«أشغال»: 23 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي على مستوى الدولة
موضوعات العدد الورقي
21 مارس 2019 , 02:53ص
الدوحة - العرب
تشارك هيئة الأشغال العامة «أشغال» في معرض قطر الزراعي السابع، ومعرض قطر البيئي الأول، الذي تنظمه وزارة البلدية والبيئة وتستمر فعالياته حتى غدٍ الجمعة 22 مارس الحالي، لعرض أهم مشاريعها ومبادراتها في مجال الحفاظ على البيئة.
تحرص «أشغال» من خلال المعرض على عرض عدد من المبادرات التي تقوم بها، والتي تسهم في تحقيق استدامة المشاريع والحفاظ على البيئة، منها تنفيذ مبانٍ خضراء، وإعادة تدوير مخلفات الهدم والحفر وإطارات السيارات، واستخدامها في تنفيذ مشاريع الطرق، ومعالجة مياه الصرف الصحي للاستفادة منها في الريّ والتجميل وزراعة المسطحات الخضراء، إضافة إلى بعض حملات التوعية التي تسعى من خلالها إلى تحسين سلوكيات التعامل مع مياه الصرف الصحي.
في هذا الإطار، تقوم هيئة الأشغال العامة من خلال 6 محطات رئيسية و17 محطة صغيرة، بمعالجة مياه الصرف الصحي، وذلك من خلال تقنيات معالجة وتطهير متقدمة، لتوفير مياه صالحة لري المسطحات الخضراء والتشجير.
ومن أهم المحطات التابعة للهيئة محطة معالجة مياه الصرف الصحي بشمال الدوحة، والتي تُعتبر من أكبر محطات المعالجة في المنطقة، كما أنها أول محطة مزوّدة بنظام التجفيف الحراري للحمأة، ولقد تم تصميم المحطة لإنتاج 245,000 متر مكعب من المياه المعالجة في اليوم، منها ما تم استخدامه في زراعة ما يزيد عن 90,000 شجرة تمت زراعتها حول المحطة، و50 منطقة تنزّه وبحيرات لمشاهدة الطيور، لتكون بمثابة مزار سياحي في شمال دولة قطر.
حصلت محطة معالجة مياه الصرف الصحي بشمال الدوحة في عام 2017، على جائزة الاستدامة من مؤسسة «ميد» لجودة المشاريع، كما حصلت على جائزة مشروع العام في مجال المياه، وذلك لإسهاماتها في مجال المياه ومعالجتها وإعادة استخدامها لصالح البيئة.
تتبع محطة شمال الدوحة نظام التجفيف الحراري للمخلفات الصلبة، وذلك لإنتاج أسمدة على شكل حبيبات من الفئة «أ» «Class A» وفقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية، والتي يتم بعد ذلك إعادة تدويرها ثم استخدامها في تسميد المسطحات الخضراء، مما يعمل على الحد من كمية الحمأة التي يتم إرسالها إلى مدفن النفايات.
وبهدف الإسهام في الحد من استخدام مياه الشرب في الري، والتي تشكل وفرتها تحدياً مستداماً طويل الأمد لدولة قطر، تقوم «أشغال» بمدّ بعض الجهات في الدولة بالمياه المعالجة ذات الجودة العالية -غير الصالحة للشرب- منها «قطر كوول» ومؤسسة قطر ومزارع الأعلاف والبلديات وغيرها، وذلك لاستخدامها في أغراض متعددة كالتبريد، وريّ المسطحات الخضراء، وزراعة الأعلاف، وتجميل الطرق، وغسيل الرمال المستخدمة في البناء، والعديد من مشاريع الطرق.
