"حمد الطبية" تدعو إلى الكشف المبكر عن الأورام اللمفاوية لدى الأطفال
محليات
16 سبتمبر 2015 , 04:53م
الدوحة - قنا
أكد خبراء مؤسسة حمد الطبية ضرورة الكشف المبكر عن الأورام اللمفاوية لدى الأطفال، وذلك تزامنا مع الفعاليات التوعوية التي تقام في مختلف أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالأورام اللمفاوية.
وبهذا الصدد شددت الدكتورة نعيمة الملا، الاستشارية بقسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمستشفى حمد العام، على أهمية الكشف والعلاج المبكرين لهذا النوع من السرطان، حيث إن الأورام اللمفاوية تمثل ثالث الأمراض السرطانية الأكثر انتشارا بين الأطفال على نطاق العالم، علما بأنها تصيب نحو 10% من مجموع الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في مؤسسة حمد الطبية.
وأضافت أن نسبة أعداد الناجين من الأورام اللمفاوية بين الأطفال تعد الأفضل مقارنة بنسبة الناجين بين البالغين، حيث إن ذلك يؤكد أهمية الكشف والعلاج المبكرين لهذه الأورام للحيلولة دون استفحالها واحتياجها لمعالجات كبرى، مع التقليل من مخاطر ظهور هذه الأورام مرة أخرى.
وأوضحت أن الورم اللمفاوي مرض سرطاني يصيب خلايا محددة من الجهاز المناعي تسمى الكريات اللمفاوية، حيث تنشأ الخلايا السرطانية في النخاع العظمي أو في العقد اللمفاوية أو الطحال أو اللوزتين أو الغدة الصعترية أو أية أنسجة لمفاوية أخرى، إضافة إلى الأوعية اللمفاوية التي تصل بينها.. مبينة "أن هناك نوعين من سرطان الغدد اللمفاوية، أورام هودجكن والنوع الآخر تكون أوراما غير أورام هودجكن، ويتم تحديد نوع الأورام من خلال الفحص المخبري للخلايا غير الطبيعية التي يتم التعرف عليها في الخزعة المستخلصة من أنسجة المريض".
وذكرت الدكتورة نعيمة الملا أن من أعراض الأورام اللمفاوية التي يتعين على الوالدين والأسرة ملاحظتها التورم غير الطبيعي في منطقة الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، وانخفاض الوزن، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتعرق أثناء الليل، والضعف العام، والآلام الصدرية وصعوبة التنفس، والتورم في منطقة البطن. ومن الأعراض الرئيسية للمرحلة المتأخرة من سرطان الغدد اللمفاوية الارتفاع الكبير في درجة حرارة الجسم، والانخفاض الملحوظ في الوزن.
وبينت أن عدد المصابين بأورام هودجكن يمثل النصف من عدد مرضى الأورام اللمفاوية من الأطفال الذين يتلقون الرعاية العلاجية في قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمؤسسة حمد الطبية، أما النصف الآخر فهم مصابون بأورام أخرى غير أورام هودجكن، وهي أنواع فرعية كثيرة من الأورام اللمفاوية.. وقالت إن "العلاج الرئيسي لهذين النوعين من الأورام اللمفاوية هو العلاج الكيميائي، وفي كلتا الحالتين يكون بالإمكان شفاء 90% على الأقل من المرضى حين يتم تشخيص المرض وعلاجه في مرحلة مبكرة".
وأضافت استشارية قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمستشفى حمد العام، أنه إذا تم علاج المرضى المصابين بورم هودجكن في مرحلة متأخرة، فإن فرص نجاتهم ربما تقل قليلاً، ولكنهم قد يحتاجون إلى معالجة كبرى بالعلاج الكيميائي، وفي بعض الحالات يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي أيضا، أما الأورام الاخرى فتكون أكثر عدوانية حيث تتنامى بسرعة وتنتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يقلل من فرص نجاة المريض خصوصا إذا تم الشروع بالعلاج في مرحلة متأخرة.
وفيما يخص العلاج الإشعاعي للسرطان عالي الطاقة لفتت الدكتورة نعيمة الملا إلى أن هذا النوع من العلاج لا يتم استخدامه إلا لمعالجة أورام هودجكن، وعند الضرورة فقط، وذلك لما له من آثار جانبية، تتمثل في إبطاء نمو العظام لدى الطفل المريض، وزيادة خطر الإصابة بأورام سرطانية ثانوية، على المدى البعيد.
وأشارت إلى أنه لتفادي اللجوء للعلاج الإشعاعي وما قد يترتب عليه من مضاعفات وآثار جانبية، فإن مؤسسة حمد الطبية تستخدم أكثر أساليب التشخيص تطورا في العالم والمتمثلة في المسح بالانبعاث البوزيتروني الطموغرافي، عقب العلاج الكيميائي، لتحديد إذا كان المريض بحاجة إلى العلاج الإشعاعي استكمالاً لعلاجه من السرطان.
ودعت الدكتورة نعيمة الملا كل من كان لديه شكوك بشأن إصابة طفله بالسرطان، إلى استشارة الطبيب الخاص أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، حيث سيقرر الأطباء بدورهم ما إذا كان الطفل بحاحة للتحويل إلى أطباء السرطان في قسم الأطفال بمستشفى حمد العام.
م . م
ح.ر