5 مشاريع جديدة لترقية خدمات الرعاية الصحية الأولية
حوارات
21 فبراير 2012 , 12:00ص
حوار - إسماعيل طلاي
لم تستبعد الدكتورة مريم عبدالملك، المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية في حوار لـ «العرب» أن تطلب المؤسسة زيادة في حجم الميزانية عن العام الماضي، بل قد تدفعها إلى المطالبة بمضاعفتها تقريبا للقيام بالواجبات المنوطة بها، لافتة إلى أنه تم برمجة بناء 6 مراكز صحية جديدة ضمن ميزانية 2011 من خلال تخصيص أراض والبدء بعمليات التنفيذ بعد الانتهاء من وضع التصاميم الهندسية لها، إلى جانب 5 مراكز أخرى في موازنة 2012، تزامنا مع تجديد وإعادة ترميم 11 مركزا صحيا، حيث تمت الموافقة على الرسومات النهائية للمخططات لكافة المراكز الصحية خلال ديسمبر الماضي، وسيتم البدء بالعمل حال اكتمال الموافقات والرسومات النهائية.
وعن حركة التوظيف بعد استقلالية مؤسسة الرعاية الصحية بنفسها، أبانت عبدالملك أن الكادر الفني الملتحق بالمؤسسة بلغ 160 فردا، ما بين أطباء وممرضين وفنيين، فضلا عن اعتزام المؤسسة زيادة أعداد الملتحقين بطاقمها خلال الفترة المقبلة بشكل متواصل لتطوير خدماتها وتلبية كافة احتياجات المجتمع.
وعن المشاريع المستقبلية، أشارت إلى أن المؤسسة بصدد تنفيذ مشاريع إعادة تنظيم خدمات عيادة الطفل السليم، ومشروع الخدمة المنزلية، والمرحلة الثانية لدمج خدمات الأمراض غير الانتقالية، والمرحلة الثانية من برنامج المدارس المعززة للصحة، بالإضافة إلى برنامج الخدمات العلاجية لأمراض الأطفال IMCI.
¶ أين وصلت عملية التحضير للحصول على الاعتراف الدولي؟
- عملية الاعتماد الكندي الدولي تسير حسب دورة منظمة تبدأ بتقييم الجاهزية، ثم برامج التدريب ودعم القدرة والكفاءة المحلية، ثم عملية التقييم الذاتي، وفي نهاية الدورة تقييم مجلس الاعتماد الدولي الكندي. لقد انتهت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من عملية تقييم الجاهزية في الثلث الأخير من شهر سبتمبر 2011، وعقدت حتى الآن 8 ورشات عمل قُدّمت من قبل مدربين من مجلس الاعتماد الدولي الكندي، وشملت ما يقارب 550 مشاركا من موظفي المؤسسة من مختلف التخصصات. كذلك، شكّلت المؤسسة فرق العمل التي ستقوم بمتابعة تطبيق المعايير العالمية في المراكز الصحية حيث تضم هذه الفرق في عضويتها ممثلين من جميع المراكز لضمان كفاءة وقياسية تطبيق هذه المعايير. دورة الاعتماد حسب الخطط المعتادة لمجلس الاعتماد الدولي الكندي تستمر لمدة ثلاث سنوات تعمل بعدها المؤسسة على تجديد الاعتماد كل ثلاث سنوات كما هو الأمر مع جميع أنظمة الاعتماد الدولية.
¶ أجريتم عددا من اللقاءات مع مسؤولين بالاعتماد الدولي الكندي، فما التوصيات التي أبلغوكم بها لتطوير أداء المراكز الصحية وباقي هياكل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية؟
- في نهاية عملية تقييم الجاهزية التي تمت في شهر سبتمبر الماضي، أعطى مجلس الاعتماد توصيات عامة لدعم جهود مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تتمركز حول محاور تحسين الجودة والسلامة وهي المحاور التي تعتمد عليها جميع أنظمة اعتماد المؤسسات الصحية حول العالم. هذه التوصيات تشمل مراجعة وتحديث السياسات والإجراءات للرعاية الصحية، الأمر الذي كانت المؤسسة قد بدأت به فعلا قبل بدء عملية الاعتماد إيمانا منها بأهمية التطوير وتحسين سلامة وجودة الخدمات بما يتماشى مع الرؤية الوطنية والاستراتيجية الوطنية للصحة. الجدير بالذكر أن فريق مجلس الاعتماد الدولي الكندي لمس فعلا هذه الجهود وأشاد بها في الإفادة التي قدمها للمؤسسة مع نهاية تقييم الجاهزية.