إعادة تدوير مخلفات الإسفلت
بهدف تحقيق استدامة المشاريع وتقليل التكلفة والحفاظ على البيئة، تتبنى «أشغال» أحدث الممارسات في مجال إنشاء الطرق والرصف، وأطلقت عدة مبادرات لاستخدام المواد المُعاد تدويرها في المشاريع، منها إعادة تدوير مخلفات الإسفلت وبودرة إطارات السيارات وخبث الحديد ونواتج الهدم والحفر. تتم إعادة تدوير تلك المواد واستخدامها في خلطات بناء جديدة اقتصادية وذات كفاءة عالية، إضافة إلى تغيير مفهوم إنشاء الطرق من خلال الاتجاه لإعادة استخدام الموارد القيّمة، وتقليل معدلات استيراد كل من الحصى والبيتومين من الخارج، وتقليل تكلفة المشاريع.
تفعيل مختبر جودة الهواء
فعّلت «أشغال» خلال المعرض، الوحدة المتنقلة لمراقبة جودة الهواء ورصد الانبعاثات الجوية، وهي وحدة متكاملة متنقلة تهدف إلى تقييم جودة الهواء في نطاق مشاريع الهيئة ورصد أي انبعاثات، وذلك بغرض الحد منها ومن تأثيرها السلبي على البيئة، أو قد تؤثر على صحة العاملين، يتضمن عمل الوحدة قياس الانبعاثات بأنواعها كافة وقياس الروائح، ونسبة الأكسجين في الهواء، ومعدل الضوضاء ونسبة غاز الكلور في الجو، وذلك بهدف الحفاظ على صحة العاملين بمواقع المشاريع، والحد من تلوث الهواء.
تدوير إطارات السيارات
مع تزايد كمية نفايات الإطارات إلى حوالي 1.9 مليون إطار مستهلك يتم التخلص منها كل عامين إلى أربعة أعوام، تزايدت المخاوف من المخاطر الصحية والبيئية داخل دولة قطر في حال عدم تدوير تلك النفايات والتخلص منها بالشكل المناسب، لذا بدأت «أشغال» التفكير في هذه المبادرة، للتخفيف من وطأة هذه المشكلة عبر تفتيت الإطارات التالفة من السيارات أو الشاحنات أو الحافلات، وتحويلها إلى بودرة مطاطية»Crumb Rubber»، والتي يتم دمجها وإدخالها فيما بعد كمادة محسّنة لخليط الإسفلت، كي يتم استخدامه في مشاريع إنشاء الطرق ومواقف انتظار السيارات وغير ذلك.
تتعدد فوائد رصف الإسفلت المخلوط ببودرة المطاط، حيث يعمل على تقليل حالات التخدد أو هبوط الطريق، والحد من الشقوق التي تظهر في الإسفلت، والشقوق الانعكاسية «Reflective Cracking»، وتقليل حدة احتكاك الإطارات بالإسفلت «الإسفلت الناعم»، وزيادة معدل المرونة، ورفع مستوى المتانة.
الاستدامة البيئية
تقوم «أشغال» بتصميم مشاريع مباني المراكز الصحية الجديدة طبقاً لأعلى معايير الجودة والأمان، وبما يتوافق مع المعايير التابعة للمنظومة العالمية لتقييم الاستدامة «GSAS»، حيث تم الأخذ بالاعتبارات التصميمية والتشغيلية بما يلزم لتحقيق جودة بيئية بمعدل 3 نجوم، من حيث توفير الطاقة والحفاظ على البيئة، مثل: استخدام الطاقة الشمسية بغرض تسخين المياه داخل المباني، واستخدام الإضاءة الطبيعية عن طريق عمل فتحات بانوراما بالأسقف، بحيث تسمح لضوء وأشعة الشمس بالدخول، حتى تحقق جزءاً يسيراً من توفير الطاقة الكهربائية المستخدمة في الإنارة، وكذلك تطهير المكان قدر الإمكان من خلال أشعة الشمس بما لها من عظيم الفوائد.
هذا إضافة إلى تطبيق منظومة لترشيد استخدامات واستهلاك المياه داخل المبنى وخارجه، وتوفير مساحات خضراء للنباتات والأشجار بمحيط المبنى الخارجي، والمحافظة على البيئة أثناء فترة تنفيذ المشروع.