أعلنت دار التقويم القطري أن سماء دولة قطر سوف تشهد الاقتران الأعظم بين عملاق المجموعة الشمسية "كوكب المشترى" والكوكب ذو الحلقات الرائعة "زحل"، وذلك مساء غدٍ الاثنين 6 من شهر جمادى الآخرة 1442هـ، الموافق 21 من ديسمبر 2020م؛ حيث سيكون عطارد البُعْد الزَّاويٍّ بينهما خلال تلك الظاهرة هو 6 دقائق قوسية فقط، وهو أقرب اقتران مرئي بين الكوكبين في سماء المساء منذ 794 سنة.
وذكر د. بشير مرزوق (الخبير الفلكي بدار التقويم القطري) أن سكان دولة قطر سيمكنهم رصد هذا الاقتران النادر بين كوكبي المشتري وزحل بالعين المجردة أعلى الأفق الجنوبي الغربي من بعد غروب شمس الإثنين وحتى الساعة 7:04 مساءً بتوقيت الدوحة المحلي، حيث سيشاهد الراصد من على سطح الأرض الكوكبين بالعين المجردة وكأنهما جرم سماوي واحد اكثر لمعانًا.
وأشار إلى أن السبب في حدوث الاقتران بين كوكبي المشترى وزحل يرجع إلى أن المشترى يكمل دورة حول الشمس كل 11.86 سنة، بينما يكمل زحل دورة حول الشمس كل 29.5 سنة، ولذا يلحق المشتري بزحل ويؤدي ذلك إلى اقتران كبير بمعدل مرة واحدة كل 19.6 سنة، ولذا فقد تم رصد الاقتران في عام 1980 و2000، ولكن لا يحدث هذا الاقتران الأعظم دائما كل مرة؛ حيث يختلف البعد الزاوي بين المشترى وزحل في كل اقتران، ففي عام 2000 كان البعد الزاوي بينهما 3 درجات، أما الاقتران الحالي سيكون 0.1 درجة فقط .
وجدير بالذكر أن الاقتران يحدث بين كواكب المجموعة الشمسية عندما تظهر الكواكب قريبه من بعضها في السماء بالنسبة للراصد من على سطح الأرض، وهذا الاقتران بالتحديد يوصف بـ "الاقتران الأعظم" لأنه من أندر حالات الاقتران بين الكواكب المرئية بالعين المجردة، وهذه الظاهرة هي ظاهرة طبيعية وليس لها أي تأثير على سكان الكرة الأرضية كما يدعي غير المختصين.
وأضاف دكتور بشير مرزوق أن الاقتران سيتزامن هذا العام مع حدوث ظاهرة الاتقلاب الشتوي؛ حيث ستتعامد الشمس تمامًا على مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي في يوم الاثنين خلال الانقلاب الشتوي، وسيكون هذا اليوم هو أقصر نهار تقريبًا على سكان النصف الشمالي الكرة الأرضية بمن فيهم سكان دولة قطر؛ حيث ستحدث ظاهرة الإنقلاب الشتوي عند سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بينما سيكون الوضع معاكسًا عند سكان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية؛ حيث ستحدث عندهم ظاهرة الإنقلاب الصيفي في ذات اليوم.
وهي من الظواهر الفلكية الهامة؛ حيث يَعتمد عليها (وعلى باقي الفصول الأربعة) سكان الكرة الأرضية، لمعرفة التغيرات المناخية، إضافة إلى أنه في هذا اليوم ستشرق الشمس من أقصى نقطة جهة الجنوب الغربي.