¶ ما أهم النقائص التي لاحظتموها في عملية التقييم لأداء المراكز الصحية؟
- هنالك العديد من المشاريع التي تنوي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية القيام بها سواء بما يتعلق بعملية الاعتماد الدولي (هو اعتماد للمؤسسة من حيث الخدمات وليس اعتمادا أكاديميا) أو مشاريع تطوير خارج إطار عملية الاعتماد، وحيث إن مجلس الاعتماد الدولي الكندي لا يشترط مشاريع بعينها وإنما ينظر للامتثال إلى المعايير الدولية للجودة والسلامة، فإنه من الصعب حصر هذه الكلفة بالتحديد ولكن الأمر المؤكد أن المؤسسة تستخدم هذه المعايير لزيادة فعالية وكفاءة جميع الإجراءات والخدمات مما ينعكس على زيادة جودتها وخفض التكاليف بشكل عام. التجارب المختلفة للمؤسسات الصحية حول العالم تشير بوضوح إلى أن خفض التكاليف الناجم عن زيادة الكفاءة بسبب الامتثال للمعايير العالمية يعوض عن التكاليف المصاحبة لبرامج التطوير. الأهم من هذا كله أن هذه البرامج تهدف إلى رفع سوية وسلامة الخدمات ونحن في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على قناعة بأن بلوغ هذا الهدف لا يقدّر بثمن. أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، فلا يوجد هنالك نقائص بالمعنى الحرفي للكلمة وإنما هنالك فرص مختلفة للتحسين والتطوير كما هو الأمر في أي مؤسسة تسعى دائماً لرفع جودة وسلامة خدماتها.
¶ هل هناك برنامج لتطوير وتدريب الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية؟
- نعم، فإنه تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للصحة والتي تتضمن الهدف المتعلق بالقوى الوطنية المؤهلة، فمن المهم وضع خطط وبرامج للتطوير المهني والإداري لكافة العاملين بالمؤسسة بناء على الاحتياجات التدريبية المبنية على تقييم الأداء بالإضافة إلى متابعة أثر التدريب على الموظفين كما يجري العمل حاليا على دراسة اتفاقيات لتدريب الأطباء البشريين وأطباء الأسنان بدعم من جامعات عالمية.
¶ أين وصلت عملية ترميم وتأهيل المراكز الصحية مع هيئة أشغال؟
- انطلاقا من إيمان مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بتطوير خدماتها المتواصل فإنها بصدد تجديد وإعادة ترميم 11 مركزا صحيا بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة، وذلك بالعمل الدءوب والمتواصل مع أشغال حيث تمت الموافقة على الرسومات النهائية للمخططات لكافة المراكز الصحية من قبل إدارة المرافق والممتلكات خلال شهر ديسمبر2011م، وسيتم البدء بالعمل حال اكتمال الموافقات والرسومات النهائية.
¶ وعدتم بفتح 30 مركزا صحيا خلال الأعوام المقبلة، أين وصلت عملية التحضير؟
- تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية اليوم من خلال 23 مركزا صحيا تقدم خدماتها الفعلية إلى الجمهور، وبخصوص المراكز الجديدة التي يتم العمل عليها، فقد تم إدخال نحو 6 مراكز جديدة إلى ميزانية العام الماضي من خلال تخصيص أراض والبدء بعمليات التنفيذ بعد الانتهاء من وضع التصاميم الهندسية لها، كما تم إدخال 5 مراكز أخرى في موازنة العام القادم.
