صحف مصرية: السيسي بات وحيدا وطوفان الغضب الشعبي قادم

alarab
حول العالم 19 نوفمبر 2015 , 06:26م
القاهرة - العرب
تحدثت الصحف المصرية، في عددها الصادر اليوم، عن خوف السيسي من العزلة السياسية؛ نتيجة الأحداث التي تمر بها مصر في الآونة الأخيرة، خاصة بعد انهيار الاقتصاد والقطاعات الداخلية المريرة التي تحذر بغضب شعبي جارف خلال الفترة القادمة.

كما حرصت بعض الصحف على إبراز قوة العلاقة بين مصر وروسيا، خاصة بعد تصريحات بوتين النارية أمس، بشأن تقارير انفجار الطائرة الروسية بسيناء، فأوضحت الصحف القومية أن العلاقات الروسية المصرية قوية، في محاولة منها لبث روح الطمأنينة للشارع المصري الذي يعاني من أخطاء نظام السيسي الفادحة، وأقرت بذلك بعض الصحف الخاصة التي عُرِفَت بولائها للنظام.

واستعرضت الصحف، في صفحاتها الأولى، تفاصيل لقاء السيسي بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لبحث مستجدات الأوضاع الأمنية بسيناء، التي فشل نظام السيسي في حلها على مدار عامين، الأمر الذي أكده العديد من الخبراء بأن سيناء خارج السيطرة المصرية.

"علاقات مصر وروسيا .. قوية وراسخة":

تحدثت صحيفة الجمهورية عن الاتصال الهاتفي بين السيسي وبوتين؛ وذلك تحت عنوان "علاقات مصر وروسيا .. قوية وراسخة"، واستعرضت داخل التقرير تفاصيل مكالمة بوتين للسيسي، موضحة أن الاثنَيْنِ اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب، وفقا للصحيفة. وتابعت: "أنه تم خلال
الاتصال تأكيد قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين على كل الأصعدة والمجالات، والتنويه إلى كونها علاقات تاريخية قوية وراسخة، وسيزداد تعزيزها في المرحلة المقبلة التي ستشهد آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين على كل الأصعدة".

سخرية من الإعلاميين المصريين:  

على هذا النهج، تساءل الكاتب كريم عبد السلام، في مقال له بصحيفة "اليوم السابع"، تحت عنوان "هل تخلى بوتين عن السيسي؟"؛ حيث أبرز عبد السلام ما تناولته الفضائيات المصرية عن تخلي بوتين للسيسي، قائلا: "إن تصريحات الإعلام مضحكة، رغم أن روسيا أعلنت أن حادث الطائرة تم بعمل إرهابي"، ووصف الإعلاميين بالـ"طباخين".

وحاول عبد السلام في مقاله الذي سخر منه القراء من خلال تعليقاتهم، إبراز أن روسيا يدًا بيد مع مصر، الأمر الذي أكد انشقاق الصف بين مصر وروسيا، خاصة بعد حديث بوتين وتلويحه بالتدخل العسكري
في سيناء.

انهيار قطاع السياحة بمصر:

في السياق ذاته، تحدثت صحيفة "المصري اليوم" - الداعمة لنظام السيسي، رغم الانقلاب على مالكها منذ فترة وجيزة، واتهامه النظام بالفساد وتجارة السلاح - عن العلاقات الروسية المصرية، وذلك تحت عنوان "«شرم» خالية .. وعودة «التفاهم» بين مصر وروسيا"، وذلك بعد الاتصال الهاتفي بين بوتين والسيسي، الذي أكدته الجريدة أنه جدد الروح مرة أخرى ببين روسيا ومصر، خاصة بعد توتر العلاقات عقب الطائرة المنكوبة بسيناء.

وانتقدت الصحيفة حكومة السيسي؛ بسبب انهيار قطاع السياحة بمصر وعدم العمل بخطى واضحة من أجل دعم السياحة، موضحة أن مدينة شرم الشيخ - المعروف عنها بمدينة السلام والسياحة العربية والعالمية - أصبحت خالية، ولا يأتي إليها أحد، الأمر الذي تسبب في افتعال أزمة الدولار وانهيار الاقتصاد بالإضافة إلى تسريح عدد كبير من العمالة، التي شعرت بتدهور الأحوال الاقتصادية، الأمر الذي ترتب عليه فقدانهم لوظائفهم، ودعاهم ذلك لتوجيه انتقادات مريرة للحكومة.

