أكثر من 190 جلسة حضورية وافتراضية ونشر 10 تقارير بحثية تمهيدًا لانعقاد القمة
كشف ممثلو مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز»، إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر لتحويل التعليم من خلال الابتكار، خلال مؤتمر صحفي صباح أمس بمقر مؤسسة قطر، عن تفاصيل برنامج الدورة القادمة من قمّة «وايز « والتي تنعقد بشكل مدمج للمرة الأولى في الفترة ما بين 7 إلى 9 ديسمبر المقبل في الدوحة تحت شعار: «ارفع صوتك: لنشيد مستقبلًا قوامه التعليم».
وأكد المشاركون أن مؤتمر «وايز» يشهد مشاركة نحو 300 من قادة الفكر والخبراء العالميين والمبتكرين في التعليم بأكثر من 190 جلسة حضورية وافتراضية، ويشهد نشر 10 تقارير بحثية تمهيدًا لانعقاد قمة «وايز 2021».
حضر المؤتمر الصحفي سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر، ومسؤولون من «وايز»، من بينهم الدكتورة أمينة عبدالمجيد، مديرة إدارة البرامج والمحتوى، والدكتورة أسماء الفضالة، مديرة البحوث وتطوير المحتوى، والسيد إلياس فلفول، مدير إدارة تطوير السياسات والشراكات.
استعرض المشاركون منهجية قمة هذا العام، وقدموا لمحة شاملة عن البرنامج المتكامل الذي تقدّمه. كما سلطوا الضوء على الشراكات طويلة الأمد التي تجمع «وايز» مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في الدولة، والجهود البحثية المشتركة بينهما. وجرى أيضاً التطرق إلى الشراكات المحلية الأساسية التي تم عقدها لتعزيز نجاح القمة، واستعراض دورة جوائز «وايز» 2021».
تركيز على الشباب
وعلّق ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لـ»وايز»، على انعقاد القمة القادمة بالقول: «من الأهمية أن نمكّن شبابنا لأن يكونوا صوتاً للتغيير، والاضطلاع بدورهم كمدافعين عن التعليم، بمختلف أشكاله.
وتركّز قمة «وايز» لهذا العام على دور الشباب كأصحاب حقوق، مع التأكيد على أهمية إشراكهم في حوارنا حول المستقبل، فضلاً عن ضرورة أن يلعبوا دوراً واضحاً في تشكيل السياسة العامة، والمشاركة لتحقيق التقدم المستدام عقب الاضطراب الذي خلّفته جائحة كوفيد-19. كما أنها أيضًا خطوة نحو مستقبل يوازن بين الإبداع، وما يمكن تحقيقه. لقد صممنا مؤتمر «وايز» المدمج لأول مرة هذا العام لتحقيق التواصل، وإعادة التفكير فيما يمكن تحقيقه عندما نضع أولوياتنا لمستقبلنا المشترك».
وسعياً لتوفير منصة للشباب، ستقدم قمّة «وايز» برنامج «استديو الشباب» الجديد، ليشكل محطة أساسية للحوار والنقاش، بإدارة مجموعة من الشباب من صانعي التغيير، لتسهيل الحوار بين الأجيال. ومن خلال مناقشة القضايا الكبرى، مثل أهمية المناخ التعليمي، والتصدي للمعلومات الزائفة، وحماية صحة الطلاب العقلية وتجهيزهم لسوق العمل، تهدف قمّة «وايز 2021» إلى تزويد الجيل الجديد بالقدرة على التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الأساسية لعالم اليوم.
مبادرة ملهمة
ومن جانبه، أشاد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بمؤتمر «وايز» كمبادرة من المبادرات الخلاقة والمُلهِمة لصاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، مثمناً استمراريته بالرغم من الظروف والملابسات العالمية لجائحة كوفيد-19 وانعكاساتها على كافة الأصعدة المحلية والعالمية، وقال إنه يوفر فرصة لطلابنا ومعلمينا ومديري المدارس والأكاديميين والممارسين والقادة الأكاديميين في قطر للتفاعل مع أقرانهم الشباب من مختلف بلدان العالم لبحث تحديات التعليم العالمية مما يعزز استفادتهم من المؤتمر.
وأضاف د. النعيمي: أثرى مؤتمر وايز الأوساط الأكاديمية والعلمية والبحثية والمعرفية، وتلك المختصة بصياغة السياسات التربوية والتعليمية على مستوى الإقليمي والعالمي، واصبح ملتقى ومنبراً دولياً يعقد كل سنتين اكتسب ايضاً زخماً فكريا وعلمياً واعلامياً على مستوى دولي، وحظيت نتائج معطياته باعتراف دولي، لأن المشاركين يعتبرون من صفوة العلماء وقادة الرأي والسياسيين والممارسين من مختلف دروب المعرفة، ويقدمون عصارة فكرهم وتجاربهم وخلاصة أبحاثهم، ويبحثون ويناقشون بالحوار البناء أفضل الممارسات والتجارب الحديثة في مستقبل التعليم من خلال الابتكار والابداع مما يفيد النظم التعليمية في كل بلدان العالم على حد سواء.
