نصائح بالتزام القواعد الأساسية للحماية من «بكتيريا الخيار»

alarab
تحقيقات 20 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - كارلا سليمان
تعدل سعاد الحامد عن شراء الخضراوات وتفرغ الكيس من حبات الخيار الخمس اللاتي اختارتها بعناية كالعادة..تلقي بالكيس على هرم الطماطم المرتفع -على غير العادة- في هذا الوقت من النهار، وتشرح سعاد سبب تراجعها عن شراء الخضراوات بالقول: «جذبتني الخضراوات المرتبة بإتقان وأسعارها المقبولة .. حتى كدت أنسى «الإي كولاي» وظهور أول حالة اشتباه بإصابة في قطر، لكنني عدت وتذكرت أن البكتيريا الخطيرة هي سبب قلة المشترين بالرغم من تراكم الخضراوات الطازجة، فعدلت عن الشراء.. «، وتكمل سعاد بلهجة لا تخلو من التحذير: «على الجميع التوقف عن تناول الخضراوات لفترة -على الأقل- حتى تتضح الصورة للجميع وينجلي الغموض المرافق لبكتيريا الخضراوات». بينما تدفع أم أحمد الهاجري عربة التسوق -بعد الانتهاء من ترتيب أكياس الخضراوات- غير آبهة بكل ما يتردد حول المرض الجديد، فثقة أم أحمد عالية بقدرة قطر ومسؤولي الصحة على حماية الجميع من «إنفلونزا الخيار» - حسب تعبيرها- ومنع دخول أي خضار ملوث للبلاد. وتكتفي أم أحمد بتنبيه الخادمة إلى ضرورة القيام بتنظيف إضافي وتعقيم الخضار بشكل جيد قبل التقديم. وتعتبر بكتيريا إي كولاي من أنواع البكتيريا غير المؤذية التي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان منذ الأزل، لكن هناك سلالات من إي كولاي بدأت تنتج أنواعا خطيرة من السموم المميتة للبشر، حيث تؤدي الإصابة بالبكتيريا إلى ارتفاع درجة حرارة المصاب، كما تترافق الآلام المعوية الشديدة مع إسهال دموي حاد وقيئ، ثم فشل كلوي –في بعض الحالات- واضطرابات عصبية قاتلة، وتتشابه الأعراض بشكل كبير مع أعراض التسمم الغذائي وضربة الشمس. وما زالت الأبحاث والدراسات قائمة حول مصدر وأسباب وطرق علاج البكتيريا التي أصابت آلاف الأشخاص، وأدت إلى وفاة حوالي 38 مصابا معظمهم في ألمانيا، وتتفاوت نتائج الأبحاث بين نفي وتأكيد لارتباط البكتيريا -التي انتشرت من مزرعة للبقول في ألمانيا- بالخضراوات كالخيار والخس والطماطم، خاصة بعد أن أكدت بعض الدراسات علاقة البكتيريا المباشرة بالبقوليات النابتة وليس الخضراوات. إرشادات الوقاية ولأن درهم الوقاية خير من قنطار علاج، فإن د. محمد نصر الزير -الطبيب في مستشفى حمد- يشدد على أهمية الالتزام بالقواعد الصحية الأساسية للحماية من بكتيريا الخضراوات والعديد من الأمراض التي يزداد انتشارها في فصل الصيف، كالاهتمام بالنظافة والتعقيم والحرص على سلامة الطعام، موضحا دور مراعاة الشروط الصحية أثناء نقل وتخزين وعرض الطعام في الوقاية من البكتيريا، يقول: «أي خلل في الشروط الضرورية لنقل أو تخزين أو عرض الغذاء قد يحول بعض العناصر النافعة إلى ضارة أو سمية مميتة». ويفضل الدكتور محمد إضافة بعض المواد المعقمة لمياه غسيل الخضراوات حتى يتم التخلص من جميع الأوساخ، ناصحا باستخدام فرشاة خاصة لتنظيف الخضار وإزالة الأتربة العالقة. كما يؤكد الدكتور الزير على وجوب إزالة جميع الأجزاء العاطبة من الفواكه والخضار نهائيا باعتبارها بؤرة مناسبة لتكاثر البكتيريا، لافتا إلى ضرورة فصل وتخصيص سكاكين تقطيع الخضار والفواكه واللحوم ولوح التقطيع، وغسل الأواني المستخدمة في الطبخ والسكاكين بالماء الساخن والصابون وسوائل التعقيم وتنشيفها جيدا من الماء، إضافة إلى الاهتمام بنظافة المطبخ بشكل عام وغسل أية بقعة فور حدوثها، وتنظيف الثلاجة بشكل دوري والتخلص من الأطعمة التي انتهت مدتها، وعدم تناول الطعام المحفوظ لمدة تتجاوز اليومين. وينبه د. محمد الزير على غسل اليدين بالماء والصابون تحت ماء جار لمدة 20 ثانية على الأقل، مع الحرص على دعك كف وسطح اليدين وبين الأصابع جيدا قبل دخول المطبخ ومع انتهاء كل مرحلة من مراحل الطبخ. منوها بدور التخزين الصحيح للمواد الغذائية وضبط درجة حرارة التبريد في الثلاجة -ما بين 0 و 5 درجات سليزية- في الحد من نمو بكتيريا إي كولاي التي تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى اتباع إجراءات الطهي الصحيحة، فدرجة حرارة 70 درجة سليزية ولمدة دقيقتين كافية للقضاء على أي بكتيريا، مع وجوب الانتباه إلى ضرورة طهي اللحوم والدواجن بشكل جيد، وحفظ الأسماك واللحوم النيئة بعيدا عن بقية المواد الغذائية الطازجة أو المطبوخة. نصائح للمسافرين كما ينصح د. الزير العازمين على السفر إلى أوروبا، وخاصة ألمانيا، بأخذ الحيطة والحذر واتباع قواعد النظافة الشخصية، والتقليل من تناول الأغذية خارج البيت، وتناول الأغذية المطهوة بقدر المستطاع- خاصة اللحوم والدواجن والأسماك-، والتأكد من نظافة وتعقيم الخضراوات الطازجة، ومراجعة أقرب مركز صحي في حال ظهور أي من أعراض الإصابة كارتفاع درجات الحرارة وظهور آلام معوية تترافق مع الإسهال الدموي الشديد أو القيء الحاد. وعن استخدام المضادات الحيوية كعلاج يقول د. محمد: «لا ننصح باستخدام المضادات الحيوية لعلاج البكتيريا لأنها قد تضاعف المخاطر، بسبب قيامها بتدمير البكتيريا وتحرير (التوكسينات) السموم الموجودة داخل البكتيريا والمسؤولة عن تدمير خلايا الأوعية الدموية الدقيقة». لا إصابات مؤكدة في قطر ويختتم الطبيب المختص - محمد نصر الزير- حديثه للعرب بالتأكيد على خلو البلاد من أية إصابة مؤكدة ببكتريا إي كولاي فيقول: «لم تسجل أية إصابات في قطر وفي الوطن العربي عامة، لكن تم الاشتباه بإصابة مواطنة بريطانية مقيمة في قطر». ويتم الإعداد والتحضير حاليا في المجلس الأعلى للصحة لحملات توعوية واسعة، تشمل كافة وسائل الإعلام والمراكز الصحية والمستشفيات للتذكير بالإرشادات الأساسية والضرورية للحماية من أمراض الصيف وبكتيريا الإي كولاي خاصة، وللتعريف بالأعراض المرافقة وطرق العلاج.