هل يسد زعزوع "الخرم" في ديون وزارة السياحة؟

في سياق منفصل، عنفت "صحيفة التحرير" نظام السيسي؛ خاصة بعد تدهور قطاع السياحة الذي يعد مصدرا مهما للاقتصاد المصري، وذلك من خلال تقرير بعنوان "هل يسد زعزوع "الخرم" في ديون وزارة السياحة؟".

وبيَّن التقرير الذي يحمل في طياته أزمة عزوف السائحين عن مصر، عقب حادث الطائرة الروسية
المنكوبة بوسط سيناء، مؤكدة أن قطاع السياحة يواجه أزمات داخلية تهدد بانفجار الوضع الداخلي للدولة. وكشف التقرير عن الفساد الإداري بوزارة السياحة، حيث تقدم أحد الأخصائيين بالإدارة العامة للمرشدين السياحيين بمذكرة لوزير السياحة، إلا أنه تغافلها، مفادها بدل تنقلات وتكاليف إقامة لأحد الأشخاص العاملين بالوزارة، خلال بعثة الحج المادية دون وجه حق.

واختتمت المذكرة بالقول: "إنَّه الفساد الإداري والمالي بكل معانيه، إنَّهم لا يكتفون بكسر الإرادة بل يتمادون في الظلم والفساد، ويتمتعون بسماع أنين ضحاياهم، وأصبح للأمل حائط صد يجعل التطلعات الطبيعية للنهوض سرابًا أو حلمًا مستحيلاً".

السيسي وحيدا:  

من جهة أخرى، كشف الكاتب عبد الله السناوي، في مقال له عبر صحيفة "الشروق"، بعنوان "الرئيس وحيدا"، عن خوف السيسي من العزلة السياسية، نتيجة الأحداث التي تمر بها مصر في الآونة الأخيرة، خاصة بعد انهيار الاقتصاد والقطاعات الداخلية المريرة التي تحذر بغضب شعبي جارف خلال الفترة القادمة.

وطالب السناوي - المقرب من النظام - التفاف الشعب حول السيسي، وهذا يلمح بشعور النظام بالخوف من الشعب خلال الفترة القادمة، نتيجة لما تمر به مصر من أزمات قاسية، تكاد تقضي على الأخضر واليابس.

وفند في مقاله غياب الرؤى التي تتسق مع رهانات ثورتين تصدرت المشهد دولة الموظفين، التي تنتظر
التعليمات من رجل واحد، متحدثا عن تدخل الجيش في السياسة ولعب دور كبير في حلها.

الكرملين: السيسي وبوتين يتفقان على التعاون الأمني: 

من جهتها، قالت صحيفة الشروق - المعروف توازنها نسبيا في تغطية الأحداث بشكل موضوعي - تحت عنوان "الكرملين: السيسي وبوتين يتفقان على التعاون الأمني لضبط المتورطين في تفجير الطائرة الروسية.. موسكو: القنبلة زرعت تحت مقعد بجوار الذيل .. و"داعش" يزعم تهريبها للطائرة بعد اختراق أمن المطار"، وذكرت تفاصيل اجتماع السيسي بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، "الذي يناقش بحث
مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود الغربية".

وبجانب التفاصيل التي ذكرتها "الشروق"، ونقلتها الصحف السابقة، سواء فيما يتعلق باجتماع المجلس
الأعلى للقوات المسلحة، أو الاتصال الهاتفي بين بوتين والسيسي، أو بيان المكتب الصحافي للكرملين، أو نشر تنظيم الدولة صورة القنبلة المزعومة، التي قال إنه استخدمها في تفجير الطائرة، نقلت "الشروق" أيضا، عن "مصدر مطلع" قوله "إن مصر دولة ذات سيادة، وإن أي تحرك روسي ضد ما يهدد أمن روسيا على الأراضي المصرية لا بد أن يتم بالتنسيق مع السلطات في مصر".

م . م /أ.ع