهدها حولنا منشؤها أساسا المظلمة الكبرى التي وقعت على الشعب الفلسطيني باحتلال فلسطين، وسمو الأمير وإدراكاً منه بحقيقة هذا الواقع بعمق، وضع أصبعه على الجرح، وأعطى تحذيرا من أعلى منبر أممي من أن استمرار هذا الظلم يعني استمرار المشاكل، وفشل كل الجهود لمكافحة ما يسمى بالإرهاب الذي يتغذى على المظلمة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني».
ونوه سعادته قائلا: «سمو الأمير إدراكا منه بحقيقة الوضع، وضع الصورة الكاملة لما هو عليه الواقع، ولما يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بناء عليه، وأن يتحمل مسؤولياته لإنهاء آخر احتلال في العالم، ما يزال موجودا في القرن الواحد والعشرين، الذي يبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي كله. موقف سمو الأمير وموقف قطر هو موقف مبدئي ثابت من الحق الفلسطيني، تأييدا ودعما له، وإقرارا ومساندة، حتى يتم تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، بناء على قرارات الشرعية الدولية، وحسبما تقتضيه قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، ووفق مبادرة السلام العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، من إقرار بحل الدولتين الذي تم الاتفاق عليه في القمم العربية، فكل الشكر والتقدير من فلسطين والشعب الفلسطيني لسمو الأمير والشعب القطري على هذا الموقف المبدئي الثابت والدائم لدعم الحق الفلسطيني، ومؤازرة نضال الشعب الفلسطيني».
وبشأن حديث سمو الأمير عن استحالة قيام أي تطبيع عربي مع إسرائيل قبل إقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية، قال سعادة السفير: «إن سمو الأمير لدى تأكيده هذا المبدأ، يؤكد ما هو وارد في مبادرة السلام العربية التي تم تبنيها في القمم العربية، من أنه لا يمكن قيام أي تطبيع مع إسرائيل إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية. ودون احترام وتنفيذ حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن قيام أي تطبيع، ولو حدثت بعض الاختراقات، لا يمكن أن تكون مجدية ومقنعة، ومصيرها الفشل».
وعن تأكيد حضرة صاحب السمو التزام دولة قطر بمساعدة اللاجئين والشعوب المستضعفة والمحتاجة عبر العالم، قال سعادة السفير: «الموقف القطري داعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كل الأوقات، وخاصة خلال المحن، مثلما شاهدنا خلال العدوان الظالم والمتكرر والحصار المفروض على غزة، وعمليات الاستيطان والتهويد التي تتم في الضفة الغربية والقدس، وقد شاهدنا قطر التزمت بمشروعها للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الآلة الإسرائيلية في غزة، وهي تنفذ ذلك فعليا على أرض الواقع. بالتالي فإن دولة قطر تضع دعمها للشعب الفلسطيني في رأس سلم أولوياتها، وهذا التزام أكده سمو الأمير، ويؤكده في كل المناسبات، وهي سياسة ثابتة لدولة قطر الشقيقة».
السفير الحراكي: القضية السورية في قلب ووجدان صاحب السمو
قال سعادة السفير السوري في الدوحة، نزار الحراكي، إن الشعب السوري بكامله يقف إجلالا وتقديرا أمام كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، لافتا النظر إلى أن خطاب سموه يدل على أن القضية السورية في قلب ووجدان سموه.
وأشاد السفير السوري في تصريحات صحافية بانتقاد سمو الأمير للمجتمع الدولي، وتقاعسه عن نصرة الشعب السوري الذي يعاني منذ 6 سنوات بفعل آلة النظام القمعية والوحشية. فقد كشف سموه مدى ضعف النظام الدولي في حماية الأبرياء والعزل من أبناء الشعب السوري، وبشكل خاص مجلس الأمن الدولي الذي لم يتحرك لوقف المجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين والأبرياء.
