سوريا.. إما أن تهدأ الاضطرابات أو تنفجر الدولة أو يحصل انقلاب

alarab
حول العالم 20 يونيو 2011 , 12:00ص
القاهرة - أ.ف.ب
يجمع الخبراء على أن النظام السوري يظهر خلافا للأنظمة الأخرى التي طالها «الربيع العربي» تماسكا لافتا في مواجهة حركة احتجاجية غير مسبوقة، غير أنهم يختلفون حول قدرته على المقاومة في حال استمرت الاضطرابات. وعلى خلاف ما جرى في تونس ومصر واليمن وليبيا حيث ظهرت الانشقاقات والخلافات بشكل سريع، لم تحصل في سوريا أية تصدعات في قمة هرم الدولة أو في قيادة الجهاز الأمني رغم حملة قمع وحشية وإدانة دولية شديدة. ويشير الخبراء في هذا الصدد إلى أن لحمة النظام السوري تقوم على البنية العائلية والطائفية لدائرة القيادة. وأوضحت شركة «اكسكلوزيف اناليسيس» المتخصصة في دراسة المخاطر ومقرها في لندن أن «بشار الأسد لا يقود البلاد وحده. القرارات الكبرى المتعلقة بالتصدي للاضطرابات تتخذها مجموعة قيادية صغيرة تضم عائلة الأسد وحلفاءه الأساسيين في الجهاز العسكري الأمني». ونجح حافظ الأسد الذي وصل إلى السلطة في انقلاب أبيض عام 1970، في البقاء في الحكم على مدى ثلاثين عاما قبل أن يخلفه ابنه بشار، مستندا إلى عائلته والموالين له والأقلية العلوية التي ينتمي إليها. وتابعت شركة الدراسات «ثمة اتفاق فيما بينهم على المسائل الجوهرية، وهي أن العلويين يجب أن يهيمنوا على الدولة والاقتصاد من خلال حزب البعث والجهاز الأمني العسكري، وليس هناك أي خلاف كبير داخل النخبة الحاكمة حول وجوب استخدام القوة على نطاق واسع لقمع الاضطرابات». وهو الرأي الذي عبر عنه توما بييريه المتخصص في شؤون سوريا والذي سيعلم في جامعة أدنبره اعتبارا من سبتمبر. ويقول «إن كل أفراد العائلة الحاكمة يعلمون أن النظام غير قابل للإصلاح، وتحديدا بسبب طبيعته العائلية. يمكن إصلاح نظام متسلط حين يكون مستندا إلى مؤسسات متينة، لكن ليس حين يقوم على نسق عائلي». غير أن الخبراء يختلفون حول قدرة النظام على الحفاظ على لحمته وتماسكه وتقول شركة اكسكلوزيف اناليسيس «يبدو حتى الآن أن الدولة تسيطر على البلد ولم تحصل انشقاقات على مستوى عال، لكن من غير الممكن استمرار الوضع الراهن: فإما أن تهدأ الاضطرابات أو أن تنفجر الدولة أو يحصل انقلاب». ويرى خبراء الشركة أنه مع استمرار الاضطرابات، ستضطر الدول للاستناد إلى قوات سنية لتنفيذ عمليات عقابية في المناطق السنية، ما سيؤدي إلى فرار عناصر أو إلى تفكك القوات المسلحة على أساس طائفي. وقالت باسمة قضماني مديرة مبادرة الإصلاح العربي إن «النظام يمكنه البقاء في السلطة لبعض الوقت، لكن أعتقد أنه يفقد السيطرة على الأرض تدريجيا لأن قوات الأمن لا يمكن أن تكون في كل مكان في وقت واحد». وتابعت أن «ما يجعله يفقد السيطرة على الأرض أن النظام يعالج الوضع على أساس بؤر يحاصرها ويخنقها ويقمعها، لذلك اعتمدت المعارضة استراتيجية تقوم على إقامة عدة بؤر». لكن خبراء آخرين أبدوا المزيد من الحذر، وقال توما بييريه «يمكن نظريا أن يتغلب تصميم المتظاهرين على النظام إذا ما تمكنوا من إرغام الجهاز العسكري على التشتت على مساحة كبيرة جدا، لكن هذا يفترض اشتداد الحركة، وهو أمر غير مؤكد إطلاقا». وقال الأستاذ فولكر بيرتيس مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية: إن «النظام لم ينته بالتأكيد، ولن يستسلم بسهولة». وتابع بيرتيس الذي ألف كتابا بعنوان «سوريا في عهد بشار الأسد» «ما زال لديه الكثير من المؤيدين بينما المعارضة ضعيفة وبدأت للتو تنظم نفسها على الساحتين الوطنية والدولية، لكننا في الوقت نفسه تخطينا نقطة لا عودة لأن الكثير من الدماء أريقت». وقال «حتى لو سحق التمرد، فلن يخرج بشار الأسد منتصرا لأن سوريا ستكون معزولة وستعاني».