صاحبات المشاريع الصغيرة.. بين الطـمـوح والمعـوقـات

alarab
تحقيقات 19 مايو 2023 , 02:15ص
حنان الغربي

تواكب المرأة القطرية نمو قطاع الأعمال والاستثمار المحلي خلال العامين الماضيين، عبر توسيع حجم مشاركتها بالسوق المحلي ودخول مشاريع استثمارية غير تقليدية بمجالات مختلفة كالخدمات المصرفية، والتجارة، والسياحة، والقطاع الصناعي، والحرف اليدوية، وقطاع الأسر المنتجة، والقطاع الغذائي، بالإضافة إلى قطاع البورصة.
وأشارت تقديرات العام الماضي بحسب بيانات غرفة قطر، إلى أن عدد السيدات المالكات جزئيا أو كليا للشركات المسجلة في الغرفة يبلغ حوالي 7 آلاف سيدة قطرية، في حين يصل عدد المفوضات بالتوقيع ولهن حق الإدارة في الشركات نحو 4900 سيدة، فيما يبلغ عدد المفوضات بالتوقيع فقط أكثر من 4700 سيدة قطرية.
لكن تواجه صاحبات المشاريع عدة تحديات، أكدت بعضهن لـ «العرب» أنه يأتي في مقدمة تلك التحديات غياب الدعم اللازم للمشاريع في ظل ارتفاع الإيجارات والمصاريف التشغيليّة من رواتب عمّال ومصروفات نثريّة تتكبدها تلك المشاريع، كذلك عدم وجود دراسة جديّة للسوق تحدّد حاجته والمشروعات المطلوبة، الأمر الذي أغرق سوق العمل بمشروعات متشابهة ومكرّرة.
وأضفن إن المشاريع الصغيرة أو المنزلية تواجه شروطاً صعبة في التأسيس، ومنها المبلغ التأميني الذي يتطلب إيداعه عند افتتاح حساب تجاري لتأسيس شركة، هذا بالإضافة إلى غياب خبرة الشباب بكيفية اختيار المشروع الناجح وإدارته، الأمر الذي يعرّضهن لخسائر كبيرة ليست في الحسبان، ناهيك عن تكلفة استقدام العمالة، وانشغال صاحبة المشروع بعمل آخر وعدم التفرّغ للمشروع الجديد، وغياب التكوين أو التدريب، ورغم كل تلك التحديات أو الصعاب تصر صاحبات المشاريع القطريات على تحدي الصعاب والنجاح.

فاطمة الملا: «التسويق» أبرز مشكلة 

اعتبرت فاطمة الملا صاحبة مشروع منزلي منذ عام 2005 أن أكبر تحد واجهها كان في بداياتها، وتمثل في كيفية الوصول إلى الشريحة المستهدفة، وأن تصبح معروفة لدى الزبائن، وكيف تجعلهم يجربون مخبوزاتها، أو الحلويات التي كانت تصنعها.
وقالت فاطمة لـ «العرب»: بدايتي كانت بسيطة من خلالها حاولت تحقيق هوايتي في صنع الحلويات وبيعها للأهل والأصدقاء، خصوصا أنه كان لدينا الكثير من وقت الفراغ في وظيفتي وأردت أن أشغل نفسي بهوايتي بالعمل في منزلي، من منطلق إيماني أن أصحاب المشاريع المنزلية جزء لا يتجزأ من القطاع الخاص ونواة حقيقية للصناعات الصغيرة والمتوسطة، وخاصة بعد ظهور الإنترنت وانتشاره بين الناس بشكل كبير حيث اصبحنا كأصحاب مشاريع منزلية نتخذ العمل من المنزل عملًا، وذلك بسبب تسهيل الإنترنت للتواصل بين الأشخاص، وتوفير منصات سهلة للدعاية، فدائمًا ما يغري العمل من المنزل بالراحة التي ستحصل عليها وعدم التنقل من مكان إلى مكان وبذل الجهد في هذا الأمر كل يوم، وغلاء الإيجارات، وهو ما دفعني إلى تجهيز مكان خاص لمشروعي داخل البيت.
 وعن طموحها قالت فاطمة إنها ترغب في أن تكبر مشروعها أكثر، وأن تحقق علامتها الرواج الكبير الذي تطمح إليه، لكن ما يعوقها هو غلاء الإيجارات، والتكاليف التي قد تترتب عليها، بالإضافة إلى عدم تفرغها.

