العطية: دعم سمو الأمير أكبر حافز للإبداع والتفوق
حوارات
20 أكتوبر 2015 , 02:48م
حاوره من إسبانيا عبر الهاتف: أحمد حسن
انضمامي لموسوعة جينيس للأرقام القياسية فخر لي ولقطر
أعشق التحديات وطموحي حصد المزيد من الألقاب
الإصرار والعزيمة هما وصفتي السحرية للبطولات
مشاركتي في جولتي عمان ودبي متوقفة على الكويت
لم أتخل عن الرماية وأحلم بميدالية أولمبية جديدة
"من السهل الوصول إلى القمة لكن من الصعب الحفاظ عليها" حكمة شهيرة يعرفها القاصي والداني، لكن قليلون هم من يدركون معناها الحقيقي ويستطيعون التعايش دائما مع القمة رغم حجم التحديات التي تواجههم ممن يعشقون الإنجازات والبطولات، وهؤلاء يطلق عليهم لقب "ظواهر رياضية"، وهذا بالفعل ما ينطبق على أسطورة الرياضة القطرية والسوبرمان والعالمي والفذ وهي ألقاب أطلقت على ناصر بن صالح العطية البطل العالمي في الراليات والبطل الأوليمبي في الرماية.
ويعد العطية من عينة النجوم الموهوبين ممن يرتدون ثوب التألق والإبداع دائما، ويكفيه أن مجرد ذكر اسمه في أي بطولة من شأنه أن يثير رعب منافسيه ويحبط معنوياتهم في تحقيق أي إنجاز في وجود الأسطورة.
وقد سجل العالمي خلال هذا الموسم إنجازات كبرى بداية من رالي داكار ومرورا بكأس العالم للراليات الصحراوي "فيا كروس كانتري" ونهاية ببطولة الشرق الأوسط، وبات على أعتاب تدوين اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية في حال تحقيق لقب بطولة العالم للراليات فئة الدبليو آر سي2، ليصبح أول سائق في التاريخ يفوز بـ4 بطولات تابعة للاتحاد الدولي للسيارات في موسم واحد.
"العرب" من جانبها حرصت على الاقتراب من السوبرمان القطري والتعرف منه على الكثير من التفاصيل لاسيما الأسباب التي أدت إلى تألقه اللافت للنظر هذا الموسم فكان هذا اللقاء..
* في البداية، هناك سؤال يتبادر إلى الذهن هو: كيف حققت كل هذه الإنجازات في موسم واحد؟
- الحمد لله، بالتأكيد هذا الأمر فضل وتوفيق من المولى عز وجل، ولا أخفي سرا أنني مع تحضيري للموسم الحالي كانت لدي طموحات وآمال كبيرة في أداء موسم استثنائي لذلك أعددت العدة جيدا لهذا المشوار، والحمد لله هأنذا على الطريق الصحيح، وآمل أن يحالفني التوفيق فيما تبقى لي من مشاركات هذا العام حتى أكون قد كللت جهد وتعب عام كامل على أفضل ما يكون، خاصة أن أمامي استحقاقا مهما للغاية بعد ساعات بمشاركتي في رالي كتالونيا بإسبانيا والذي يمثل الجولة 12 من بطولة العالم للراليات فئة الدبليو آر سي 2 والتي أتطلع بشدة للتتويج بلقبها للمرة الثانية على التوالي حتى أكون قد فزت بالرباعية.
* وما موقفك في تلك البطولة؟
- أتصدر حاليا قمة الترتيب العام برصيد 97 نقطة وبفارق 9 نقاط عن المنافس الرئيسي الفنلندي إيسابيكا لابي صاحب المركز الثاني برصيد 88 نقطة حيث إننا متساويان في عدد المشاركات وهي 6 جولات، وإذا ما حسمت لقب الجولة الـ12 بإسبانيا فإنني سأكون بإذن الله على مقربة من اللقب للعام الثاني على التوالي، وستكون مهمتي في الجولة الأخيرة برالي ويلز أقل صعوبة من المقبلة مباشرة، وللعلم وصلني اتصال من أحد المسؤولين بموسوعة جينيس للأرقام القياسية والذي أبلغني أنني على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي هو الأول من نوعه في رياضة السيارات بالفوز بـ4 بطولات تابعة للاتحاد الدولي للسيارات "فيا".
