

افتتح سعادة السيد عبد العزيز بن محمد بن أحمد العمادي رئيس ديوان المحاسبة، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي) أمس الأحد، أعمال الاجتماع الثالث والستين للمجلس التنفيذي للمنظمة، الذي يستضيفه ديوان المحاسبة على مدى يومين، بمشاركة رؤساء الأجهزة العليا للرقابة للدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة. وأشاد رئيس ديوان المحاسبة رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، في كلمته الافتتاحية بالتماسك والصمود المثالي الذي أظهرته المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في مواجهة الهزات والتحديات الناتجة عن جائحة كورونا التي شهدها العالم.
حيث تواصل عمل المنظمة بجدية وثبات وبنسق أرفع من أجل تنفيذ البرامج المقررة وفقا لمتطلبات وظروف المرحلة، وذلك بفضل تضافر جهود جميع الأجهزة الأعضاء.
وأضاف العمادي أن المنظمة حققت إنجازات كثيرة من أبرزها تركيز منصة التعلم الالكتروني وتعزيز الشراكة مع الأطراف ذات العلاقة، وتنشيط قنوات الاتصال من أجل الترويج لإنجازات المنظمة على الصعيد الدولي، وتعزيز التوجه نحو الاستفادة من التقدم التكنولوجي، من خلال تشكيل مجموعة عمل تعنى بالرقابة على تكنولوجيا المعلومات.
وأكد أنه تم التركيز على الجوانب التطبيقية في برامج بناء القدرات من خلال اعتماد منهجية الرقابة التعاونية، بالإضافة إلى إيلاء العناية اللازمة لتقييم أداء الأجهزة الأعضاء وتعزيز الإصدارات من المواد المعرفية المختلفة.
وأكد على أن الجهود تمضي بشكل ثابت من أجل تحقيق أهداف المنظمة. حيث تم قطع أشواط متقدمة في تنفيذ المبادرات التي تقدمت بها رئاسة المنظمة خلال الاجتماع السابق للمجلس. معرباً عن شكره للفريق المكلف بتنفيذ حزمة المبادرات المعتمدة بالمهنية المطلوبة، لجهود الأمانة العامة في تقديم الدعم والمساندة اللازمة خلال مختلف مراحل التنفيذ، منوها إلى أنه رغم ما تحقق من إنجازات فإننا ما زلنا نطمح للمزيد. ومشيراً إلى أن المخطط الاستراتيجي القادم للفترة 2023-2028 والذي يجري العمل على إعداده، سيكون بمثابة خريطة الطريق للمحطات المستقبلية من أجل تعزيز المهنية والتميز لمنظمتنا.
من جانبه قدم السيد نجيب سالم القطاري الأمين العام للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي) الشكر لدولة قطر على استقبالها الاجتماع، رغم صعوبة ظروف التنقل والعالم لم يتعاف بعد من جائحة كوفيد-19.
وقال القطاري إنه ورغم ما اعترض المنظمة من تحديات وصعوبات بسبب انتشار جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على أنشطتنا سرعان ما تداركنا الأمور بفضل جهودكم الكريمة وبفضل السياسات الحكيمة التي انتهجتها قيادة المنظمة.
وأضاف كما أثرت جائحة كورونا سلبا على أنشطة المنظمة إلا أنها كانت فرصة حقيقية لنا لاختبار قدراتنا على العمل في ظروف استثنائية والبحث عن شركائنا في المنطقة وفي العالم ككل، حتى نستطيع تجسيد شعار المنظمة على أرض الواقع ولا نترك أحدا خلفنا، وهي فرصة لنشكر كل الأيادي التي امتدت لنا في تلك الظروف على غرار منظمة الإنتوساي وكل هياكلها ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) حيث استفادت منظمتنا العربية من ثراء تجارب هذه المنظمات العريقة.
وأضاف: نحن بصدد انجاز اتفاقيات تعاون وشراكة تسمح لنا باستثمار كل الطاقات الممكنة لتقاسم التجارب المشتركة ورغم قصر هذه الشراكات التي يصعب تقيمها الآن إلا أننا نلمس آثارها على المدى القصير، حيث خلقت مجالا شاسعا يفتح لنا أفق التطوير وبلوغ أهداف الرقابة المالية والمحاسبة في بعدها الإنساني المنشود حيث تأكد لنا جليا أن الشفافية والمحاسبة والشمولية أبعاد لا يمكن أن ندركها بمفردنا وعلينا أن نبحث بجدية عن شركائنا الذين تتقاطع معهم مساراتنا، لنتمكن من الانخراط في هذه المرحلة ونقترب من هموم شعوبنا وآمالها في مستقبل أكثر رفاه خاصة بعدما اكتشفنا خلال الجائحة أن الانسان لا يمكنه أن يعيش في هذا العالم منفردا ونحن في حاجة أكثر من أي وقت مضى لتوحيد جهودنا داخل منظمتنا لمساعدة أجهزتنا الأعضاء في تقديم الدعم اللازم لحكوماتها.
ويناقش الاجتماع الثالث والستون للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، العديد من الموضوعات الهامة المدرجة على جدول أعماله، من ضمنها تقارير عن أنشطة رئاسة المجلس والأمانة العامة واللجان الفرعية التابعة للمنظمة، إلى جانب متابعة المبادرات التطويرية المقترحة من رئاسة المجلس، وعرض تقارير الأجهزة عن مشاركاتها في أعمال اللجان ومجموعات العمل المنبثقة عن المنظمة الدولية للأجهزة العُليا للرقابة المالية والمحاسبة، وتقرير فريق عمل الأجهزة التي تعمل في مناخ صعب ومعقد.
كما يتضمن جدول أعمال الاجتماع المصادقة على دليل نظام الأرشيف وإجراءات مكتب الضبط، ومناقشة مقترحات الأجهزة الأعضاء للخطة التفصيلية 2022-2023 مع الإسكوا. وبحث مجالات التعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ومناقشة تمثيل المنظمة في المجلس التنفيذي للانتوساي، هذا بالإضافة الى اعتماد الحساب الختامي لسنة 2021، والموازنة التقديرية لسنة 2022، وتحديد موعد الاجتماع المقبل للمجلس التنفيذي والدورة الرابعة عشرة للجمعية العامة المقرر عقدهما بالمملكة العربية السعودية، واعتماد مشروع جدول أعمال الدورة الرابعة عشرة للجمعية العامة للمنظمة.