نوف الشرشني: نريد مزيداً من التسهيلات ومنها التمويل

السيدة نوف الشرشني صاحبة مشروع صغير تديره من بيتها وتعمل من خلاله على أن تخرج منتوجا يكون بمواصفات محلية ويستهدف السوق المحلي، وتطمح إلى أن تؤسس لماركة قطرية مسجلة في مجالها في المستقبل.
وقالت إن قطاع سيدات الأعمال القطريات شهد نموا ملموسا نتيجة تغيرات في بيئة الأعمال المحلية وحاجة السوق المحلي إلى عدد كبير من المشاريع الجديدة وغير التقليدية، لافتة إلى أن سيدة الأعمال القطرية كان لها حضور قوي لاسيما في تأسيس مشاريع اقتصادية وخدماتية وتجارية ضمن حاجة السوق المحلي لها.
وبينت السيدة نوف أن أداء قطاع سيدات الأعمال القطريات تحسن بشكل كبير خلال السنوات الماضية خاصة في ظل التطور المستمر بالتشريعات والأنظمة الناظمة للحياة الاقتصادية، والتي حفزت من دور القطاع الخاص في التنمية الشاملة، ومن ضمنها قطاع سيدات الأعمال، مشيرة إلى أن قطاع الاستثمار والمال فيه العديد من الفرص ومتاح لرجال الأعمال وسيدات الأعمال على حد سواء، كما أن التحديات التي تواجه أرباب الاعمال واحدة سواء كانوا رجالا أو نساء.
وأكدت على ضرورة العمل باستمرار من قبل قطاع سيدات الأعمال في ظل التشريعات والأنظمة التي تشكل حافزا للمرأة القطرية في كافة المجالات ومنها الاقتصادية، مشيرة إلى أن تلك فرصة حقيقية أمام سيدات الأعمال لتنمية أعمالهن في السوق المحلي وأخذ حصة أكبر خلال الأشهر المقبلة، خاصة وأن غالبية مشاريع سيدات الأعمال تعتمد على الإبداع والابتكار مما يشكل إضافة حقيقية للسوق المحلي.
وأضافت إن التسهيلات التي تقدمها الدولة بمختلف جهاتها أمام رواد الأعمال والمستثمرين من سيدات الأعمال لفتح شركات جديدة بمختلف القطاعات تأتي دعما لهن لأخذ حصة بالسوق المحلي.
التمويل
ودعت السيدة نوف لإعطاء رواد الأعمال من سيدات الأعمال مزيدا من التسهيلات بما فيها التمويل، وأكدت الشرشني أن الأعوام الماضية شهدت نمواً ملموساً في أعداد المشاريع الخاصة بسيدات الأعمال في السوق المحلي، منوهة إلى أن هذا النمو يعزى إلى عدد من الأسباب، أهمها دخول المرأة إلى مجالات وقطاعات اقتصادية جديدة وعدم اقتصارها على المشاريع المنزلية كما كان في السابق. وأشارت إلى تحفيز بيئة الأعمال من قبل الجهات المعنية شمل مشاريع سيدات الأعمال ورجال الأعمال على حد سواء، لافتة إلى أن ما يميز مشاريع سيدات الأعمال القطريات أنها مشاريع غير تقليدية وليست متكررة وتلبي حاجة السوق المحلي كما في باقي المشاريع التي يتم تأسيسها في السوق المحلي.
وأكدت أن الأعوام الماضية شهدت نموا ملموسا في أعداد المشاريع الخاصة بسيدات الأعمال في السوق المحلي، منوهة إلى أن هذا النمو يعزى إلى عدد من الأسباب، أهمها دخول المرأة إلى مجالات وقطاعات اقتصادية جديدة وعدم اقتصارها على المشاريع المنزلية كما كان في السابق.
وأشارت إلى تحفيز بيئة الأعمال من قبل الجهات المعنية شمل مشاريع سيدات الأعمال ورجال الأعمال على حد سواء، لافتة إلى أن ما يميز مشاريع سيدات الأعمال القطريات أنها مشاريع غير تقليدية وليست متكررة وتلبي حاجة السوق المحلي كما في باقي المشاريع التي يتم تأسيسها في السوق المحلي.