وألمح الحراكي إلى أن سموه أكد أن النظام السوري لا يزال يرتكب جرائم بحق شعبه، مستغلاً تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لإنهاء الأزمة السورية. وطالب سمو الأمير بتفعيل دور الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها الإطار الأوسع للتعامل مع قضايا الشعوب، داعيا إلى تعاون دولي لفرض حلول في سوريا بما يضمن حماية الشعب السوري، ووقف عمليات التهجير المتعمدة من قبل النظام. وأشاد السفير السوري بكلمات سمو الأمير عن سلمية الثورة، لكن النظام نجح في تحويلها إلى القتل والتدمير والتشريد بطريقته الشيطانية، موضحا أن كلمات صاحب السمو أمام العالم أجمع تبرهن على عظمة دور قطر وإحساسها بمعاناة الشعب السوري.
وشدد الحراكي على أن خطاب سمو الأمير كشف عورات النظام السوري الوحشي، لأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء، في ظل تخلي غالبية الدول عن السوريين، إلا بعض الدول الصديقة، وهي قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، وبعض دول الجوار التي تستضيف اللاجئين وتقدم المعونات لهم.
وتوجه السفير السوري بالشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو على كلماته القوية وشعوره بالمعاناة اليومية التي يكابدها أبناء الشعب السوري، فضلا عن العديد من القضايا المهمة التي تطرق إليها سموه في خطابه. وأكد أن كلمات سموه هي انتصار للحق والديمقراطية والإنسانية.
السفير الليبي:دعوة صادقة لحل الأزمة الليبية سلمياً
أكد سعادة عبدالمنصف البوري، سفير ليبيا لدى الدوحة أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الأمم المتحدة كان خطاباً في الاتجاه الصحيح لحل الأزمة الليبية، مشيداً بدعوة سموه لحث الفرقاء الليبيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ومنع الأطراف الخارجية من التدخل في الشأن الليبي.
وقال سعادته في تصريح خاص لـ«العرب»، تعليقاً على ما ورد في خطاب صاحب السمو : «نحن نثمن ما ورد في خطاب حضرة صاحب السمو الذي أكد ضرورة دعم حكومة التوافق الوطني، ذلك أن كل المجتمع الدولي اتفق على أن حكومة التوافق معترف بها وتحاول جمع الأطراف وإيجاد حلول سلمية والتفاوض مع الجميع، وهو الحل الأسلم، منعاً للتدخل الأجنبي في الشؤون الليبية».
ونوّه سعادته قائلا: «إن خطاب صاحب السمو كان في الاتجاه الصحيح والسليم الذي دأبت عليه السياسة الخارجية لدولة قطر في سعيها لحل المشاكل بالتفاوض ودعم الحلول السلمية بمشاركة كل الأطراف، ودون تدخل جهات خارجية، إنها دعوة صادقة وموقف مؤيد للحل السياسي منذ البداية؛ لأنه لا حل من خلال تدخل عسكري أو قتال، وكل هذه المشاكل التي حدثت بسبب التدخل العسكري يصعب حلها الآن، فلا بدّ من حل وسط دون فرض أي طرف للحل، بل حل سياسي يرضي كل الأطراف».
وتابع قائلاً: «الشعب الليبي عانى ولا يزال، والحياة في ليبيا أصبحت صعبة جدّا بسبب أزمات متفاقمة للحصول على الغذاء والكهرباء والسيولة النقدية، وارتفاع الأسعار، وغيرها من المشاكل التي تعقّد معاناة تستمر منذ أربع سنوات، ووصلنا مرحلة صعبة جدا للغاية».
وحول ما ورد في خطاب سموه من استغرابه لقيام بعض الدول بدعم قوى ترفض الحل الدولي، قال السفير البوري: «خطاب سمو الأمير في الاتجاه الصحيح، وإجمالا الموقف القطري هو الموقف الصحيح حينما دعا سمو الأمير جميع كافة الأطراف للقاء، مقابل ضرورة إبعاد الأطراف الأخرى عن التدخل في الشأن الليبي».
