تمكَّنت حشود فلسطينية غاضبة، فجر اليوم، من إحراق "قبر يوسف" شرق مدينة نابلس، بالضفة الغربية المحتلة، بعد إضرام النار داخله وفي محيطه.
وقال شهود عيان إن مئات المواطنين شرعوا، الليلة الماضية، بالرباط أمام منازل ثلاثة أسرى فلسطينيين، يهدد الاحتلال الإسرائيلي بهدمها في مدينة نابلس، تعود لمنفذي عملية "إيتمار" التي وقعت في مطلع الشهر الجاري، وأدت إلى مصرع ضابط استخبارات إسرائيلي وزوجته.
وأوضحت مصادر محلية أن مسيرات عفوية غاضبة انطلقت من أماكن الرباط، وجابت الكثير من شوارع مدينة نابلس، طوال ساعات الليل، وردد المشاركون فيها الهتافات الحماسية، وأضافت أن مئات الشبان اقتحموا القبر، وأقدموا على تكسير محتوياته والسياج المحيط به، ومن ثم أضرموا النار داخله، التي أتت على أجزاء واسعة منه.
وتدخلت عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد اندلاع حريق كبير في المكان، وأطلقت النار في الهواء بكثافة لتفريق الشبان الغاضبين.
تجدر الإشارة إلى أن موقع "قبر يوسف" كان مسجدا قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، في يونيو عام 1967، ويعود لأحد الرجال المصلحين قديما من بلدة بلاطة البلد، يدعى "يوسف دويكات"، لكن اليهود يزعمون أن عظام النبي "يوسف بن يعقوب" - عليهما السلام - أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان، ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفا للحقائق التاريخية، هدفه سيطرة الاحتلال على المنطقة بذرائع دينية.
ويزور المستوطنون الموقع كل أسبوع، بحماية من جيش الاحتلال الصهيوني، وفي كل مرة تُفرَض فيها زيارة المستوطنين للمقبرة تُغلَق المنطقة المحيطة به، وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.