افتتح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»معرض «التمكين والإبداع 2025، تحت شعار طاقات قادرة وعطاء بلا حدود وذلك في مبنى 15 بكتارا. حضر افتتاح المعرض الذي نظمه مركز الدوحة العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، عدد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وكتارا إلى جانب عدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة إلى جانب خبراء في مجالات الفنون والإعاقة والمهتمين.
وتضمن المعرض مجموعة من الأعمال الفنية من رسم وتركيب وأعمال خزف ومشغولات فنية أبدعها طلاب مركز الدوحة العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أظهرت الأعمال قدرات هذه الفئة وتميزهم في الفنون وقدرتهم على العطاء والإبداع.
وأعربت الدكتورة هلا السعيد المستشارة والخبيرة النفسية ومديرة مركز الدوحة العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، عن خلال كلمتها عن شكرها للمؤسسة العامة للحي الثقافي على رعاية هذه الفئة واحتضان أعمالها، مشيرة إلى أن المعرض يسعى إلى إبراز قدرات وإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنحهم منصة للتعبير عن أنفسهم بكل فخر واعتزاز.
وأكدت أن المركز يعمل على تمكين ذوي الإعاقة من خلال بيئةٍ داعمة تفتح أمامهم آفاق الإبداع والاستقلال، وتُعزز اندماجهم كشركاء فاعلين في المجتمع، منوهة بأن المعرض رسالة وعيٍ أسري ومجتمعي بأهمية التمكين، وبأن أبناءنا طاقاتٌ منتجة متى ما وُجدت الأسرة الداعمة والفرصة المناسبة.
وشددت الدكتور هلا السعيد على أن التمكين لا يتحقق إلا بالتعاون، وتعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة لفتح آفاقٍ جديدة في التدريب والتوظيف وريادة الأعمال، وصولًا إلى مستقبلٍ أكثر شمولًا وإنصافًا للجميع.
ومن جهتها قالت السيدة إيمان النعيمي مديرة إدارة مراكز الخدمات التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في كلمتها إن معرض الفنون الخاص بالأشخاص من ذوي الإعاقة يجسد صورة مشرقة للإبداع والإرادة، ويعكس ما يتمتع به المشاركون من طاقات خلاقة قادرة على تجاوز التحديات وتحقيق التميز. مؤكدة أن الفن لا يعرف المستحيل، وأن العطاء لا تحدّه الإعاقة.
وأضافت أن المعرض ليس مجرد مساحة لعرض المنتجات، بل هو نافذة نطلّ منها على عالمٍ مفعمٍ بالأمل، يروي قصصًا من التحدي والعزيمة والإصرار، ويحمل رسالة مؤثرة تبرهن على أن الإبداع لا تحدّه الإعاقات الجسدية أو الذهنية، بل ينبع من الإرادة والعزم والرغبة في التعبير عن الذات، مؤكدة ان أبناءنا من ذوي الاعاقة طاقات إنسانية ووطنية تضيء دروب الأمل وتلهمنا نحو غدٍ أكثر إشراقًا.
وتضمن الافتتاح مجموعة من الفعاليات التي قدمها الطلاب من ذوي الإعاقة، إلى جانب ورشة فنية تبرز قدراتهم الفنية.
في السياق ذاته أقيمت جلسة حوارية بعنوان «الفن لغة التمكين والإلهام لذوي الإعاقة « شارك فيها كل من الدكتورة لطيفة المغيصيب رئيس قسم التربية الفنية في جامعة قطر، الدكتور وائل محمد مصطفى استشاري نفسي في مركز التأهيل الاجتماعي «أمان» والدكتورة هلا السعيد مستشارة وخبيرة نفسية ومديرة مركز الدوحة العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تناول المتحدثون دور الفنون وتأثيرها على ذوي الإعاقة وأن الفن يعتبر وسيلة مهمة في تحسين السلوك وتنمية الإبداع لدى ذوي الإعاقة.
وأكد المشاركون في نهاية الجلسة على أن الإبداع لا تحدّه الإعاقة، وأن الفن ليس ترفًا، بل هو لغة الأمل ورسالة التمكين، والجمال الإنساني الذي يوحّد القلوب.
وأوصى المشاركون بضرورة إدماج الفنون في البرامج التعليمية والتأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة، دعم مواهبهم ماديًا ومعنويًا، والعمل على إقامة معارض دائمة لأعمالهم داخل الدولة وخارجها، مع التأكيد على أهمية تعزيز الشراكات بين المراكز الفنية ومراكز التربية الخاصة.