وأضاف: «هناك دول ترفض مجلس الوفاق الوطني علناً، وأطراف إقليمية تعمل خلافاً لما تقول، ونحن نأمل أن تسمع هذه الدول لصوت العقل وتبتعد عن الشأن الليبي وتدعم جلوس الليبيين لحل الأزمة».
القائم بالأعمال اليمني:خطاب ذو رؤية ساطعة لحل الأزمة
أكد سعادة الدكتور محمد عبدالله الزبيري القائم بالأعمال بالسفارة اليمنية في الدوحة أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان خطاباً ذا رؤية ساطعة في تناوله للأزمة في اليمن منذ نشوبها، لافتاً إلى أن قطر كانت سباقة لمطالبة المجتمع الدولي بضرورة التحرك الدولي الفوري لإطفاء النار، ومشدّداً على أن سمو الأمير كان على صواب حينما قال: إن احترام المجتمع الدولي لقرارات مجلس الأمن، مرهون بمدى الالتزام باحترام سيادة الدول وحقوق الإنسان، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.
وفي تصريح صحافي تعليقاً على ما ورد في خطاب سمو الأمير في الشأن اليمني، قال سعادة الدكتور محمد عبدالله الزبيري: «إن القيادة السياسية في قطر بقيادة سمو الأمير وحكومته الجليلة، ومن خلال وزارة الخارجية ومندوبها الدائم بالأمم المتحدة أكدوا دوماً أن أساس الحلول في اليمن لا بد أن يقوم على مبدأ تنفيذ منظومة القرارات المتخذة على المستوى الإقليمي والدولي، ومنها اتفاقية الخليج وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، على الصعيد الوطني اليمني، باتفاق كل اليمنيين، وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار الهام 22116 ودون تطبيق لهذه المنظومة من القرارات، فإن مصداقية الأمم المتحدة ستكون في مهب الريح».
وأضاف: «كما أن الرأي العام المحلي سيتقبل الحل الذي يقوم على هذه المنظومة من القرارات، لأن 95% من الشعب اليمني مع الإجماع حول دعم مخرجات الحوار الوطني، والشعب اليمني أجمع على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وقرارات الأمم المتحدة 22116 تحت البند السابع الذي ينص على أن عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة سينجم عنه عقوبات، وتم إدراج أسماء معينة، معرضين للمحاسبة في حالة عدم التزامهم بالقرارات الأممية، والتلكؤ في تطبيق القرارات المتفق عليها في جنيف 1 وجنيف 2 ولقاءات الكويت، يعكس إهمال وتقاعس المجتمع الدولي في فرض تطبيق تلك القرارات. ودون عودة الشرعية والدولة المختطفة من الميليشيات التي لن تصنع دولة أبداً، فإن القضية مرشحة للتصعيد أكثر، وتهدد خطورتها الإقليم والمجتمع الدولي، خاصة لما يمثله موقع اليمن الإستراتيجي بالنسبة للعالم، حيث يعدّ معبراً إستراتيجيا لحوالي 85 %من دول العالم نحو منطقة الخليج التي تعدّ أكبر مصدر للطاقة الموجه لدول العالم».
وخلص الزبيري قائلاً: «إن موقف قطر الموحد قيادة وشعباً، والذي عبر عنه سمو الأمير في خطابه ذو رؤية ساطعة منذ نشوب الأزمة، حيث كانت قطر سباقة لمطالبة المجتمع الدولي بضرورة التحرك الدولي الفوري لإطفاء النار، واليوم باتت قضية اليمن والقضية السورية هُما ضحية إهمال المجتمع الدولي، وتدخل سافر لبعض القوى في الإقليم دون وجود رادع للمجتمع الدولي» .
وختم قائلاً: «سمو الأمير كان على صواب حينما قال: إن احترام مجلس الأمن والخضوع لقراراته، يتطلب احترام سيادة الدول وحقوق الإنسان، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة».
م.ب