عندما ألقى ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي القبض على بهرام ميكانيك، في أبريل من العام الماضي، وَصَف رجالُ الادعاء هذا الأمريكيَّ - من أصل إيراني - المقيم في هيوستون، بأنه وسيط لمشتريات غير قانونية لحساب القوات المسلحة الإيرانية، ويمثل خطرا على الأمن الوطني.
وحينما خرج ميكانيك (69 عاما) من مركز احتجاز في هيوستون، قبل الفجر يوم الأحد الماضي، حصل على حريته بموجب عفو أصدره الرئيس باراك أوباما، تم التفاوض عليه سرا مع إيران على مدى شهور مقابل إطلاق سراح أربعة أمريكيين.
ويؤكد التحول الجذري في مصير ميكانيك وستة إيرانيين آخرين، شملَهم العفو في صفقةٍ تزامنتْ مع رفع العقوبات الدولية على إيران، مدى السرعة التي تغيرت بها الافتراضات فيما يخص العلاقات الأمريكية مع طهران.
وقال مسؤولون بالإدارة ومحامون يمثلون الإيرانيين الستة، إن عملية التبادل التاريخية تميزت بالشكوك وقلق في الجانبين، فيما يتعلق بآراء الرأي العام واستمرار الارتياب بين واشنطن وطهران.
واشترطت إدارة أوباما أن يتخلى الرجال عن حقوق الإفادة من أي كتاب أو فيلم ينتج عن قرارات العفو، والتخلي عن حق مقاضاة الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، قال جويل أندروفي، محامي ميكانيك، إن الإيرانيين طلبوا من ميكانيك الذي كان من بين ستة من الرجال يحملون الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، أن يفكر في القيام برحلة لإيران لإبداء الامتنان للحكومة التي مارست ضغطا من أجل الإفراج عنه.
ويقول المحامون إن قرارات أوباما تؤكد ما قدموه من دفوع في المحكمة. ويقول ميكانيك وآخرون إنهم لم يمثلوا خطرا قط، وإنهم مهاجرون عصاميون ضُبِطوا في أثناء تنفيذ أشمل حظر تجاري تفرضه الولايات المتحدة.
وقد عزا أوباما لبرنامج العقوبات وتنفيذه المحكم الفضلَ في إعاقة اقتصاد إيران وإرغامها على قبول فرض قيود على برنامجها النووي. وما زال حظر أمريكي واسع النطاق ساريا على إيران، وفي يوم الأحد الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وقال المحامون إن جميع الإيرانيين، باستثناء واحد، سُجنوا أو كانوا ينتظرون محاكمتهم، عرضت عليهم تفاصيل العفو للمرة الأولى في الأسبوع الماضي.
احتجز ميكانيك وآخَر، يدعى خوسرو أفغاهي، دون حق الإفراج عنهما بكفالة منذ اعتقالهما في أبريل الماضي، في حين أفرجت السلطات عن توراج فريدي، الذي يعمل لدى ميكانيك، بكفالة. وقال الثلاثة إنهم غير مذنبين فيما نُسِب إليهم من اتهامات بشحن أجهزة إلكترونية إلى إيران، وكان من المحتمل أن تصدر عليهم أحكام بالسجن لمدة 20 عاما.
وقال كنت شافر - المحامي الذي يمثل فريدي -: “الأمر أشبه بالفوز باليانصيب”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ومساعدوه يتفاوضون على تبادل السجناء مع إيران منذ أكثر من عام. واكتسبت المحادثات زخما في يوليو عندما اتفقت الولايات المتحدة والقوى العالمية الكبرى على صفقة لرفع بعض العقوبات المفروضة على إيران، مقابل فرض قيود على قدرتها على تطوير أسلحة نووية.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض شكَّل في الأسابيع الأخيرة “غرفة حرب فعلية”، برئاسة سوزان رايس مستشارة الأمن القومي لتنسيق عملية التبادل.
وكان الهدف هو ضمان ألا تترك الولايات المتحدة فرصة لإيران لعدم الإفراج عن الأمريكيين الأربعة، في الوقت الذي يصبح فيه العفو عن ميكانيك والآخرين ساريا.
م.ن /أ.ع