ابتهاج الأحمداني: الغرفة حلقة وصل بين صاحبات المشاريع والجهات الأخرى

قالت السيدة ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة قطر ورئيسة منتدى سيدات الأعمال القطريات: إن الغرفة جهة استشارية تسعى إلى أن تكون حلقة وصل بين أصحاب الأعمال والجهات الأخرى، كما أنها تعمل على توفير برامج تدريب وتطوير للقطاع الخاص في دولة قطر بحسب الاحتياجات السوقية والتجارية.
وذكرت الأحمداني لـ «العرب» أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل العمود الفقري لأي اقتصاد، وهي محركات مهمة للتنويع الاقتصادي ونمو الناتج المحلي الإجمالي، لهذا تم إطلاق العديد من المبادرات لدعم هذه الشركات، منوهة بمبادرة حاضنة الأعمال، التي اعتبرتها من أهم المبادرات التي تعمل على دعم أصحاب المشاريع.

الدفاع عن القطاع الخاص
وأضافت الأحمداني إن الغرفة مسؤولة عن تنظيم مصالح القطاع الخاص القطري، والدفاع عنها وتمثيلها، وأن توقيع المذكرة مع حاضنة قطر للأعمال يأتي من منطلق دعم رواد الأعمال والقطاع الخاص بشكل عام، تحقيقاً لسياسات التنويع الاقتصادي والتجاري للاقتصاد الوطني، بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030، وأشارت إلى أن المطلوب من رائدات الأعمال البحث عن الاستشارة والنصح، والاستفادة من الدورات التي تنظمها الغرفة بصفة مستمرة، وفي معرض كلامها للعرب واطلاعها على بعض التحديات التي تواجهها رائدات الأعمال الجديدات خصوصا فيما يتعلق بالتدريب العملي لإدارة الأعمال أو بعض الدورات التدريبية، وعدت الأحمداني العرب بأنها ستوصل هذه النقطة إلى مجلس إدارة الغرفة وتطالب بتكثيف الدورات.
وتابعت سيدة الأعمال ابتهاج الأحمداني إن سيدات الأعمال القطريات حققن نجاحا باهرا في عالم الأعمال وأصبحت لهن بصمة واضحة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مشيرة إلى أن السنوات الماضية شهدت نشاطا نسائيا اقتصاديا مكثفا مستفيدة من دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة والسياسات الحكومية الداعمة للمرأة والتي تركز على تمكين المرأة وتفعيل مشاركتها الاقتصادية.
وأشارت إلى أنه كان من الطبيعي أن تثمر هذه الجهود عن مشاركة واسعة للمرأة القطرية في مجالات التنمية الاقتصادية، وحضور لافت في سوق العمل وريادة الأعمال على وجه التحديد، لافتة إلى أن المرأة القطرية اقتحمت مجالات أعمال كانت – في السابق - حكراً على الرجل وحققت نجاحاً ملحوظا.
ولفتت إلى أن صعود المرأة في عالم المال والأعمال يعزى إلى التشريعات القطرية الداعمة للمرأة والمحفزة لها على التوسع في الأعمال دون استثناء وبدون تمييز، إضافة إلى التسهيلات التي توفرها بيئة الاستثمار في دولة قطر مما شجع كثيرا من سيدات الأعمال على زيادة الإقبال على الاستثمار، حيث تشير التقديرات إلى أن استثماراتهن تقدر بمليارات الريالات، وتعد جزءاً مهماً من النشاط الاقتصادي في قطر، مرجحةً تنامي مساهمة السيدات في الاقتصاد الوطني عاما بعد آخر.
وتؤكد رئيسة منتدى سيدات الأعمال القطريات، أن التواجد القوي للمرأة القطرية في الشركات العائلية، يعود إلى أن معظم السيدات يبدأن مشروعاتهن كشركات عائلية ثم تتحول تدريجياً إلى شركات مساهمة عامة أو خاصة، فضلاً عن أن الشركات العائلية تعتبر جزءا مهما من التراث الاقتصادي الخليجي، منوهةً بأن الدعم العائلي سواء كان مادياً أو معنوياً لسيدات الأعمال أسهم بشكل كبير في اكتسابهن الخبرة والمعرفة الكافية لإدارة شركات كبيرة والدخول في قطاعات استثمارية متنوعة، كما أن هذا النوع من الشركات له خصوصية بالغة في الإدارة والتنظيم.
وأشارت إلى أن دور سيدات الأعمال القطريات لا يتمحور فقط في الشركات العائلية، بل هنالك شركات تمتلكها وتديرها سيدات أعمال قمن بتأسيسها بأنفسهن واستطعن بمجهود فردي تحويلها من أفكار إلى شركات على أرض الواقع.

