وقَّع الهلال الأحمر القطري اتفاقية تعاون ثنائية مع نظيره الكويتي؛ من أجل دعم ومساعدة السوريين المتضررين من الأزمة القائمة في بلادهم، منذ ما يقرب من 5 سنوات، وذلك في أول خطوة لتوحيد وتنسيق الجهود الإنسانية التي تبذلها الجمعيات الوطنية الخليجية تجاه الأشقاء السوريين، وفقا للقرارات الصادرة عن الاجتماعات المتعاقبة لكبار مسؤولي هيئات وجمعيات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ووقع الاتفاقية من جانب الهلال الأحمر القطري الأمين العام السيد صالح بن علي المهندي، فيما وقعها من جانب الهلال الأحمر الكويتي الدكتور مساعد راشد العنزي بالنيابة عن رئيس مجلس الإدارة الدكتور هلال مساعد الساير.

وتهدف الاتفاقية إلى تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة في مجالات الرعاية الطبية والإغاثة الشتوية لصالح اللاجئين السوريين في لبنان، من خلال توزيع كميات من وقود التدفئة والأغطية والبطانيات والأدوية على الأهالي، وتأهيل المخيمات لمواجهة برودة الطقس في فصل الشتاء، وتكرير مياه 3 آبار لتوفير 50,000 لتر من مياه الشرب النظيفة يوميا، ومن المقرر أن يُفِيد من هذه المشاريع 4,000 أسرة سورية نازحة.

كما سيتم - على ضوء الاتفاقية - تنفيذ مشروع آخر لفحص وتشخيص مرض السرطان عند الأطفال السوريين، بصفة ذلك خطوة مهمة للعلاج المبكر قبل استفحال المرض، مما يساعد على سرعة الشفاء، وذلك بالشراكة مع مركز "سان جود"، التابع للجامعة الأمريكية في بيروت.

وبموجب الاتفاقية، فإن الميزانية الإجمالية للمشاريع التي يمولها الهلال الأحمر الكويتي تبلغ 350,000 دولار أمريكي، فيما يتولى الهلال الأحمر القطري مهمة التنفيذ الميداني من شراء المساعدات الإغاثية وتوزيعها على المُفِيدين من الأسر السورية الأكثر احتياجا، وذلك بالتنسيق مع الجمعية الوطنية اللبنانية.

وتعليقا على هذه الاتفاقية، قال السيد صالح المهندي الأمين العام للهلال الأحمر القطري: "تأتي هذه الاتفاقية من منطلق حرص الطرفين على تنفيذ رسالتهما الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعوب التي تعاني من وطأة الظروف الطبيعية والاقتصادية الصعبة، وتلبية تطلعاتها إلى الحياة الآمنة والعيش الكريم، وخاصة الأسر السورية التي نزحت إلى لبنان، لا سيما مع قرب حلول فصل الشتاء، وتماشيا مع مبادئ وأحكام دستور الحركة الإنسانية الدولية، وتعزيزا لروح التعاون بين هيئات وجمعيات الهلال الأحمر الخليجية".

ومن جانبه، نوه الدكتور مساعد العنزي إلى أن جمعيات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون لديها بعض المشاريع الإغاثية المهمة، التي يمكن تفعيلها بصورة أكبر، حيث سيكون لها دور كبير في تقديم المساعدات من خلال إقامة مشاريع إغاثية خليجية مشتركة.

يذكر أن المشاريع التي تتضمنها الاتفاقية محصلة الزيارة الرسمية التي قام بها وفد من ممثلي هيئات وجمعيات الهلال الأحمر الخليجية؛ بهدف عقد لقاءات مع بعض مسؤولي المنظمات الإنسانية العاملة في لبنان، لاستعراض الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين، وتحديد الفجوات في البرامج الإغاثية المقدمة لهم، بالإضافة إلى تفقد أوضاع الأسر السورية التي تعيش في مخيمات اللجوء للوقوف على أهم احتياجاتها، وما يمكن أن تقوم به الجمعيات الوطنية الخليجية مجتمعة من أجل تحسين ظروفهم المعيشية.
م . م /أ.ع