دعت الولايات المتحدة ودول حليفة عدة بينها مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، أمس، إلى «هدنات إنسانية» في السودان، مبدية «استياءها» من تدهور الوضع في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية، في حين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعلِّق عملها في مستشفى دارفور.
وذكرت واشنطن وحلفاؤها في بيان مشترك انضمت إليه أيضا سويسرا والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي «مع ازدياد الوضع في السودان خطورة وبلوغ الحاجات الإنسانية مستويات حرجة، على أطراف النزاع اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون اليها، تنفيذا لالتزاماتهم».
وأعربت هذه الدول عن «استيائها إزاء تدهور الوضع الإنساني بشكل مستمر في السودان، والعدد المتزايد ممن يعانون سوء التغذية الحاد والجوع، بالإضافة إلى العقبات التي تؤخر أو تعوق التدخل في مناطق رئيسية».
ودعت الدول في البيان إلى «إزالة كل العقبات البيروقراطية التي تعوق النشاطات الإنسانية وتمنعها»، ودعت أطراف الصراع إلى «إبقاء طرق الإمداد الرئيسية مفتوحة أمام القوافل الإنسانية والعاملين فيها».
كذلك، حضّت الأطراف على السماح «بوجود إنساني مستدام للأمم المتحدة في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق ذات الحاجات الإنسانية العاجلة، لا سيما في منطقتي دارفور وكردفان» وضمان الوصول إلى الاتصالات مجددا. ومن جانبها أعلنت أطباء بلا حدود، أمس، تعليق عملياتها في المستشفى الوحيد للإحالات في إقليم دارفور بعد هجوم مسلّح أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة بينهم عامل صحي يعمل مع المنظمة الخيرية.
وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 120 عنصر إغاثة قتلوا منذ اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وأفاد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان لوكا ريندا، الثلاثاء، بأن «الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت مستويات غير مسبوقة. مع ذلك، يتعرض الأشخاص الذين يبادرون لتقديم المساعدة - وهم العاملون لدينا في مجال الإغاثة- لهجمات واعتقالات ومضايقات وحتى للقتل».
وهاجم المستشفى الواقع في زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، أقارب مريض توفي متأثرا بجروح تعرض لها جراء طلق ناري. واشتبكوا مع مسلحين آخرين.
في الأثناء، انفجرت قنبلة يدوية أمام غرفة الطوارئ، ما أدى إلى سقوط ضحايا.
وتعد المنشأة مستشفى الإحالات الوحيد الذي يخدم سكان المنطقة البالغ عددهم حوالى نصف مليون نسمة والذين يعانون حاليا من تفشي الكوليرا.
ويفيد اتحاد أطباء السودان بأن 90 % من مستشفيات البلاد أُجبرت على إغلاق أبوابها في مرحلة ما خلال الحرب. وتعرض العديد منها إلى القصف أو اقتحمها مقاتلون ونهبوا كل محتوياتها.
كما أن الأطباء أنفسهم تعرضوا إلى هجمات وأُجبروا على إجراء عمليات جراحية لمقاتلين تحت تهديد السلاح.
يواجه حوالى 25 مليون شخص في السودان الجوع الشديد بعد أن حُرم الملايين من مساعدات يمكن أن تنقذ حياتهم.