حافز ودافع معنوي
* وكيف تلقيت هذا الخبر؟
- بالتأكيد بشعور ممزوج بالسعادة البالغة والفخر والاعتزاز بكوني قطريا حيث سيكون هذا الإنجاز التاريخي الذي سيسجل باسم السائق القطري في المقام الأول، لذلك لن يكون مجدا شخصيا بقدر ما هو مجد لاسم بلدي قطر التي أفخر بالانتماء لها، ودائما ما أتطلع إلى رفع رايتها في كل المحافل الدولية وهذه ليست مزايدة كلامية مني لأنني أؤمن بأنني مهما حققت من إنجازات فلن أستطيع أن أوفي جميلها، وأنا في هذا السياق أوجه الشكر والتحية إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى راعي الرياضة والرياضيين، وأعتقد أن دعم ومساندة سموه لي هو أكبر حافز ودافع للتألق والإبداع وحصد مزيد من الإنجازات والبطولات.
* بصراحة شديدة، هل يراودك طموح تحقيق أرقام قياسية يصعب تحطيمها على المدى القريب خاصة في بطولة الشرق الأوسط؟
- من الطبيعي بالنسبة لأي رياضي أن يكون متميزا ومتفردا عن غيره في اللعبة التي يمارسها وإلا ما كان هناك مجال للتنافس من الأساس، وأنا بصفة شخصية أتوق إلى تحقيق البطولات والإنجازات وتحقيق الأرقام الشخصية لاسيما أنني في مرحلة مهمة من العمر، لذلك سأعمل على هذا الأمر ما دمت قادرا على العطاء، وأعتقد أنني بالفعل بدأت أحصد كفاح وتعب سنوات طويلة من العمل والجهد للوصول إلى ما أنا فيه الآن، مع العلم أن البطولات الحالية تختلف تماما من حيث قوة المنافسة وعدد المشاركين عن السابق وهذا أمر مهم للغاية لا بد أن يوضع في الاعتبار.
إنجازات وأرقام قياسية
* هل تقصد بطولة الشرق الأوسط تحديدا؟
- أنا أعني بكلامي كل البطولات ومن ضمنها بطولة الشرق الأوسط للراليات تلك البطولة الإقليمية العريقة والتي حققت فيها 11 لقبا حتى الآن و59 انتصارا وأصبحت على بعد انتصار واحد من الرقم القياسي الحالي بـ60 انتصارا والذي يعود لعشرات السنوات السابقة، والحمد لله لدي الطموح والإصرار على مواصلة مشاركاتي كما هي في العام المقبل بداية من رالي داكار 2016 بحثا عن مزيد من الإنجازات والأرقام القياسية.
* بمناسبة رالي داكار، يذكر الجميع أنه عندما حققت لقب رالي داكار للمرة الأولى في عام 2011 تبادر إلى الأذهان أنك قد تكتفي بهذا الإنجاز وتعلن اعتزالك، فهل راودك هذا التفكير؟
- بالفعل كان هناك ما يشبه بعض الآراء والنصائح من جانب العديد من المقربين الذين كانوا يرون أن أفضل ختام لمشواري في رياضة السيارات لا بد أن يأتي وأنا في قمة تفوقي ومجدي، لاسيما أنهم ربطوا هذا الأمر بعامل السن مع دخولي مرحلة الأربعين، لكنني على العكس تماما لم يدر بخلدي أن أوقف مسيرتي مع هذه الرياضة التي أعشقها حتى النخاع، وكانت لدي قناعة كبيرة أن ما حققته في موسم 2011 يجب أن يكون بداية عهد جديد بالنسبة لي لاسيما بعد أن بلغت سن النضج والخبرة في هذه الرياضة.
* وهل بالفعل عامل السن له تأثير في هذه الرياضة؟
- أعتقد أن هذا الكلام قريب من الواقع بعض الشيء لكنه لا يمثل قاعدة عامة، والدليل أن هناك أبطالا ونجوما عالميين ما زالوا يواصلون إبداعاتهم وإنجازاتهم رغم تقدمهم في العمر، وهناك مثال حي على ذلك يتمثل في الفرنسي جان لوي شيلسر الذي ما زال يشارك ويقدم مستويات متميزة رغم تجاوزه عمر الـ60، المهم في هذه المسألة هو مدى قدرة المتسابق على العطاء، وهذا يحتاج إلى مقومات خاصة في مقدمتها عنصر التركيز.
مصطلح الاحترافية
* وهل التركيز وحده كفيل بتحقيق كل هذه الإنجازات؟
- بالطبع لا، لأنني كنت أقصد عنصرا واحدا من عدة عناصر لكنه يعد الأهم في رياضة السيارات، لكن هناك عناصر أخرى لا بد أن تكون متوافرة أيضا في السائق منها اللياقة البدنية وسرعة رد الفعل والإخلاص والمواظبة باستمرار على التدريبات، إضافة إلى تحقيق التوازن في ممارسة السلوك الحياتي بمعني النوم والاستيقاظ مبكرا وإعطاء الجسم ساعات الراحة اللازمة بجانب الحفاظ على النظام الغذائي المعتدل وهذه الأمور كلها يمكن إدراجها تحت مصطلح "الاحترافية".
