قال سعادة صلاح الصالحي سفير الجمهورية التونسية لدى الدولة، إن تونس تتطلع إلى قرارات مهمة وتلطيف الأجواء في القمة العربية التي ستحتضنها بلاده نهاية مارس الحالي، مؤكداً في الوقت ذاته، أن العلاقات القطرية التونسية تتميز بالعمق والغزارة والتنوع، وتشهد تطوراً مطرداً وطفرة نوعية في المبادلات التجارية خلال السنتين الأخيرتين.

وعشية احتفال السفارة والجالية التونسية اليوم الأربعاء بالذكرى الـ 63 لعيد استقلال الجمهورية التونسية، قال سعادة السفير صلاح الصالحي في تصريح صحافي، إن العلاقات التونسية القطرية تتميز بالعمق والغزارة والتنوع، حيث تشهد تطوراً مطرداً بفضل الحرص الشخصي لسيادة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، على مزيد من تعزيز هذه العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وأوضح سعادته قائلاً: «ساهم نسق تبادل الزيارات بين المسؤولين على أعلى المستويات في البلدين، في تقوية هذه الروابط وتواصل سنة التشاور وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية، وقد مثّلت زيارة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى تونس يوم 2 مارس الحالي، وترؤسه للجانب القطري في أعمال الدورة السابعة للجنة العليا التونسية القطرية المشتركة، مناسبة متجددة لتأكيد معاني الالتزام بدعم العلاقات الثنائية وتجديد روح التضامن الأخوي، وتُوّجت هذه الأعمال بإبرام 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجالات متعددة».

وأضاف: «كما سجل التعاون بين البلدين طفرة نوعية في حجم المبادلات التجارية خلال السنتين الأخيرتين اللتين شهدتا حركية استثنائية من حيث تنظيم الملتقيات والزيارات الاقتصادية الثنائية، وكذلك المشاركة في المعارض التجارية المتخصصة، وحافظ التعاون المالي والاستثماري بين البلدين على الوتيرة نفسها من حيث النمو والأهمية، وسجلت السنة الماضية مزيداً من الاستثمارات القطرية في مجالات البنوك والسياحة والعقارات، كان أهمها على وجه الخصوص اقتناء شركة الماجدة القطرية لحصة الدولة التونسية في كل من: «مصرف الزيتونة» وشركة التأمين «الزيتونة تكافل».

ونوّه السفير صلاح الصالحي بأن صندوق قطر للتنمية -الذي يستعد لفتح فرع له في تونس كأول مكتب خارج دولة قطر- يساهم في جهود التعاون المالي من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات بنكية ومالية تونسية لتمويل مشاريع موجّهة للشباب، ولا سيما ذات القدرة التشغيلية، وبذلك حافظت دولة قطر على مكانتها كأحد أهم الشركاء الدوليين لتونس في المجالين المالي والاستثماري، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «التعاون الفني بين تونس وقطر يشهد بدوره تطوراً كبيراً من خلال استقطاب وتشغيل الكفاءات التونسية بدولة قطر، التي تضاعف عددها خلال السنوات الخمس الأخيرة، ليبلغ اليوم حوالي 27 ألف مقيم».

تلطيف الأجواء

على الجانب الآخر، أكد سعادة السفير صلاح الصالحي أن تونس تستعد لاستضافة الدورة الثلاثين لقمة جامعة الدول العربية يوم 31 مارس الحالي، وتتطلع تونس إلى أن تكون هذه القمة مناسبة لتلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر بين كل الأشقاء العرب، وأن تتوج أعمالها بقرارات مهمة في صالح العمل العربي المشترك وخدمة الشعوب العربية، كما تستعد تونس لاحتضان أعمال القمة الخمسين للفرنكوفونية خلال سنة 2020.

وأضاف: لتكريس الالتزام بالاضطلاع بدورها في حفظ الأمن والسلم في العالم، تسعى تونس إلى الفوز -للمرة الرابعة- في الانتخابات التي ستعقد في يونيو 2019 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لنيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2020-2021، وذلك بفضل ما تحظى به من دعم قوي من المجموعات الإقليمية التي تنتمي إليها، خاصة مجموعة الدول العربية، ومجموعة الدول الإفريقية، ومن بقية الدول الصديقة، وستعمل تونس على توظيف الرصيد المهم الذي أحرزته لما يزيد عن 6 عقود في صلب المنظمة الأممية، لتكون بذلك صوتاً للاعتدال والحكمة في مجلس الأمن.