ونود الإشارة هنا إلى أن هذه المراكز الصحية التي يتم إدخالها إلى الموازنة في طور عملية التصميم والتخطيط إلا أن توقيت الافتتاح الرسمي ودخول هذه المراكز حيز العمل لم يتم تحديده بعد، حيث يعتمد ذلك على جاهزية المباني، وتؤكد مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على مواصلتها خطة التوسع في عدد المراكز من خلال إدخال مراكز جديدة في كل موازنة إلى حيز التنفيذ.
¶ تعملون على تطوير أداء المراكز الصحية، فما أبرز المعوقات التي تواجهونها؟
- تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من خلال خطة مدروسة واستراتيجية واضحة تستهدف تطوير أداء المراكز الصحية سواء من خلال تحديثها المتواصل وإدخال نظم إدارية وأجهزة طبية حديثة، أو من خلال تطوير مهارات الكوادر البشرية من أجل الوصول إلى غاياتنا وتحقيق أهدافنا الأسمى في تقديم رعاية صحية متميزة، إلا أنه وفي إطار خطط المؤسسة فإننا نعمل على معالجة نقص الكوادر الفنية والقوى البشرية المؤهلة، فضلا عن عمل المؤسسة الدائم على زيادة عدد المراكز الصحية لاستيعاب جميع المراجعين والتخفيف من حالات الزحام التي قد تتعرض لها بعض المراكز، خاصة مع زيادة عدد السكان والارتفاع المضطرد والطبيعي لعدد المراجعين للمراكز الصحية، إضافة إلى توفير المساحات والغرف اللازمة لتقديم الخدمات الطبية بشكل أرقى. كما تهتم المؤسسة بترتيب أولوياتها حسب حاجة المجتمع واحتياجات المواطنين والمقيمين لرفع الخدمات الصحية المقدمة.
¶ كم عدد الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية التي قمتم بتوظيفها في المراكز الصحية خلال العام الحالي؟
- تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تطوير طاقاتها البشرية من خلال التحاق طاقات بشرية جديدة على مستوى عال من الخبرة والتدريب، حيث عملت المؤسسة على التحاق أكبر عدد ممكن من الكوادر المحلية المؤهلة، وكذلك استقدام عدد كبير من الكوادر الفنية من عدة دول خلال العام الماضي بحيث وصل الكادر الفني الملتحق بالمؤسسة إلى 160 فردا ما بين أطباء وممرضين وفنيين، فضلا عن اعتزام المؤسسة زيادة أعداد الملتحقين بطاقمها خلال الفترة المقبلة بشكل متواصل لتطوير خدماتها وتلبية كافة احتياجات المجتمع.
¶ تم تعميم نظام الدفع الإلكتروني في المراكز الصحية، ما إيجابياته، هل تلقيتم شكاوى من المرضى؟
- بالطبع تأتي عملية اعتماد نظام الدفع الإلكتروني في إطار خطة المؤسسة لتطوير وتحديث خدماتها، وقد كان الهدف الأساسي من وراء اعتماد الدفع الإلكتروني هو التيسير والتسهيل على كافة الأطراف سواء من المراجعين أو الموظفين، الأمر الذي يساعد في تقليل الضغوط على المراكز ويساعدها في خدمة أكبر قطاع ممكن من المراجعين، فضلا عن ضمان هذا النظام لتحقيق الأمان والفاعلية بأكبر قدر ممكن عن الطريقة التقليدية السابقة.
وشهد النظام في مستهله بعض المعوقات والصعوبات شأنه في ذلك شأن جميع الأنظمة الحديثة التي يتم تطبيقها في أي جهة حيث يجد الجمهور صعوبة في التعرف على النظام الجديد، ولكن هذا الأمر تم التغلب عليه في الأيام الأولى وبدأت شكاوى المراجعين تتلاشى تدريجيا إلى أن قاربت على الانتهاء.
