توقيع اتفاقية تجديد الشراكة.. ومنح صاحبة السمو وسام رئيس الجامعة.. «جورجتاون» تحتفي بـ 20 عاماً على الانضمام للمدينة التعليمية

alarab
محليات 17 أبريل 2025 , 01:23ص
حامد سليمان

 

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس، احتفال جامعة جورجتاون في قطر بمرور 20 عامًا على انضمامها كجامعة دولية شريكة في المدينة التعليمية وقد سلّط الحفل الضوء على ما حققته هذه الشراكة التي استمرت على مدار عقدين من الزمان من تعاون وإنجازات مشتركة. جرى توقيع اتفاقية تجديد شراكة جامعة جورجتاون ومؤسسة قطر لعشرة أعوام إضافية. وقع الاتفاقية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وروبرت غروفز، الرئيس المؤقت لجامعة جورجتاون.

وعلقت صاحبة السمو على تجديد شراكة المؤسسة وجامعة جورجتاون في قطر قائلة: «في إطار ترسيخنا للروابط التي تجمعنا، يجب ألا نكتفي بما حققناه وإنما لنبني عليه وألا نسمح للقيود بعرقلة مسيرتنا. علينا أن نشق طريقنا الخاص، بالاعتماد على شبابنا الواعد وطاقاته الكامنة. طريق يقود إلى التفاهم والاحترام المتبادل والتعاون بين الثقافات».
كما شهد الحفل منح صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وسام رئيس جامعة جورجتاون، تقديرًا لجهودها القيادية، وإسهاماتها في تعزيز التعليم ومساعيها لتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية، ودعم التعاون الدولي، وتنشئة شخصياتٍ قيادية على الصعيدين الوطني والدولي.
وفي منشور لصاحبة السمو على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «إكس»، قالت: جسّدت الأعوام العشرون الماضية من شراكة مؤسسة قطر مع جامعة جورجتاون العريقة إيماننا المشترك بأولوية التعليم التي لا تضاهيها أولوية أخرى. تمثّل هذه الشراكة ركناً أصيلاً في بنية المدينة التعليمية التي نجحت في التأسيس لما بدا في الوهلة الأولى مستحيلاً.
وأضافت: في الذكرى العشرين لتأسيس جامعة جورجتاون- قطر نحتفي بالجامعة وخريجيها الذين نتطلع إلى أن يكونوا من قادة التغيير في مستقبل قطر والعالم خلال السنوات العشر القادمة وما بعدها.

شراكة طويلة الأمد
صرّحت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: «يعكس نجاح شراكتنا طويلة الأمد مع جامعة جورجتاون الهدف المشترك والإمكانات اللامحدودة التي تُحققها المعرفة».
وأضافت سعادتها: «عندما انطلقت مؤسسة قطر في رحلتها لتقديم فرص تعليمية واعدة لشباب قطر والمنطقة، سعينا جاهدين لتكوين شراكات دولية تتميّز بتفوقها الأكاديمي وتُشاركنا قيمنا. وكانت جامعة جورجتاون من بين المؤسسات التي أدركت أهمية هذا التعاون الذي من شأنه تعزيز التقدّم وتوسيع آفاق البحوث العلمية».
واختتمت سعادتها: «بداية بالطلاب الذين أعدّتهم ليصبحوا قادة التغيير ومواطنين عالميين، وحتى الثروة الفكرية والإقليمية التي أنتجتها، تعكس جامعة جورجتاون في قطر ما يُمكن أن تحققه الشراكة الهادفة. وبينما نحتفل بمرور 20 عامًا على هذا التعاون، نتطلع إلى المستقبل بفخر وعزم، مُدركين أن مؤسسة قطر وجامعة جورجتاون معًا لا تُسهمان في بناء قادة الغد فحسب، بل أيضًا في دفع عجلة التقدم الإنساني والاجتماعي على المستويين الوطني والإقليمي، بينما نسعى معًا إلى كتابة الفصول التالية من هذه الرحلة».

تميز وحوار بين الثقافات
 وقال الرئيس المؤقت لجامعة جوروجتاون روربرت غروفز: «إن وسام رئيس الجامعة هو من أرفع الأوسمة التي تُمنح من قبل جامعة جورجتاون، وهو مخصص للأفراد الذين تعكس إسهاماتهم الالتزامات الراسخة للجامعة، ويشرّفنا أن نقدمه إلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر».
وأضاف روبرت غروفز: «لقد سمح وجودنا في المدينة التعليمية وشراكتنا طويلة الأمد مع مؤسسة قطر بمواصلة رسالتنا التعليمية المُتمثلة في رعاية العقل والجسد والروح على الصعيد العالمي. وعلى مدار العشرين عامًا الماضية، جسدت جامعة جورجتاون قيمها المتمحورة حول التميز الأكاديمي، والمشاركة المدنية، والحوار بين الثقافات».

