انتخابات مصر.. مرشحون موتى "ولجان خاوية".. وصحف النظام: الإقبال تاريخي

alarab
حول العالم 19 أكتوبر 2015 , 10:03ص
محمد نجم الدين
أغلقت لجان الاقتراع أبوابها أمس، بعد انتهاء اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب المصري، في محافظات المرحلة الأولى، وسط مشاركة هزيلة قدرت بحوالي 2.27 % فقط.

وتستأنف العملية الانتخابية في المرحلة الأولى بـ 14 محافظة وهي "الجيزة، بني سويف، أسيوط، سوهاج، الأقصر، البحر الأحمر، البحيرة، الفيوم، المنيا، الوادي الجديد، قنا، أسوان، الإسكندرية، ومرسى مطروح"، اليوم الاثنين.

اللجان خاوية على عروشها.. وصحف النظام: الإقبال تاريخي

أجمع النشطاء والمراقبون ووسائل الإعلام، والمعارضة، على أن الإقبال على العملية الانتخابية ضعيف للغاية في كل المحافظات التي جرت بها الانتخابات بلا استثناء في فضيحة تاريخية لم تحدث من قبل. وذلك في ظل إصرار من قبل الإعلاميين المؤيدين للنظام على إظهار صورة عكسية لمهزلة الانتخابات، من إعداد تقارير والإدلاء ببيانات مزورة عن الانتخابات وأعداد المشاركين فيها.

وحرصت صحف مصرية شهيرة على إبراز عناوين نارية خاوية المحتوى، لإظهار العملية الانتخابية إعلاميا بشكل جيد، وحفظ ماء وجه السيسي وحكومته، الأمر الذي فضحه النشطاء بصور من داخل اللجان توضح مدى الضعف في عملية التصويت.

مرشحون موتى..

سيطرت حالة من التجاهل للناخبين على المشهد الانتخابي في اليوم الأول للمرحلة الأولى من الانتخابات خاصة في فئة الشباب بحسب وصف محللين، وشهدت اللجان إقبالا ضعيفا، بدايةً من فتح باب اللجان، حيث بلغت نسبة التصويت 2.2 % فقط.

وظهر مشهد ضعف الإقبال، وزيادة إقبال كبار السن والنساء، جليا في  لجان محافظات "قنا،  والبحر الأحمر، والجيزة، وبني سويف، وسوهاج، والمنيا".

وكشف عمر مروان المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات في تصريحات له، عن تجاوز أعمار 7080 ناخبا مشاركا في الانتخابات الـ61 عاما، وبلوغ عدد الشباب المشاركين في الاقتراع 263 ناخبا فقط.

فيديو.. عجوز بانتخابات الإسكندرية : " انتخبت الحاج غريب الله يرحمه"


صور.. كبار السن يتصدرون اللجان.. وغياب تام للشباب



محاولة للتهديد بالغرامة المالية لإنقاذ المشهد تبوء بالفشل..

في محاولة من نظام السيسي، لتدارك كارثة المشهد الانتخابي وعزوف المواطنين عن التصويت، حاولت الحكومة ووسائل الإعلام المصرية تخويف وتهديد المواطنين، بالمادة 57 من قانون مباشرة الحقوق السياسية ، والتي تنص على أنه يعاقب بغرامة مالية لا تتجاوز 500 جنيه ، من كان اسمه مقيدا بقاعدة بيانات الناخبين وتخلف بغير عذر عن الإدلاء بصوته في الانتخابات.

المحاولة التي باءت بالفشل ولم تغير قيد أنملة من المشهد الانتخابي الكارثي، وأكد مصدر قضائي باللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، أمس الأحد، أنه "من الصعب بل المستحيل تطبيق الغرامة المالية البالغة 500 جنيه على المتخلفين عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الحالية".

وأضاف المصدر- الذي   فضل عدم ذكر اسمه - أن الغرامة لن تطبق فعليا للصعوبة البالغة في كيفية وأدوات تطبيقها، حيث يلزم لها أن تقوم اللجنة بحصر عدد من لم يدلوا بأصواتهم، ثم تحيلهم للنيابة العامة للتحقيق قبل توقيع الغرامة.

وتابع، إن هذه الأمور من المستحيل إجراؤها لأن أعداد المتخلفين عن التصويت تكون بالملايين، وتجاوزت في آخر انتخابات "الرئاسة" الـ25 مليون ناخب لم يدلوا بأصواتهم، ومن ثم يكون معها استحالة إجراءات التحقيق من قبل النيابة، وتحصيل الغرامة الذي لم يتم بالفعل في جميع الاستحقاقات الانتخابية الماضية.