¶ ما التجهيزات التي قمتم بجلبها هذا العام لتطوير المراكز الصحية؟
- كما ذكرت سالفا فإن عملية التطوير والتحديث مستمرة دائما ولن تتوقف، وفي هذا السياق فقد تم تزويد مختبرات الرعاية الصحية الأولية بأحدث أجهزة الفحص المتطورة، كما تم زيادة أنواع التحاليل المطلوبة، فضلا عن أن غالبية المراكز الصحية أصبحت مزودة بأحدث أجهزة الأشعة وهي أجهزة الأشعة الرقمية، كما تم إدخال أحدث أجهزة التصوير التلفزيوني لمتابعة الحوامل وأيضاً حالات أمراض النساء في أغلب المراكز الصحية. إضافة إلى إدخال أنظمة المعلومات الصحية الحديثة مع الاهتمام بالإحصاء والتسجيل الصحي، فضلاً عن إدخال التقنية الإلكترونية على خدمات الصيدلة والمختبر في كثير من المراكز الصحية.
وتم كذلك تحديث جميع أجهزة الأسنان القديمة واستبدالها بأخرى ذات كفاءة عالية وتعد الأحدث على مستوى العالم، ولأول مرة تم إدخال خدمات الأشعة الكاملة للفكين والأسنان (البانوراما) في أكثر من مركز صحي، وتم إنشاء غرف تعقيم لأدوات الأسنان بجميع المراكز الصحية عن طريق أحدث تقنيات وأجهزة التعقيم في المنطقة.
وبصفة عامة فإن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعمل بصفة دورية ومستمرة على تجديد الأجهزة والمعدات الطبية المستخدمة في تقديم الخدمات العلاجية، حيث يتم توفيرها من أشهر الشركات العالمية وأعرقها في مجالات الخدمات الطبية المختلفة.
¶ هل هناك مشاريع أخرى وبرامج لتطوير المراكز الصحية؟
- نحن في الرعاية الصحية الأولية نعتزم عدم التوقف عن خطط ومشاريع التطوير الدائم والمستمر والتي تستهدف في نهاية المطاف خدمة جمهور المراجعين من المواطنين والمقيمين وهو الأمر الذي أخذناه على عاتقنا منذ أن تم استقلال المؤسسة للسير في ركب التطور الذي تشهده دولة قطر والمشاركة في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للصحة والتي تأتي ضمن نطاق دائرة أوسع وهي رؤية قطر الوطنية 2030م.
وفي هذا الإطار فإننا بصدد تنفيذ مشاريع إعادة تنظيم خدمات عيادة الطفل السليم، مشروع الخدمة المنزلية، المرحلة الثانية لدمج خدمات الأمراض غير الانتقالية، المرحلة الثانية من برنامج المدارس المعززة للصحة، بالإضافة إلى برنامج الخدمات العلاجية لأمراض الأطفال IMCI.
¶ تعملون على تحضير الموازنة الجديدة للعام المقبل، فهل ستطلبون زيادة في ميزانية المؤسسة لتحقيق أهدافها؟
- تحمل المؤسسة على عاتقها مسؤولية أكبر من الأعوام السابقة وهي مسؤولية تزداد عظما يوما بعد الآخر مع الاهتمام المتزايد بقطاع الصحة وتطويره فضلا عن انفصال المؤسسة واستقلاليتها، وقد تم الإعلان عن خطط المؤسسة سابقا لرفع وزيادة أعداد المراكز الصحية داخل الدولة وهو أمر بالفعل تم البدء به من خلال استقطاع أراض وإجراء عمليات التخطيط وغيرها من مراحل الإعداد، فضلا عن عمليات الترميم والتجديد والتطوير التي يشهدها العديد من المراكز. وبالطبع جميع هذه العوامل تجعلنا نطلب زيادة في حجم الميزانية عن العام الماضي، بل قد تدفعنا إلى المطالبة بمضاعفتها تقريبا للقيام بالواجبات المنوطة بنا.
¶ بالإحصاءات، كم عدد المرضى التي ترددوا على المراكز الصحية في 2011؟
- بلغ عدد المرضى الذين ترددوا على كافة العيادات في جميع المراكز الصحية في عام 2011 حوالي 3.639.073 مراجعا بزيادة قدرها 228.000 مراجع عن العام 2010.