حذر وبراغماتية في تعامل واشنطن مع الثورات العربية
حول العالم
16 يونيو 2011 , 12:00ص
واشنطن - أ.ف.ب
تعاملت الولايات المتحدة بحذر وبراغماتية مع الانتفاضات في العالم العربي، متأرجحة بين مساعيها لإنقاذ استقرار منطقة مهمة والرغبة في دعم التطلعات الديمقراطية للشعوب.
في سبتمبر 2010 أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما استقبالا حافلا لنظيره المصري آنذاك حسني مبارك في إطار إنعاش عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية. في 11 فبراير التالي أقر باستقالة الأخير بعد احتجاجات غير مسبوقة، قائلا إن «الشعب المصري قال كلمته».
ومنذ انطلاق التحركات الشعبية ضد الأنظمة المتسلطة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قبل ستة أشهر كانت مواقف إدارة أوباما متباينة إزاء الأحداث التي شهدتها المنطقة والتي لم تكن قادرة على التأثير فيها بشكل كبير. وقال أوباما في 19 مايو في كلمة مخصصة للأحداث في المنطقة «ليست الولايات المتحدة من دفع بالناس إلى الشوارع في تونس والقاهرة. الناس أنفسهم أطلقوا الحركة»، داعيا إلى الانحناء تقديرا لهم. ومثالا على تباين مواقفه، دعا البيت الأبيض العقيد الليبي معمر القذافي إلى مغادرة السلطة وانخرط في عملية عسكرية لدعم الثوار في ليبيا.
وفي سوريا، حث البيت الأبيض الرئيس بشار الأسد على «قيادة المرحلة الانتقالية أو التنحي»، فيما طلب أوباما من العائلة المالكة في البحرين «توفير الظروف لحوار مثمر» مع المعارضة. ويكرر المتحدثون باسم البيت الأبيض أن «كل بلد مختلف بظروفه» لتبرير الفرق في ردود فعل واشنطن على الأحداث التي تعيد ترتيب الأوراق السياسية في المنطقة بعد جمود مطول. ولفت المراقبون إلى إحجام أوباما عن التحدث عن السعودية وغيرها من الدول النفطية في المنطقة على غرار الكويت والإمارات العربية المتحدة في كلمته. فدول الخليج تؤمن قرابة %14 من واردات الولايات المتحدة النفطية.
ومن بين المصالح الأخرى التي تسعى واشنطن إلى حفظها أمن حليفتها إسرائيل. فيوم سقوط مبارك دعا البيت الأبيض القاهرة إلى احترام اتفاق السلام مع الدولة العبرية. وتواصل الولايات المتحدة عملياتها ضد القاعدة في جزيرة العرب رغم الغموض المحيط بمصير نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يواجه كذلك ثورة عنيفة ويمضي فترة نقاهة في السعودية بعد إصابته في هجوم.
عوضاً عن التطرق إلى تحالفات واشنطن مع أنظمة متسلطة باسم حفظ أمن الولايات المتحدة التي يبقى بعضها مهماً لمواجهة النفوذ الإيراني فضل أوباما في 19 مايو التحدث عن فرص نشأت عن الأحداث الأخيرة ولاسيَّما على المستوى الاقتصادي. ووعد بتغيير المقاربة الأميركية حيال المنطقة ملمحا إلى مساعدات اقتصادية إلى الدول التي تسعى إلى الديمقراطية على غرار برنامج المساعدة لإعادة إعمار أوروبا الشرقية بعد سقوط الستار الحديدي. في خلال جولات الرئيس الأميركي في مارس في أميركا اللاتينية وفي مايو في أوروبا قارن الأحداث الجارية في العالم العربي بانتقال دول على غرار البرازيل وتشيلي وبولندا إلى صفوف الديمقراطيات التمثيلية في السنوات الـ30 الفائتة. وقال في 19 مايو «رغم جميع الصعوبات المرتقبة، لدينا أسباب كثيرة تدعونا للأمل».