فاطمة العيدان: غياب التوجيه والحاضنة

ترى فاطمة العيدان أن أبرز المعوقات التي تواجه قطاع رواد الأعمال وسيدات الأعمال هو عدم توافر التوجيه، والتدريب.
وقالت العيدان لـ «العرب»: أحاول فتح مشروع للتجارة الإلكترونية، لكنني لا أعلم من أين أبدأ ولا كيف أبدأ، في البداية قمت بأخذ دورات تدريبية عن التجارة الإلكترونية، بصفة خاصة، وأعاني من عدم توافر جهات أو مظلة تقدم لي الدعم والتوضيح حول كيفية البدء وخطوات العمل، وما هي الحقوق والواجبات وكل ما تقدمه صاحبات المشاريع الخاصة أو المنزلية هو اجتهاد شخصي، بدون أي دعم أو مساعدة أو توجيه.
وتستدرك فاطمة العيدان قائلة: يمكن أن تتوافر جهات مساندة أو حاضنة لأصحاب المشاريع، لكن للأسف لا نعرف عنها شيئا لعدم توفر الترويج لها أو الدعاية الكافية، وتوضح العيدان أن تعدد الجهات يزيد من حيرة سيدة الأعمال حول أي من الجهات التي يجب أن تبدأ منها المعاملة أو الدعم، بالإضافة إلى عدم وجود تمويلات وتسهيلات بفائدة منخفضة وعدم وجود توعية حول طرق الحصول على التمويل.

فخرية الأنصاري: «العادات والتقاليد» التحدي الأكبر  

اعتبرت فخرية الأنصاري صاحبة مشروع منزلي أن أكبر تحد واجهها في بدايتها كان على المستوى العائلي، وكيف تتمكن من العمل بعد أن كانت لسنوات ربة عمل، والقيود العائلية والعادات والتقاليد والخروج إلى عالم مختلط، وبعدها كان تحدي نقص التدريب والتعليم والتكوين.
 وقالت فخرية: بدأت مشروعي عام 2015 وبدأت بالأزياء، حيث كنت أفصل العبايات والجلابيات، وأخيطها ثم أبيعها، ولم تكن البداية سهلة، حيث بدأت دون أي تكوين أو دورات تدريبية وكانت بدايتي مع أكياس القرنقعوه بعدها الجلابيات والعبايات، وكان تعليمي عصاميا حيث لم أتلق أي دورة في التفصيل أو الخياطة، وكنت أعتمد على تصميم الأزياء التي لا تحتاج إلى تفاصيل كثيرة، وليست فيها دقة في المقاييس، وذلك نظرا لأنني كنت أمارس الخياطة بدون تعلم أو دراسة نظرا إلى أنه لا توجد لدينا أكاديمية متخصصة في التدريب على الخياطة.
وأضافت: في عام 2016 دخلت دورة تدريبية حول العطور، وتعلقت بهذا النوع من المشاريع أكثر إلى أن أصبحت الآن أدرب على صناعة العطور، ولعل ما عانيت منه في بداياتي من نقص التدريب والتأطير دفعني إلى أن أتكون لأصبح أول مدربة قطرية في مجال العطور، بعدها واجهني تحد آخر وهو نقص المواد الأولية وما زلت أعاني منه إلى الآن حيث إنني لا أجد كل ما احتاجه لصناعة العطور في السوق المحلية ما يضطرني للسفر.