ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب أقيمت أمسية شعرية بعنوان «حين يعبر الشعر مرتين» شارك فيها الشاعر السوداني محمد عبدالباري. وخلال الأمسية التي أدارها الشاعر القطري عبدالحميد اليوسف، تنقل الجمهور مع عبد الباري بين ثلاثة محاور رئيسية، جمع فيها بين الحوار الشعري والفكري، وقراءة مختارات من قصائده القديمة والحديثة، وبعض النصوص التي تُقرأ لأول مرة.
افتُتح اللقاء بحوار عن علاقة الشاعر بالشعر، حيث تحدث عبد الباري عن تأثره بجيل الشعراء الكبار، وكيف تشكل وعيه الشعري بين التأمل في تجاربهم والسعي إلى فرادة لغته الخاصة. كما تناول الحديث ظاهرة محاولة بعض الشعراء الشباب محاكاة أسلوبه، مؤكدًا أن لكل شاعر تجربته وخصوصيته، وأن التفرد لا يُستنسخ.
وفي المحور الثاني، أضاء الشاعر كواليس كتابة القصيدة، وكيف تولد أحيانًا من وحي اللحظة، وأحيانًا من تراكم الفكرة والتأمل. وشارك الجمهور قصة قصيدة «أندلسان»، وهي من أبرز نصوصه، مبينًا كيف اجتمعت فيها لحظة الإلهام وسياقات الكتابة المركبة، حيث يندمج فيها التاريخ مع الشعور الشخصي، والمعنى مع الصورة.
أما المحور الثالث فتحدث فيه الشاعر عن العلاقة الغامضة بين العلم والشعر، متناولًا تأثره بعلم الفيزياء تحديدًا، وكيف يجد في قوانين الكون وحقائقه مدخلًا جديدًا لتجليات الشعر، مما أضفى على تجربته طابعًا معرفيًا وفلسفيًا نادرًا.
وختم الشاعر الأمسية بقراءة نصوص جديدة تُقرأ لأول مرة، لم تنشر بعد، وصرّح بأن تقديم هذه النصوص للجمهور قبل نشرها هو أمر لا يفعله عادة، لكن الصداقة والود الذي يجمعه بالجمهور القطري، ودفء هذه الأمسية، دفعاه لكسر هذا التقليد.
وقال الشاعر محمد عبد الباري إن معرض الدوحة الدولي للكتاب واحد من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي، ويمثل مساحة نابضة للقاء القرّاء والكتّاب، ويُنعش علاقتنا بالكتب والأدب والفكر، أتمنى له كل التوفيق والازدهار.