لجان المصريين بالخارج .. لم يحضر أحد

تداول النشطاء عبر "تويتر" و"فيس بوك" صورا للإقبال الضعيف للناخبين على اللجان الانتخابية خارج مصر، ففي نيويورك الأمريكية التي شهدت إقبالا ضعيفا للغاية، نظم العديد من أفراد الجالية المصرية هناك مظاهرة أمام القنصلية المصرية رفضا لـ"برلمان الانقلاب" كما وصفوه.

وفي ميلانو الإيطالية، تظاهر رافضو الانقلاب تنديدا بهذه الانتخابات، وذلك تحت عنوان "لا لبرلمان الدم".

وفي باريس، شهدت اللجان الانتخابية إقبالا ضعيفا مع وجود فعالية لمعارضي الانقلاب أمام السفارة المصرية، لمقاطعة ما وصفوه بـ"انتخابات الدم" في ظل وجود أمني فرنسي مكثف.

أما في فرانكفورت في ألمانيا، فقد نظم الائتلاف المصري الألماني وقفة احتجاجية أمام القنصلية المصرية، بالتزامن مع الإقبال المحدود على اللجان الانتخابية.

 وهو أيضا ما تم رصده في العاصمة برلين؛ التي شهدت أيضا وقفة احتجاجية لأفراد الجالية المصرية، ومعرضا للصور التي توضح جرائم نظام السيسي ، حيث أعلن المعتصمون رفضهم "انتخابات العسكر".

الهاشتاجات الساخرة و"برلمان مرجان"..

دشن نشطاء مصريون بموقع التدوين المصغر "تويتر"، عدداً من الهاشتاجات الساخرة من الانتخابات البرلمانية، التي بدأت مرحلتها الأولى أمس الأحد، في 14 محافظة، والتي رأى محللون أنها ربما تكون أسوأ انتخابات على مر التاريخ، مختلفين على اختيار الوصف لها بين "برلمان الدم"  أو "الاستحقاق الأخير في خارطة المستقبل"، وجاء أشهر تلك الهاشتاجات تحت عنوان "برلمان مرجان" و"بدل ما تنتخب".

وعبر المصريون بطبيعتهم الساخرة ودعابتهم المعتادة، من خلال تلك الهاشتاجات عن مقاطعتهم تلك الانتخابات غير الشرعية لبرلمان المنقلب عبد الفتاح السيسي، واصفين إياها بـ"المسرحية الهزلية"، واستكمالا للمشهد العبثي الدموي الذي خيم على مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو.

وقال عمرو عبد الهادي الناشط السياسي، وعضو جبهة الضمير، منتقدا هذا المشهد العبثي: "للتاريخ و للسياسيين انتخابات #برلمان_مرجان بتاع السيسي 2015 لن تزور وسيعلن نسبة التصويت الفعلية المنخفضة وسيكون مبررا لحل البرلمان"، على حد قوله.

بينما سخر حساب "نور الحق" بقوله: "لما تيجي لقطة الجيش والشرطة، وهما شايلين الست العجوزة عشان تنتخب صحونا عشان نقول تحيا ماسر".

وغرد أيمن بدران "يعني طلبات الشعب شاي بالياسمين، والطريق ليه قفا المحتاجين وقدام اللجان هز المغفلين".

وذكر حساب "المغرد المصري": "وانت رايح تنتخب #برلمان_مرجان .. لا تنس أن خيرة شبابنا ورجالنا خلف قضبان العسكر ثمناً لحريتنا".

بينما سخرت أسماء أحمد من ضعف الحضور الانتخابي بقولها: "محدش شاف ناخب ياولاد الحلال"، مرفقة التغريدة بصورة من إحدى لجان قنا، توضح الضعف الشديد في عدد المقبلين على التصويت.

ويصف قطاع كبير من المصريين وفقاً لاستطلاعات إعلامية، المشهد الانتخابي في مصر، بأن "الانتخابات في التلفزيون، أو على ظهور الدبابات والمدرعات والطائرات الحربية، التي أعلنت وزارة الدفاع المصرية، أنها ستنقل رؤساء اللجان إلى مقار الاقتراع"، وما دون ذلك فلا شيء على الأرض، سوى ما يشبه الصراع بين أجنحة مختلفة في السلطة والأجهزة، ما بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013، بعد أن أعلنت أحزاب عدة مقاطعتها للانتخابات، بما في ذلك أحزاب شاركت في الانقلاب بدرجات متفاوتة. 

وتسود حالة من اللامبالاة الشارع المصري من الانتخابات التي أُعدت على مقاس الانقلاب العسكري، وهو ما دعا إلى حشد إعلامي كبير لدعوة الناخبين للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي انتهى بمناشدة عبد الفتاح السيسي، الشعب المصري، الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

م.ن/م.ب