أصدر القضاء الإيراني حكماً بالسجن 6 أشهر بحق ابنة الرئيس الراحل، أكبر هاشمي رفسنجاني؛ بعد انتقادات وجهتها لأجهزة النظام الإيراني خلال مقابلات تلفزيونية وصحفية.
و"فائزة رفسنجاني" ناشطة بصفوف الحركة الإصلاحية في إيران، اعتقلت لمدة 6 أشهر عام 2009؛ بسبب تأييدها "الانتفاضة الخضراء" التي اندلعت ضد تزوير انتخابات الرئاسة.
وقال موقع (كلمة) المعارض للحكومة الإيرانية، الجمعة: "مرة أخرى حكم على فائزة هاشمي بالسجن ستة أشهر بسبب تصريحاتها المنتقدة للقضاء والحرس الثوري"، وبتهمة "بث الأكاذيب ضد القضاء والحرس الثوري بهدف تضليل الرأي العام"، و"الدعاية السلبية ضد النظام الإيراني".
وأمام الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة، وعضوة البرلمان السابقة، البالغة من العمر 55 عاماً، مهلة 21 يوماً لاستئناف الحكم.وكانت قد حكم عليها أيضاً بالسجن ستة أشهر في 2012؛ عن نشر دعاية تقول السلطات الإيرانية إنها "مناهضة للدولة"، بحسب وكالة رويترز.
وخلال السنوات الأخيرة زادت السلطات الإيرانية ضغوطها على المعارضة المطالبة بالإصلاح قبل الانتخابات الرئاسية، المقرّرة في 19 مايو المقبل، يأمل منافسو الرئيس حسن روحاني من المحافظين باستعادة السيطرة على السلطة التنفيذية.
وأفاد الموقع الإصلاحي أن "محكمة موظفي الدولة أصدرت هذا الحكم ضد فائزة رفسنجاني عقب تصريحاتها التي انتقدت فيها رئيس السلطة القضائية، آية الله صادق آملي لاريجاني، الذي كشف نواب إصلاحيون عن امتلاكه 63 حساباً شخصياً في البنوك تدرّ له أرباحاً بالمليارات شهرياً من فوائد الكفالات المالية للمواطنين الذين لديهم قضايا في المحاكم".
وبحسب الموقع، تم إصدار الحكم ضد ابنة رفسنجاني بناء على شكاوى السلطة القضائية والحرس الثوري، وذلك بعد ما قام كلٌّ من المدعي العام في طهران، والمتحدث باسم السلطة القضائية، اللذان ينتميان للتيار المتشدد الذي يهيمن على القضاء، بتهديد "من ينشرون أخباراً كاذبة حول القضاء".
وتعتبر فائزة من الشخصيات المنتقدة للنظام، حيث هاجمت في يوليو الماضي، ما وصفته بـ "استغلال الدين من قبل الطغمة الحاكمة"، قائلة: "أنا أعتقد أن الحكومات وبسبب أخطائها تحاول أن تلجأ إلى الدين، لكن هذا الأمر سيلحق الضرر بالدين"، مضيفة: "إذا لم تكن الحكومة دينية فسيعيش الناس سعداء من دون مشاكل".
وترى ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أن "تأييد الشعب الإيراني للحكم الديني تراجع بشكل كبير"، وتقول: "لو عدنا 15 عاماً إلى الوراء لوجدنا كيف كانت الفتيات ملتزمات بالحجاب، لكننا الآن نرى أن إقبال الفتيات على الحجاب بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً؛ بسبب عدم قناعة الإيرانيين بالحكم الديني القائم"، بحسب تعبيرها.
م.ن