سيدات يعتبرن الصيف فرصة ذهبية لإصلاح ما أفسدته الوجبات السريعة
تحقيقات
21 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - هدى منير العمر
تشهد المراكز الرياضية خلال الصيف إقبالا مضاعفا عن بقية فصول السنة، التي يستهلك فيها الفرد غالب وقته في العمل أو الدراسة أو أيا كانت مسؤوليات الحياة اليومية، فتجرفه بسيلها المتواصل وتلهيه بضغوطها عن تلبية حقوقه المفروضة على نفسه وفي مقدمتها الصحة وكيفية الحفاظ عليها، بالرياضة والتوازن الغذائي، فتأتي عطلة الصيف وتعطيه ضوءا أخضر ليتفرغ فيها لنفسه قليلا، الأمر الذي يشجعه على الالتحاق بأحد النوادي أو المراكز الرياضية. وكغيرها من الإناث ستستغل نايفة خليفة عطلتها الصيفية في الالتحاق بأحد المراكز الرياضية لتصلح ما أفسدته غريزتها المنفلتة أمام الطعام ومغريات الوجبات السريعة التي لا تقاومها وبشكل شبه يومي، وبالنسبة لها تعتبر عملها أحد أسباب وزنها الزائد، بسبب الجلوس لساعات طويلة على المكتب دون حراك، هذا عدا ما تحضره بقية زميلاتها من «بوفيهات» فطور وغداء في مقر العمل، تحول دون محاولاتها المتكررة في إتباع حمية غذائية سليمة.
ورغم أن عطلة الصيف تتخللها أوقات ومناسبات تجعل من الولائم سيدة المكان وأكثرها إغراء فإن المحاولة في الإجازة أسهل من بقية الأيام كما توضح خليفة.
وتتابع: «خلال السنة تأخذنا مشاغل العمل، فما أن نصل إلى البيت إلا ونحن مهلكون من طول الدوام وكثر المهام، ثم نكمل وقتنا في النوم، أما أثناء الدوام فالحال أكثر سوءا فنحن لا نتوقف عن الأكل والشرب على المكاتب، فأنا أعمل مشرفة في إحدى المدارس، ولا تكف المدرسات عن إحضار أطباق مختلفة من الأكلات والحلويات، هذا عدا المسليات الخفيفة التي لا تفارق مكاتبنا من بسكويت وشوكلاتة ومكسرات وغيرها».
أما خطتها في الصيف الحالي فترى فيها نايفة ما يعيد تفاؤلها بالتخفيف من وزنها غير الراضية عنه، وتنوي التسجيل في «أسباير» لتستمر مدة شهر على الأقل، بالإضافة إلى رغبتها في تعلم السباحة».
أسعار المراكز
تختلف أسعار المراكز الرياضية حسب طبيعة الدورة والفترة الزمنية التي سيستمر فيها الملتحق، وتتباين تكاليفها من مركز لآخر، ومنها ما هو في متناول الجميع بحسب خبرة لينا نزيه فهي تتمتع بقوام رشيق، وهي شديدة الاهتمام بصحتها وبممارسة الرياضة بشكل مستمر. وحول أسعار المراكز قالت: «لاحظت أنها تختلف من مكان لآخر، فيوجد ما هو غالي الثمن ويوجد ما هو رخيص وبالوقت نفسه ممتاز مثل أسباير التي يوجد فيها عروض صيفية أعتقد أنها بــ150 و200 يعني رخيصة جدا، أما مركز الماسة الذي أفضله لقربه من منطقتنا السكنية فتختلف أسعاره حسب الفترة المحددة، فأنا اشتراكي فيه سنوي بـ3500 تقريبا، أما بالنسبة للاشتراك مدة ثلاثة أشهر فحوالي 1700 ريال، فيما لا يتجاوز الاشتراك الشهري 750 حسب ما أذكر، وبنظري هي أسعار مقبولة للغاية، خصوصا أن هناك عروضا تطرح في فصل الصيف».
وتلفت لينا إلى أنها تعودت على ممارسة الرياضة منذ الصغر خصوصا السباحة، لكنها تؤكد أن الصيف موسم الرياضة بلا منازع بالنسبة لها لعدم انشغالها بالدراسة، وتقول: «خلال العام أمارس الرياضة بشكل متقطع ولظروف خارجة عن إرادتي فأحيانا أنشغل بالامتحانات والدوام اليومي هذا عدا أنني أشعر بالكسل، لكن خلال عطلتي الصيفية ألتزم بها وعلى الأقل أذهب مرتين خلال الأسبوع، حتى إن سافرت أستمر في السباحة على الأقل، وأعتقد أن السباحة من أكثر أنواع الرياضة التي تشهد إقبالا كبيرا خلال الصيف وبالذات من الإناث بغرض تغيير لون البشرة إلى البرونز».
موسم ما أفسده الحمل
«سأجبر نفسي على الرياضة.. لم أسجل بعد بأي ناد رياضي لكنني سأعمل جهدي لذلك» تقول السيدة غادة أبوغزالة التي أنجبت منذ ستة أشهر طفلتها الأولى، مشيرة إلى أنها لم تلتزم يوما بممارسة الرياضة، لكن جسدها الذي امتلأ بعد الولادة يجعلها مستاءة من مظهرها كما تقول.