وتابع: ونحن في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر سعداء بشراكتنا مع «وايز» والتي بدأت منذ انطلاقة المؤتمر الأولى ونتأمل استمراريتها، لأننا أول مستفيد من معطيات ونتائجه واصداراته ومن الحراك التفاعلي الذي يحدثه في الوسط التربوي والتعليمي في قطر، لا سيما تبادل خبرات المشاركين الذي يقدمون خلاصة فكرهم وما توصل اليه الفكر التربوي والتعليمي من جهة وبين طلابنا ومعلمينا ومديري مدارسنا وأولياء أمور طلابنا وباحثينا وكافة المهتمين بتطوير مكونات المنظومة التعليمية من جهة أخرى.
تحقيق 3 أهداف
وقالت الدكتورة أسماء الفضالة: الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مستمرة منذ انطلاق وايز في 2009، ومع بداية النشاط البحثي في 2015 تعمقت هذه الشراكة.
وأوضحت أن استراتيجية وايز البحثية بدأت في 2015 لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي دراسة ومناقشة الموضوعات الحيوية والراهنة للنظم التعليمية، سواء داخل الدولة أو خارجها، وتلبية احتياجات أنظمة التعليم على المستوى المدرسي والمستوى الجامعي ومستوى الطفولة المبكرة وكل المراحل، والمساهمة في تحقيق استراتيجية قطر الوطنية للبحوث من خلال الارتقاء في التعليم.
وأكدت الدكتورة أمينة عبدالمجيد، مديرة إدارة البرامج والمحتوى أن طلبات المشاركة في مسابقة وايز تصل لمئات المشاركات، وبلغت أكثر من 400 طلب، وأن هناك لجانا لمراجعة هذه الطلبات، وهناك لجنة تحكيمية تختار الجوائز الستة المرشحة، لافتة إلى أن الجوائز هذا العام من دول مختلفة، وأن المشاركة لأي فريق عمل يمكن أن تكون لبرنامج يمكن تطبيقه في أي دولة من دول العالم، وأن هناك مشاركات من الهند وتركيا وبريطانيا، وأن تطبيق هذه المشاركات يمكن أن تحقق استفادة كبيرة، ويمكن أن تكون على نطاق عالمي.
أصوات عالمية مؤثرة
وسيجمع «وايز 2021 « أكثر من 300 من قادة الفكر في مجال التعليم، وخبراء عالميين وأصوات شابة مؤثرة من جميع أنحاء العالم للتصدي لتحديات التعليم الحالية عبر أكثر من 190 جلسة نقاشية ضمن المؤتمر، تتوزع ما بين الجلسات الحضورية، والجلسات المنعقدة افتراضياً، إلى جانب الجلسات المدمجة ما بين الحضوري والافتراضي. وستتاح للجمهور من مختلف أنحاء العالم فرصة المشاركة في الجلسات المباشرة المنعقدة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، مع إمكانية متابعة بث المناقشات عن بُعد، من خلال منصة «وايز» الافتراضية.
وفي إطار الشراكة الممتدة التي تجمع القمة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر، سيصدر «وايز» 10 تقارير بحثية جديدة في الفترة التي تسبق قمة هذا العام. وسيجتمع المؤلفون والباحثون ضمن العديد من العروض وفعاليات «لقاء المؤلف» خلال القمة، لتقديم نظرة متعمقة على النتائج التي توصلوا إليها، خاصة وأن الكثير من الخلاصات البحثية التي تم التوصل إليها استندت إلى دراسات حالة متصلة بالبيئة التعليمية في قطر.
وتشمل قائمة المتحدثين الرئيسيين في وايز 2021 كلا من: ديفيد سنج، وزير التعليم في سيراليون، وجيتانجالي راو، وهي مخترعة ومؤلفة وناشطة في مجال تعليم العلوم تبلغ من العمر 16 عاماً، والسير أنتوني سيلدون، النائب السابق لرئيس جامعة باكنجهام، والمعلم والمؤرخ المعاصر، وياسمين ورهران، مؤسّسة We Belong Europe، ومارك براكيت، مؤسس ومدير مركز ييل للذكاء العاطفي بجامعة ييل، بالإضافة إلى العديد غيرهم.
تكريم 6 فائزين
فيما أسفرت جائحة كوفيد-19 عن أكبر اضطراب في التعليم يشهده العالم على الإطلاق، سيعمل مؤتمر «وايز 2021» على إعادة دعم التعليم باعتباره جزءاً لا يتجزأ من رأس المال البشري، فضلاً عن كونه محركاً للتغيير والتنمية طويلة الأجل.
وستكرّم القمة ستة من الفائزين بجوائز وايز العالمية لعام 2021، والذين تم اختيارهم تقديراً لنهجهم المبتكر والفعال في مواجهة التحديات التعليمية. علماً أن باب التقديم لا يزال مفتوحاً لدورة جوائز وايز 2022، على أن يتواصل استقبال الترشيحات حتى 17 يناير 2022 من خلال الموقع: https://www.wise-qatar.org/wise-works/wise-awards
وإدراكًا منه للحاجة إلى مناهج جديدة في التعليم، يحرص مؤتمر وايز 2021 على تشجيع الابتكار، والحث على الحوار المثمر لتعزيز التقدم نحو اقتصاد قائم على المعرفة، بما يتماشى مع أولويات التنمية الوطنية لدولة قطر. حيث يواصل المؤتمر عمله مع مختلف الجهات المعنية، محلياً ودولياً، في سبيل إطلاق حوار استراتيجي حول المستقبل التعليمي، انطلاقًا من دوره الرئيسي في تحقيق السلام والازدهار والتنمية في العالم.