أعلنت وزارة الصحة العامة تنفيذ مسح وطني لقياس نسب التغطية بالتطعيمات بين الأطفال في دولة قطر بالشراكة مع المجلس الوطني للتخطيط. ومن المقرر أن يتم تنفيذ أعمال المسح الميدانية خلال الفترة من 24 سبتمبر الجاري ولغاية 24 ديسمبر المقبل.
ويعد المسح الوطني لنسب التغطية بالتطعيمات الأول من نوعه على مستوى الدولة لقياس نسب التغطية بالتطعيمات والمحددات ذات الصلة بطريقة علمية ومنهجية شاملة، وبما يعزز الأمن الصحي ويضمن استمرار توفير أعلى مستويات الحماية ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات. 
ويستهدف المسح عينة عشوائية تضم أكثر من 11 ألف أسرة لتمثل جميع سكان دولة قطر من المواطنين والمقيمين الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عام واحد وأقل من سبعة أعوام، حيث سيتم جمع البيانات من ذوي الأطفال من خلال الزيارات المنزلية والاطلاع على بطاقات التطعيمات الخاصة بهم.
وفي مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة العامة أمس تحدث كل من الدكتور حمد عيد الرميحي مدير إدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بالوزارة، والسيد سعود مطر الشمري مدير إدارة شؤون العمليات الإحصائية بالمجلس الوطني للتخطيط عن أهمية هذا المسح في وضع الخطط المستقبلية للتطعيمات التي تستهدف الأطفال.
وقال الدكتور حمد عيد الرميحي إن هذا المسح الوطني يؤكد التزام وزارة الصحة العامة بحماية الأفراد والمجتمع في دولة قطر من المخاطر الصحية المتعلقة بالأمراض الانتقالية التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات.
وأشار إلى أن نتائج المسح سوف توفر قاعدة بيانات وطنية متكاملة تساعد على تطوير البرنامج الوطني للتطعيم وتحسين سبل الوصول بالتطعيمات لكل الشرائح المستهدفة في دولة قطر ومواصلة التقدم ومعالجة التحديات.
وقال الدكتور الرميحي إن من أهم أهداف المسح هو الوقوف على الأسباب الحقيقية التي تحول بين بعض الأسر وإعطاء أطفالهم التطعيمات، ومن بين هذه المغالطات التي تم تفنيدها من قبل عدد من المختصين هو أنَّ بعض التطعيمات لها علاقة بالإصابة ببعض الأمراض، مع العلم أنه لا يوجد ارتباط بين التطعيمات والإصابة بالتوحد –على سبيل المثال لا الحصر-، ونحن بوزارة الصحة العامة ومع شركائنا نعول على وعي النسبة الأغلب من المجتمع، حيث تصل نسبة التطعيمات في قطر 95%، كما أنَّ دولة قطر توفر أفضل أنواع التطعيمات والأكثر مأمونية لتعزيز ثقة أفراد المجتمع، لذا هذا المسح سيسمح لنا بالوقوف على بعض الفجوات لتدارسها ومعالجتها مما يسهم في التخطيط لبرامج تحدد هذه الفجوات.»
بدوره، أكد السيد سعود مطر الشمري أن جميع الترتيبات قد اكتملت لانطلاق العمل الميداني للمسح، مشيرا إلى أن الباحثين المشاركين تلقوا تدريبا مكثفا لضمان جودة جمع البيانات، وبما يضمن تمثيلا حقيقيا للمجتمع القطري بمختلف فئاته مع التأكيد على أن جميع البيانات التي سيتم الحصول عليها ستعامل بالسرية التامة.
وقال إن حصول الطفل على التطعيم يساهم بشكل مباشر في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاه) وذلك من خلال الحد من الوفيات والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، ويعتبر تدخلا صحيا فعالا وناجحا من حيث التكلفة لتعزيز النظم الصحية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
من جانبه نوه الشمري إلى أن نتائج المسح ستعلن في الربع الأول من العام المقبل، لافتاً إلى أن العينة تم اختيارها بناء على المناطق، وشرائح المجتمع من قطريين وغير قطريين، لذا حجم العينة كبير لتغطية أكبر عدد من الشرائح المجتمعية، كما أن الاختيار جاء ممثلا إحصائيا وعلميا حسب القواعد الصحية المعمول بها في المجلس الوطني للتخطيط.
وأشار إلى أن المسح أخذ بعين الاعتبار هذا النوع من الحالات، لذا المسح مقسم لعدة أقسام لمحاكاة الاحتمالات كافة، فالمسح سيناسب المواطنين والمقيمين.   
وسيتم تنفيذ المسح بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ووفقا للمعايير العالمية المعتمدة في هذا المجال، لضمان جودة البيانات وموثوقية النتائج.
ويمثل هذا التعاون امتدادا للشراكة الاستراتيجية بين وزارة الصحة العامة والمجلس الوطني للتخطيط، والتي أثمرت عن تنفيذ عدة مسوحات صحية سابقة مثل المسح الوطني لقياس عوامل الخطر للأمراض غير الانتقالية، والمسح الوطني للشيخوخة، ومسوح أخرى وفرت بيانات أساسية لدعم وتطوير السياسات والخدمات الصحية في دولة قطر.
يذكر أن البرنامج الوطني للتطعيم بوزارة الصحة العامة، الذي تأسس في سنة 1979، يواصل تطوير خدماته بشكل مستمر، حيث يتم تقديم التطعيمات مجانا عبر 31 مركزا صحيا تابعا لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى 71 مؤسسة صحية خاصة، ويشمل الجدول الوطني للتطعيمات 15 تطعيما توفر الحماية من 17 مرضا تبدأ من الولادة وحتى عمر 18 عاما.
ودعت وزارة الصحة العامة جميع الأسر المشاركة في المسح إلى التعاون الكامل مع الفرق الميدانية والباحثين، مؤكدة أن المشاركة في المسح الوطني تمثل مساهمة وطنية مهمة في بناء مستقبل صحي آمن الأبناء، حيث يمكن للجمهور التواصل مع مركز الاتصال الموحد لقطاع الصحة على الرقم (16000) لأي استفسارات بشأن المسح وفريقه الميداني.