عقدتها الشبكة العربية بدعوة من «الوطنية لحقوق الإنسان».. عمومية طارئة لحراك حقوقي عربي ضد العدوان الإسرائيلي على قطر

alarab
محليات 17 سبتمبر 2025 , 01:25ص
حامد سليمان

مريم العطية: خطوة هامة في مسيرة العمل المشترك من أجل إيقاف الانتهاكات المستمرة

سلطان الجمّالي: توصية بتشكيل تحالفات لتقديم ملفات موثقة بالانتهاكات للمحاكم

أمينة أبو عياش: كل التضامن اللامشروط ضد الهجوم المستفز على الدوحة

سمر الحاج: العدوان لم يترك مجالا للشك أنه انتهاك ممنهج لحقوق الإنسان

عصام عاروري: العصابة الحاكمة بتل أبيب تحولت إلى «وحش فالت» 

 

أوصت الجمعية العامة الطارئة للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان – خلال اجتماعها، أمس، على أهمية دعم مخرجات القمة العربية – الاسلامية في الدوحة وتفعيل الضغط السياسي، والبناء على نتائجها، وتفعيل أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم إعلان القمة بشأن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وفق المادة 5 من الميثاق، وتسريع إجراءات التحقيق والمساءلة بحق الاحتلال الإسرائيلي، وتوسيع نطاق القضايا لتشمل العدوان على قطر، ودعم استقلالية القضاء الدولي، ومؤازرة القضاة والكوادر القانونية في مواجهة الضغوط السياسية والتنمر الدولي.

جاء الاجتماع بدعوة من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تحت عنوان (العدوان الإسرائيلي على قطر) لمناقشة تداعيات اعتداء الاحتلال الإسرائيلي الغادر على دولة قطر وأثره على حقوق الإنسان، لما يمثله من انتهاك صارخ لحق الأفراد في الحياة والسلامة الجسدية، ويقوّض الحق في الأمن والاستقرار داخل الدولة، ويهدد البيئة الآمنة التي تكفلها الدولة بموجب التزاماتها الوطنية والدولية. 

وعي جماعي
وأكدت سعادة السيدة مريم بنت عبد الله العطية - رئيسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن الاجتماع الطارئ للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ينمُ عن وعيٍ جماعي بالمسؤوليات الملقاة على عاتق المؤسسات الوطنية، ويجسد التزامها جميعاً بالعمل من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان، والتصدي للانتهاكات الجسيمة.
وقالت العطية: كما أعرِبُ باسم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن أشد عبارات الإدانة للعدوان الإسرائيلي على دولة قطر، والذي استهدف منطقة مأهولة بالسكان والمدارس ورياض الأطفال والبعثات الدبلوماسية، وغيرها من المنشآت المدنية الأخرى، وأدى إلى وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، في مقدمتها انتهاك الحق في الحياة لستة أشخاص من المدنيين، بمن فيهم أحد أفراد قوة الأمن الداخلي، الذي استشهد أثناء قيامه بواجبٍ مدني. وإلى جانب ذلك تعرض عدد من السكان المدنيين وعناصر من الشرطة وقوة الأمن الداخلي لجراحٍ وإصاباتٍ، وما يزال بعضهم في حالة حرجة. ندعو الله أن يتقبل الشهداء ويعجل بشفاء الجرحى والمصابين.
وأضافت: لقد رصدنا ووثقنا جميع الانتهاكات والمآسي الإنسانية الناجمة عن العدوان، ومن أشدها قساوة الآثار النفسية الحادة التي أصابت السكان المدنيين، خاصةً الأطفال والنساء والفتيات، وتفاقم الأوضاع الصحية لبعض الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدم ومرضى السكر، وغيرها من الأمراض التي تتفاقم بسبب التعرض للخوف الشديد، وبالإضافة لذلك أدى العدوان إلى الحرمان المؤقت، لما يزيد عن ألف طالب وطالبة، من الحق في التعليم، بسبب تعرض بعض المدارس للأضرار نتيجةً للهجمات، فضلاً عن حالة الخوف والهلع التي أصابت الطلبة وذويهم.

العمل المشترك
وأشارت إلى أن الاجتماع يمثل خطوة هامة في مسيرة العمل المشترك من أجل إيقاف الانتهاكات المستمرة، التي ظلت ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي دونما رادع، في ظل تواطؤ المجتمع الدولي، وعجز هيئات وآليات الأمم المتحدة عن اتخاذ تدابير جدية لوقف الانتهاكات، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب. 
وتابعت: نحن على ثقةٍ تامة بأن تضامننا وعملنا المشترك من شأنه أن يحقق نجاحاً كبيراً في مجال رصد وتوثيق الانتهاكات والابلاغ عنها، من ناحية، وفي المناصرة والضغط على المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة من أجل القيام بدورها، من ناحية أخرى. وإذ ندرك أن الوضع الحالي ينذر بتقويض منظومة حقوق الإنسان الدولية، فإننا نتطلع للإسهام في تحقيق غدٍ آمنٍ مشرق لأجيالنا القادمة، وذلك من خلال مواصلة جهودنا من أجل تطوير آليات الحماية الدولية وتعزيز أدواتها للقيام بدورها في حماية حقوق الإنسان بفعالية تامة. وسوف لن يكون ذلك ممكناً بمعزل عن إنهاء سياسات ازدواجية المعايير والافلات من العقاب.
ودعت العطية إلى مواصلة الجهود الجماعية في الرصد والتوثيق، والضغط من أجل تشكيل لجان دولية للتحقيق في جميع الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها اسرائيل، إلى جانب العمل على رفع دعاوى قضائية دولية، وتنفيذ حملات مناصرة بالتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين لفضح الانتهاكات، والضغط من أجل اصلاح المنظومة الدولية.

