يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مساء اليوم مرانه الرئيسي استعدادا للقاء الاكوادور بعد غد في افتتاح مونديال 2022 ومباريات المجموعة الأولى التي تضم السنغال وهولندا .
وسيكون مران اليوم هو الأهم حيث يحسم من خلاله سانشيز مدرب الفريق بعض الأمور ويضع اللمسات الأخيرة على كل الاستعدادات، وينتظر ان يشهد المران الرئيسي تقسيمة قوية، على ان تختتم الاستعدادات غدا بمران خفيف.
وحسم سانشيز كل الأمور المتعلقة بمشاركة العنابي في المعسكرات الأوروبية سواء بإسبانيا او النمسا، وتبقت بعض التفاصيل الأخيرة، التي تتعلق بالمباراة الافتتاحية وبمواجهة الاكوادور.
وحسم المدرب الاسباني أيضا التشكيل الأساسي للفريق وطريقة اللعب وخطوة مواجهة المنافس اللاتيني وعبور اللقاء الأول بنتيجة إيجابية تساعد الفريق على تحقيق حلمه وحلم الجماهير القطرية الطامحة في الوصول الى دور ال 16 .
ويدرك سانشيز مدى أهمية اللقاء الأول تاريخيا في المونديال، واللقاء الأول في البطولة، ومدى أهمية وضع خطة مناسبة من جميع النواحي
رغم الاستعدادات التي خاضها العنابي منذ يونيو الماضي في اسبانيا والنمسا، ورغم الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون وأيضا الجهاز الفني، ورغم الجهود الواضحة من اجل المشاركة ومن اجل المباراة الافتتاحية، الا ان سانشيز ونجوم منتخبنا سوف يقومون بالاستعانة بخبراتهم التي اكتسبوها من خلال المباريات الودية العالمية التي خاضها الفريق منذ 2018 وحتى الان، والتي تعتبر ذخيرة كبيرة وقوية سوف تساعده على اجتياز الخطوة الأولى وعلى اجتياز الفريق الاكوادوري.
العنابي ونجومه تعلموا الكثير من هذه المباريات التي واجهوا فيها البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وباراغواي والبرتغال وصربيا وامريكا وسويسرا، بالإضافة الى الجزائر وإيران واليابان وكوريا الجنوبية .
وأصبح لدى الفريق القدرة على اللعب بأكثر من خطة وأكثر من طريقة تساعده على مواجهة أي منافس من المنافسين الأقوياء مثل هولندا والاكوادور والسنغال.
ومن المؤكد ان الاعتماد على الدفاع القوي المحكم بدءا من خط الوسط، هو الأمثل في مواجهة الاكوادور، فالعنابي لا يملك خبرة اللعب في كأس العالم مثل الاكوادور، لكنه يملك خبرات أخرى في كيفية مواجهة الفرق الكبيرة اكتسبها من اللعب معهم منذ 2017 وحتى الان.
الأخطاء الفردية
المشكلة الوحيدة التي تؤرق منتخبنا قبل مبارياته بكأس العالم وخاصة المباراة الأولى امام الاكوادور، هي الأخطاء الفردية غير المتعمدة بالطبع، والتي تسهل عملية وصول الفريق المنافس ومهاجميه الى شباكنا بسهولة متناهية .
هذه المشكلة ظهرت في بعض مباريات العنابي وتسببت في اهتزاز شباكه من كرات كانت بحوزة لاعبينا وضاعت منهم.
المطلوب طبعا التركيز وتفادي هذه الأخطاء غير المتعمدة قدر المستطاع، خاصة امام منطقة جزاء منتخبنا الذي عانى من كرات سهلة كانت بين اقدام لاعبينا وضاعت بسهولة ووصلت للمنافسين وسجلوا منها بعض الأهداف .
المفاجأة في الخطة
ربما لن تكون هناك مفاجآت في تشكيل العنابي الذي يعيش حالة من الاستقرار منذ 2019 وحتى الان، لكن من المؤكد ان هناك خططا استراتيجية ومفاجآت فنية قد يكشف عنها سانشيز في اول ظهور لمنتخبنا بالمونديال من اجل الوصول الى النتيجة الإيجابية المرجوة .
ليس مهما الاستقرار في التشكيل، لكن المهم ان يقدم الفريق الجديد في الأداء التكتيكي، واستحداث أساليب هجومية جدية غير متوقعة للمنافس الذي قد يكون قد درس العنابي جيدا وحفظه عن ظهر قلب
ثالوث الدفاع
منذ فترة طويلة والثالوث الدفاعي بوعلام خوخي وبسام الراوي وطارق سلمان متواجدون مع بعضهم البعض، وأصبح التفاهم بينهم كبيرا ومميزا وهو ما ينعكس على منتخبنا بشكل عام وعلى الدفاع بشكل خاص.
وقد انضم الى هذا الثالوث عبد الكريم حسن الذي كان ظهير ايسر، وقرر سانشيز الاستعانة به في قلب الدفاع
ووجود هذا الرباعي يشكل قوة للفريق وقوة للدفاع سواء لعبوا جميعا او بعضهم في المباريات .
جيل جديد للإكوادور
في 2019 حصل منتخب الاكوادور تحت 20 سنة على المركز الثالث في مونديال بولندا، وكانت تلك أفضل نتيجة للبلاد على الإطلاق في تلك الفئة العمرية. حيث بدا لاعبون مميزون مثل جونزالو بلاتا ودييجو بالاسيوس وخوسيه سيفوينتيس أكبر من أعمارهم في تلك البطولة، وفجأة ظهرت بوادر الانتعاش وبدا المستقبل مشرقاً. لكن المستقبل كان يتطلب قائداً جديداً.. وهنا جاء جوستافو ألفارو مدرب الفريق، الذي تولى المسؤولية قبل عشرة أيام فقط من أول مباراة للإكوادور في تصفيات كأس العالم قطر 2022 ضد الأرجنتين. وبعد أسابيع من التحليل قبل تولي زمام الأمور، وصل ألفارو وطاقمه إلى كيتو وهو يؤمن بأن الإكوادور تتطلب تحولاً في الأجيال لتتأهل لقطر 2022. وخلال عملية التحليل هذه، لاحظ طاقم التدريب أن لاعبي الإكوادور الكبار فقدوا تألقهم في أوروبا وأنهم يلعبون الآن في دوريات غير كبيرة. كان التغيير مطلوباً، ولهذا بدأ ألفارو وزملاؤه التنقل في جميع أنحاء البلاد بحثاً عن الجواهر الخفية ومشاهدة أكبر عدد ممكن من المباريات في الملاعب المحلية.