* في السنوات الماضية كنت مشاركا في نفس البطولات لكن النتائج لم تكن بهذا الإبهار. فما هو السبب؟
- أتفق معك إلى حد كبير، لكن هذا لا ينكر أنني حققت نتائج متميزة في السنوات الماضية ويكفي للتدليل على ذلك أنني في الموسم الماضي فقط حققت بطولتي العالم للراليات في فئة الدبليو آر سي 2 وبطولة الشرق الأوسط للمرة العاشرة في مشواري، كما أحرزت مركز الوصيف في بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية "فيا كروس كانتري" والمركز الثالث في رالي داكار، لكني بكل صراحة عقب هذه الإنجازات أعدت تقييم موقفي واتخذت قراري بضرورة التعويض عما فقدته من بطولات لاسيما داكار والكروس كانتري اللتين كنت قريبا جدا من التتويج بلقبيهما.
* ما الوصفة السحرية لنجاحاتك؟ ومن الذي يقوم بترتيب جدول مشاركاتك؟
- الإصرار والعزيمة هي الوصفة الحقيقية لأي إنجاز وبالطبع قبلهما توفيق المولى عز وجل، أما بالنسبة لمسألة تنظيم جدول المشاركات حتى لا يكون هناك تعارض بين البطولات وبعضها فأنا الذي يقوم بإعداد البرنامج وجدول المشاركات، وهذا الأمر لا يحتاج إلى جهد كبير بل يحتاج إلى ترتيب الأولويات والأهداف.
مصير غامض
* عقب تتويجك برالي الأردن الأخير وحسمك بطولة الشرق الأوسط خرجت تكهنات تشير إلى إحجامك عن المشاركة في الجولتين المتبقيتين بعمان ودبي باعتبارهما تحصيل حاصل. فهل هذا الأمر صحيح؟
- قطعا لم أحسم موقف مشاركتي في تلك الجولتين حتى الآن وإن كنت أتطلع إلى استكمال مشاركتي في البطولة حتى النهاية، لكن قد تطرأ ظروف قد تحول بين هذه التطلعات وأقصد تحديدا ارتباطي بالتصفيات الآسيوية في الرماية المقرر إقامتها بالكويت في نفس الفترة تحديدا، وهي تعد ذات أهمية بالغة نظرا لكونها المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو، وبالطبع أنا حريص على أن أكون متواجدا في دورة الألعاب الأوليمبية 2016 بالبرازيل -إن شاء الله- من أجل المنافسة على إحراز ميدالية جديدة باسم قطر.
* ألم يؤثر تركيزك على مشاركاتك في رياضة السيارات هذا الموسم على جاهزيتك لمنافسات الرماية؟
- بالتأكيد لا، لأنني بالفعل أواظب باستمرار على أداء التدريبات في رياضة الرماية باستمرار، وأحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بكامل لياقتي الفنية والذهنية، وأن أكون في قمة تركيزي لها، وللعلم اللعبتان لا تتعارضان مع بعضهما البعض وإنما تتكاملان لأنهما تعتمدان في المقام الأول على اللياقة الذهنية وقوة التركيز.
مهمة وطنية
* هل تسبب كثرة مشاركاتك على مدار العام أي إزعاج لأسرتك؟
- بصراحة شديدة أرى أنني بالفعل مقصر في هذا الاتجاه على الرغم من التفهم الكامل من الأسرة للظروف التي تضطرني للبقاء خارج الدوحة لفترات طويلة بسبب تلك المشاركات، وأعود وأكرر أنني لا أمثل نفسي ولكن أمثل بلدي، وبمعني أوضح أنني أقوم بمهمة وطنية وهذا يخفف عني الكثير، وإن شاء الله سأحاول تعويض أسرتي في الفترة المقبلة عما أسببه لهم من إزعاج ومعاناة.
* ما الكلمة التي تود أن تنهي بها حوارك؟
- أقول لكل الشعب القطري "بيّض الله وجوهكم" ما خذلتموني في يوم من الأيام، ودائما كنتم السند والداعم لي بتشجيعكم ومؤازرتكم الدائمة وفي كل الأوقات، وإن شاء الله سأكون على العهد معكم لإسعادكم بمزيد من الألقاب باسم وطننا الحبيب قطر.
م.ب