تضامن لا مشروط
من جانبها قالت سعادة السيدة أمينة أبو عياش رئيسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب: تعرضت الدوحة لهجوم مستفز وقاتل لعدد من الأبرياء، وكنا نتابع القتل في فلسطين وقد توسع اليوم ليصل إلى الدوحة، فكل التضامن اللا مشروط ضد هذا العدوان، ونستنكر في المجلس بشدة هذا الانتهاك والاستهداف السافر لدولة قطر وسيادتها وأمنها.
وأضافت: لا يفوتني كذلك أن أشيد بالجهود التي تبذلها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في لبنان بالرغم من تحديات الحرب والعدوان الذي تشتغل في ظلها المؤسستين الصديقتين.

ظرف تاريخي
من ناحيتها قالت سعادة السيدة سمر الحاج رئيسة الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان: الاجتماع يُعقد في ظرف تاريخي بالغ الخطورة، منذ العدوان الاسرائيلي المستمر، الذي بدأ يوم 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من تصعيد دموي طال الشعب الفلسطيني أولاً ثم امتد إلى لبنان وسوريا واليمن ووصل مؤخراً إلى استهداف غير مسبوق لدولة قطر، فهذا العدوان لم يترك مجالاً للشك أنه انتهاك ممنهج لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وضرباً صارخ لأسس السلم والأمن الدوليين.
وأضافت: منذ عامين ونحن نشهد جرائم ابادة جماعية وجرائم حرب ممنهجة واستهداف مباشر للمدنيين وقصف للمستشفيات والمدارس ومراكز الايواء، وتهجير قسري واسع وتدمير للبنية التحتية، كما شهدنا استهدافاً ممنهجاً للصحفيين وموظفي المؤسسات الإنسانية في محاولات لإسكات الحقيقة واعاقة العمل الإنساني، الأمر الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا من الاعلاميين والعاملين في المنظمات الدولية والإنسانية، بما يشكل انتهاك لاتفاقيات جنيف لعام 1949.

اجتماع استثنائي
وبدوره قال سعادة السيد سلطان بن حسن الجمّالي الأمين العام للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان: في ظل العدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر، وما خلّفه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتداعيات خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عقدت الجمعية العامة الطارئة للشبكة العربية لحقوق الإنسان اجتماعاً استثنائياً بمشاركة المؤسسات الوطنية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية، بهدف بلورة موقف جماعي وتقديم توصيات عملية للجهات المعنية على المستويين الإقليمي والدولي.
ونوه إلى أن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر يُشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ السيادة وعدم استخدام القوة المنصوص عليها في المادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة، كما ينتهك قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت غير العسكرية. وقد خلّف آثاراً نفسية واجتماعية على المواطنين والمقيمين، وهدد البيئة الآمنة التي تكفلها الدولة بموجب التزاماتها الوطنية والدولية.
ولفت إلى أن الاجتماع خرج بعدد من التوصيات الهامة، من أبرزها تعزيز التعاون بين المؤسسات الوطنية في قطر ولبنان وفلسطين لتوثيق انتهاكات الاحتلال، وإعداد تقارير مستقلة تُرفع للآليات الدولية، ودعوة المدافعين لتكثيف جهود فضح الانتهاكات، وتقديم الدعم القانوني للضحايا، وتنظيم مداخلات أمام مجلس حقوق الإنسان لتسليط الضوء على آثار العدوان، وتشكيل تحالفات إقليمية ودولية لتقديم ملفات موثقة للمحاكم، وعقد ندوات داخل الاتحاد الأوروبي، وتوسيع التعاون مع مؤسسات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

وحش فالت
وفي السياق أوضح السيد سعادة السيد عصام عاروري – رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين أن الهجوم على قطر يمثل انتهاكا إجراميا لسيادة قطر وأمنها واستقرارها وهو استهداف للدور القطري ومحاولة الاحتلال الهروب من مآزقه بالسير في مسارب اجرامية جديدة، وأنه دليل اضافي على ما يمكن أن يصل إليه الافلات من العقاب من ابعاد، وتهديد للسلم الاقليمي والدولي، خاصةً وأن العدوان يطال العديد من الدول من قطر إلى لبنان إلى سوريا واليمن والمياه الاقليمية لتونس وايران، نتيجة الافلات من العقاب.
وقال عاروري: تحولت العصابة الحاكمة في تل ابيب إلى وحش فالت تتحدى القانون الدولي والأمم المتحدة وتتهم العالم بالإرهاب واللاسامية، وتمارس القتل وتدمير المستشفيات ومراكز الايواء ومقدمي الخدمات الإنسانية والصحفيين وفرق الدفاع المدني والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس، وها هي تنتقل إلى القصف والتدمير العابر لحدود وسيادة الدول وترتكب كل جريمة موصوفة في القانون الدولي وتنتهك كل بند من بنود اتفاقية روما بشأن جرائم الحرب.