أكاديميون وإعلاميون خلال ندوة بجامعة لوسيل: الدبلوماسية القطرية «مركزية» في حل الأزمات

alarab
محليات 20 أكتوبر 2024 , 01:19ص
علي العفيفي

نظمت جامعة لوسيل، ندوة «فعالية الدبلوماسية القطرية في تعزيز السلم والأمن الدوليين»، حول دور الدبلوماسية القطرية في تعزيز الأمن والاستقرار في عدد من الدول، حتى أصبحت الدوحة رمزاً للسلام والدبلوماسية الهادئة والبناءة.
وأكد أكاديميون وإعلاميون خلال حديثهم في الندوة، أن الدبلوماسية القطرية أثبتت أن دولة صغيرة يمكنها أن تلعب دورًا كبيرًا في صناعة السلام والاستقرار في العالم، وأنها جعلت من الدوحة مركزا رئيسيًا لإدارة الأزمات.
وتحدث في الندوة الأستاذ الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، والأستاذ جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق، والدكتورة نادين غلموش أستاذ مساعد في جامعة جورجتاون- قطر، والأستاذ الدكتور أحمد أويصال مدير المركز الثقافي التركي في الدوحة، والباحثة موزة العامري طالبة الماجستير في جامعة لوسيل. أدار الندوة الدكتور عادل الحواتمة أستاذ العلوم السياسية بكلية التربية والآداب بجامعة لوسيل.
في البداية، تحدث الدكتور محمد المسفر عن تاريخ الدبلوماسية القطرية، مؤكداً أن الدبلوماسية القطرية قد قطعت شوطًا طويلًا في ترسيخ مكانتها كلاعب فاعل على الساحة الدولية. وقد تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، لا سيما في مجال الوساطة وحل النزاعات. وأضاف: «إننا في قطر نؤمن بأن الدبلوماسية هي أداة لبناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب، وأن الحوار السلمي هو السبيل الأمثل لحل الخلافات».
وقال: «يسعدني أن أشارككم اليوم رؤيتي لتطور الدبلوماسية القطرية ودورها المحوري في المنطقة. لقد شهدت قطر تحولات جذرية في سياستها الخارجية، بدءًا من مرحلة الاستقلال حيث كانت السياسة الخارجية تتسم بالحذر والتوجس، وصولاً إلى مرحلة النشاط والفاعلية التي نشهدها اليوم».
وأشار إلى أن قطر استطاعت أن تبني لنفسها مكانة مرموقة على الساحة الدولية بفضل حكمت قيادتها ورؤيتها الثاقبة. فقد استثمرت قطر في بناء علاقات قوية مع مختلف الدول، بغض النظر عن اختلاف الأنظمة السياسية أو الأيديولوجيات.
وأضاف: «لقد كانت الدبلوماسية القطرية حجر الزاوية في جهودنا لحل النزاعات الإقليمية. نحن نؤمن بأن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار. لقد لعبت قطر دورًا محوريًا في حل العديد من الأزمات، مثل الأزمة اللبنانية والأزمة السودانية. ونحن فخورون بمساهمتنا في تحقيق المصالحة الوطنية في هذه الدول.
من جانبه، قال جابر الحرمي إن «دور الدبلوماسية القطرية في حل النزاعات قد أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث تُعتبر قطر مركزًا رئيسيًا لإدارة الأزمات». وأضاف: «إن سياسة الحوار هي الخيار الاستراتيجي الذي تتبناه قطر، وقد أثبتت هذه السياسة فعاليتها في العديد من القضايا».
وأكمل حديثه قائلاً: «لقد شهدنا كيف استطاعت قطر أن تساهم في تحقيق السلام في مناطق النزاع مثل السودان وجنوب السودان، حيث أنجزت اتفاقية تاريخية. إن هذا النجاح لم يكن ليحدث لولا قناعة قطر الراسخة بأن الحوار هو الحل الأمثل».
وأشار إلى أن «سمو الأمير قد أكد في أكثر من مناسبة على أن السياسة القطرية تستند إلى قيم أخلاقية واضحة، مما يعزز من سمعة قطر كوسيط محايد وموثوق». وبيّن أنه «في الآونة الأخيرة، أصبح هناك تركيز أكبر على القضايا الإقليمية، مثل الوضع في اليمن وليبيا، حيث تعمل قطر بجد للوساطة بين الأطراف المختلفة».
وأكد على أن «الوساطة القطرية تمتاز بفلسفتها الفريدة التي تسعى إلى تحقيق الحلول الجذرية للأزمات». كما أوضح أن «عوامل نجاح الوساطة القطرية تأتي من قناعة حقيقية وحيادية في التعامل مع جميع الأطراف، مما يعزز ثقة الجميع في قدرة قطر على تقديم حلول فعالة».
فيما قدم الدكتور احمد أويصال ورقة بحثية بعنوان «دور الفواعل الإقليمية في تمكين الدبلوماسية القطرية من تحقيق أهدافها: تركيا أنموذجاً»، مشيراً إلى أن كل من قطر وتركيا تربطهما علاقة قوية، ساعدتهما على اتخاذ مواقف موحدة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بهدف إفشاء السلام، وحل النزاعات. كما قدمت الباحثة موزة العامر ورقة بحثية أخرى تحدثت خلالها عن دور الدبلوماسية القطرية كوسيط موثوق لحل النزاعات الدولية، مشيرة إلى الحالة الأمريكية- الأفغانية، والدور القطري في إنهاء الحرب الأفغانية، وانسحاب القوات الأمريكية.
أما الدكتورة نادين غلموش، فقط تحدثت عن دور قطر في الوساطة في الصراع الإسرائيلي- العربي الدائم، قائلة: إن القوة التفاوضية تلعب دوراً مركزياً، لكن لا توجد قوة تامة في هذا السياق. يتعين على الجميع أن يفهموا أن القوة المفاوضة ليست مطلقة، مما يدعونا للتفكير في كيف يمكن تغيير الأمور المتعلقة بجميع الأطراف.
وفيما يتعلق بالمساعدات، لفتت إلى أنها تلعب دوراً أساسياً في تعزيز التفاوض. فقد ساهمت المساعدات المقدمة من قطر إلى الأطراف المتنازعة في خلق فرص للتفاوض بشكل أفضل، خاصة في السياقات التي تتطلب توازنات دقيقة. لذلك، كان من الضروري أن تكون هناك علاقة تقوم على الثقة بين الأطراف لتحقيق نتائج إيجابية.