«سدرة للطب» و «حمد بن خليفة» يدرسان تأثير العوامل الوراثية على الاستجابة للعلاج المناعي للسرطان

alarab
محليات 17 فبراير 2021 , 05:57م
الدوحة- قنا

أجرى مركز سدرة للطب ومعهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، دراسة بحثية بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الأمريكية، حول تأثير العوامل الوراثية على الاستجابة للعلاج المناعي للسرطان.
وخلص الفريق الدولي الذي أعد الدراسة، والمكون من علماء في اختصاصات المناعة السرطانية والحوسبة والأورام وعلماء الأحياء والوراثة، إلى أن المناعة المضادة للسرطان، الموجودة مسبقا، تعتمد اعتمادا كبيرا على الخلفية الجينية للمريض، ما يعني أن المتغيرات الجينية الخاصة بكل شخص يمكنها بشكل فردي أن تؤثر على الطريقة التي يحارب بها الجهاز المناعي الأورام السرطانية.
وقد غير هذا النهج الجديد في العلاج المناعي والمعتمد على تعزيز جهاز المناعة، في طريقة علاج السرطان، ولكن نسبة قليلة فقط من المرضى يستجيبون للعلاج.
وقد نشرت الدراسة في مجلة /Immunity/ التابعة لـ/CellPress/، إحدى أكبر المجلات العلمية في العالم، وأجابت عن سؤال حاسم واجه العلماء على مدار السنوات العشر الماضية، وهو: لماذا يطور بعض المرضى مناعة تلقائية جزئية مضادة للسرطان، تجعلهم أكثر قابلية للاستجابة للعلاج المناعي؟ وهل هذه الاستجابة ناتجة عن الاختلاف الجيني في الحمض النووي للمرضى أم لا؟.
وتعاون الدكتور ديفيد بيدوجينتي، مدير قسم أبحاث السرطان في مركز سدرة للطب والأستاذ المشارك في كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، مع الدكتور إيلاد زيف، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، في قيادة الفريق البحثي، وتشاركا في كتابة الورقة البحثية. وكان الدكتور محمد سعد، من معهد قطر لبحوث الحوسبة، والدكتورة روزالين سيامن من جامعة كاليفورنيا، من المؤلفين المشاركين الأوائل، وهما عالما حوسبة رئيسيان، إلى جانب أعضاء آخرين في الفريق من مركز سدرة للطب، من بينهم الدكتور فوتر هندركس، وجيسيكا رولاندز، والدكتور يونس مقراب ونجيب سيد. وتم اتباع النهج التحليلي المناعي المستخدم في الدراسة لتحليل التفاعل بين الورم والخلايا المضيفة، كجزء من أحد مشاريع برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
وتحمل الدراسة المشتركة إمكانات كبيرة لتحقيق المزيد من الإنجازات، حيث ستحدد الدراسات المستقبلية ما إذا كان بإمكان "النتيجة الوراثية المناعية" المركبة أن تكشف عن المرضى الذين من المرجح أن يستفيدوا من علاجات مناعية معينة، بغرض تجهيز أساليب علاجية مخصصة فعلا. وبعد تحديد عدد من المتغيرات الجينية التي لا تعرف وظائفها المناعية، يأمل الفريق في أن دراسة هذه الجينات بالتفصيل قد تؤدي إلى وضع أهداف علاجية مستجدة.
وقال الدكتور بيدوجينتي: "نعلم بالفعل أن خطر الإصابة بأمراض معينة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال، يتأثر بحمضنا النووي، وتشير أبحاثنا إلى أن هذا هو الحال أيضا بالنسبة للاستجابة المناعية المضادة للسرطان".
وأضاف: "تتمثل ترجمة مثل هذه النتائج في التوصل إلى ممارسة إكلينيكية لتطوير مناهج علاج مناعي متخصصة تراعي البصمات الجينية للمرضى، وهذا هو التحدي القادم للأوساط الطبية. نحن الآن نصنف مرضى سرطان الأطفال حسب جيناتهم وجهازهم المناعي لتضمين هذه الفئة في العلاج المناعي، ولكننا ما زلنا في بداية هذا البرنامج المثير، ويحدونا الأمل في الوصول إلى النتائج التي ستفيد في النهاية المزيد من المرضى المتأثرين بهذا المرض القاتل".
وتعليقا على الكيفية التي سلطت بها الدراسة الضوء على دور التحليل المحوسب في معالجة الأمراض الكبرى، قال الدكتور محمد سعد: "إن التقدم في تقنيات تسلسل الجيل التالي، إلى جانب التقدم السريع في أجهزة وبرامج الكمبيوتر، مكنا من إنتاج وتحليل أنواع عديدة من البيانات البيولوجية على نطاق واسع. فقد حللنا في هذه الدراسة مجموعة من حوالي 9 آلاف مريض يعانون من 30 نوعا مختلفا من السرطان. وبالنظر إلى مدى تعقيد التفاعل بين الخلايا السرطانية والجهاز المناعي، والكم الهائل من البيانات اللازمة لالتقاطها، أصبح دور أجهزة الكمبيوتر أكثر أهمية في تحليل البيانات التي تؤدي إلى فهم الآلية البيولوجية للسرطان والاستجابة للعلاج المناعي. وبما أن كمية البيانات ونوعها ستنمو بشكل كبير بسبب التقدم التكنولوجي، فستكون ثمة حاجة إلى أساليب التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، لفهمها واستخراج المعلومات ذات الصلة، إكلينيكيا".