رؤية ثاقبة
من جهته، قال الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر: «إنه لشرفٌ لنا أن نُقدّم هذا الوسام لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، لما قدّمته من رؤية حكيمة وثاقبة أسهمت في تحقيق كلّ مساعي الجامعة في قطر».
كما تخلل الحفل تكريم سبعة خريجين متميزين من جامعة جورجتاون في قطر ومنحهم جوائز الخريجين المؤثرين بمناسبة الذكرى العشرين.
ومع احتفال مؤسسة قطر بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، يُمثل تجديد الاتفاقية فصلًا جديدًا في الشراكة بين الجهتين، إذ يؤكّد على أهدافهما المشتركة في تعزيز المعرفة، وتشكيل الحوار الدولي، وتقديم نظام تعليمي جامعي متكامل على جميع المستويات.
وأضاف الدكتور صفوان المصري: «ما بدأ كرؤية طموحة في السابق، تطور ليصبح إنجازًا بارزًا في تاريخ جامعة جورجتاون ومؤسسة قطر. تدعونا هذه الاتفاقية وتشجعنا على إعادة تعريف مستقبل التعليم العالي في العالم. وستواصل جامعة جورجتاون في قطر ازدهارها في البحوث، والالتزام بالمُثل العليا، والتأثير الهادف».

منح درجات البكالوريوس والماجستير
 لحوالي 1100 طالب وطالبة
تمنح جامعة جورجتاون في قطر درجة بكالوريوس العلوم في الخدمة الخارجية مع أربعة تخصصات في البرنامج: السياسة الدولية، والثقافة والسياسة، والاقتصاد الدولي، والتاريخ الدولي. كما تُقدّم درجة الماجستير التنفيذي في الدبلوماسية والشؤون الدولية لممارسي الشؤون الخارجية. وفي عام 2024، حازت جامعة جورجتاون على المرتبة الأولى عالميًا من مجلة «فورين بوليسي» لبرامجها في الماجستير والبكالوريوس في الشؤون الدولية.
وقد بدأت جامعة جورجتاون في قطر مسيرتها بتخريج الدفعة الأولى التي شملت 18 خريجًا وخريجة. ومن المقرر أن تمنح الجامعة الدرجات العلمية لأكثر من 134 طالبا يمثلون 80 جنسية لدفعة عام 2025 خلال الشهر المقبل. ومنذ انضمامها لمؤسسة قطر عام 2005، نجحت الجامعة في منح درجات البكالوريوس والماجستير لحوالي 1100 طالب وطالبة.
كما تلعب الجامعة دورًا فاعلًا في صياغة المشهد السياسي والثقافي في قطر، وتعزيز حضورها على الساحة الدولية. حيث يواصل خريجو جامعة جورجتاون في قطر ترك بصماتهم في المجالات الدبلوماسية، والشؤون الدولية، وريادة المشاريع، والثقافة والفنون، والعمل الإنساني في قطر والخارج.
وإلى جانب مساقاتها الأكاديمية، عمدت جامعة جورجتاون في قطر في العشرين سنة الماضية إلى تعزيز ثقافة بحثية راسخة، وقيادة حوارات تُشكل السياسات الدولية والتنمية الإقليمية. فمن خلال مركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لها، أصبحت الجامعة رائدة في دراسة الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الناشئة في الخليج.
مع دخول جامعة جورجتاون في قطر عقدها الثالث، تستعد الجامعة لتعميق مشاركتها الإقليمية، وتوسيع نطاق أبحاثها، وإعداد جيل جديد قادر على فهم ومواجهة القضايا العالمية».
من خلال جامعة جورجتاون في قطر، وست جامعات دولية شريكة أخرى، وجامعة حمد بن خليفة، تُبنى المنظومة التعليمية لمؤسسة قطر على شراكات دولية قوية. تُمثل هذه العلاقات جوهر رسالة مؤسسة قطر في توفير نظام تعليمي متكامل يدعم الابتكار الأكاديمي، ويشجع على التعليم المتبادل ضمن حرم جامعي مشترك، ويعزز التبادل الثقافي والفكري في بيئة شاملة ومتعددة التخصصات.
تضم منظومة مؤسسة قطر أيضًا 13 مدرسة، بما في ذلك مدارس متخصصة، ومراكز بحثية وابتكارية تُقدم للطلاب خبرة عملية في مجال ريادة الأعمال في العلوم والتكنولوجيا. وتُتيح مراكز السياسات والبرامج المجتمعية الشاملة فرصًا لجميع أفراد المجتمع في قطر للتعلم والنمو والمشاركة الهادفة.