وتتابع: «أرغب كثيرا في أن يرجع جسمي كالسابق، لكنني بحاجة لقليل من الحماس والنشاط كي ألتزم بالرياضة، فمسؤوليات البيت تلهيني كثيرا وعدم تعودي على الرياضة يلعب دورا أيضا، لكنني بإذن الله سأحاول هذا الصيف لأني لن أسافر، وفي حال لم أسجل في مركز رياضي ما، سأقوم بشراء جهاز المشي في البيت حتى أستطيع ممارسة الرياضة دون الخروج أو التكاسل عن مشوار النادي أو المركز».
وتؤكد أم حنين من جانبها أن غالبية السيدات اللاتي تحتك بهن لا يمارسن الرياضة، ويعود السبب لقلة الوقت مع مسؤوليات البيت والأولاد، هذا بالإضافة إلى أن بعض السيدات يقع عليهن عبء الوظيفة إلى جانب البيت، مما يجعلهن أكثر إهمالا لأنفسهن.
المواطنات أكثر كسلاً
من جانبها تؤكد المدربة ميرنا الحلو من مركز «الماسة للرياضة» أن إقبال الإناث على الرياضة يزداد عاما تلو الآخر، خصوصا في فترة الصيف، ويعود ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية الرياضة.
وتقول: «من خلال نصائح الأطباء المتكررة حول أهمية الرياضة لتجنب بعض الأمراض المنتشرة، لاحظنا تزايد الاهتمام بالرياضة ليس فقط من أجل إنقاص الوزن وإنما من أجل الوقاية من بعض الأمراض الناتجة عن سوء التغذية أو عدم التحكم بالوزن الزائد، أما بالنسبة للمواطنات تحديدا فأغلبهن يلجأن للرياضة في وقت من الأوقات للتخلص من وزنهن الزائد، وأخريات يعانين من مشاكل صحية فيمارسن الرياضة بناء على نصيحة الطبيب، ومن أهم تلك الأمراض السكري والكولسترول».
ورغم زيادة الوعي بأهمية الرياضة فإن المجتمع لم يصل بعد للقسط المطلوب منها، ولم ينافس بعد حرص الشعوب الغربية على الالتزام بها، وتوضح الحلو: «في صفوفنا نرى سيدات أجنبيات كبيرات بالعمر ويمارسن الرياضة بشكل مستمر، لذلك يتمتعن بقوة جسدية رغم سنهن الكبير، فيحملن أوزانا ثقيلة ولهن صبر وتحمل على ممارسة الرياضة لساعات طويلة وبشكل يومي، بينما نلاحظ أن المواطنات تحديدا أكثر كسلا من الأخريات، ولديهن معلومات مغلوطة عن بعض أنواع الرياضة كحمل الأوزان الثقيلة مثلا، ويعتقدن أنها تخدم الأجساد الذكورية وهذا غير صحيح، فالأوزان ورياضة الإيروبيك تساعد على بناء الأجسام وتقويها وبالوقت نفسه تساعد على إنقاص الوزن».
وحول الالتزام بالرياضة لفترات محددة تتابع ميرنا: «غالبية المواطنات يلتحقن بالمركز لأهداف معينه وما أن يحققنها ينقطعن عنا ولا نراهم بالمركز، وتوجد مجموعة أخرى من الإناث تلتزم بالرياضة مدة لا تتجاوز الشهر وعندما تشعر أن هذه الفترة القصيرة لم تلبِ أهدافها تستسلم سريعا وتنسحب من المركز ولا تتابع المحاولة، فهذا النوع من الفتيات ليس لديهن صبر أو تحمل في سبيل تحقيق الهدف والوصول إلى اللياقة الجسدية المطلوبة، لكن في المقابل لدينا بعض الملتحقات منذ خمس وست سنوات وما زلن ملتزمات بممارسة الرياضة رغم وصولهن للوزن المثالي، حرصا منهن على تجنب الإصابة بالبدانة مجددا واقتناعهن بأهمية الرياضة كممارسة دائمة».
وتؤكد ميرنا أن إقبال الإناث على المراكز الرياضية يتضاعف في فترة الصيف وبالأخص الفترة التي تسبق شهر رمضان، وتشرح: «معلوم أن كثيرا من الناس يزداد وزنهم في شهر رمضان، وهذا ما يقلق بعض السيدات فيسارعن بممارسة الرياضة قبل شهر رمضان حتى لا تزيد أوزانهن خلال الشهر الفضيل، ثم ينقطعن بعد رمضان لمدة شهرين تقريبا ومن ثم يعود الإقبال بالتزايد من جديد للتخلص من الوزن الناتج بعد شهر رمضان».
وفي ختام إفادتها تنصح المدربة ميرنا بالالتزام بممارسة الرياضة ليس لهدف محدد كالرشاقة أو إنقاص الوزن، بل لضرورتها في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامة القلب وبناء جسم سليم خال من الأمراض.
وتختم: «في الوضع الطبيعي ينصح بممارسة الرياضة ثلاثة أيام في الأسبوع مدة لا تقل عن ساعة، وهذا بوجه عام، لكن في حالات البدانة نحدد لها أوقات أطول لممارسة الرياضة حتى تظهر النتيجة في وقت أسرع».