قال الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، إن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي يحفر قبره بيديه مؤخرا بعد الانهيار الاقتصادي الذي لحق بالبلاد، واتباع سياسة القمع وكبت الحريات وذبح أي صوت معارض، وزاد الموقف تعقيدا مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني على يد النظام، ما لطخ سمعته داخليا وخارجيا، على حد وصف الكاتب.
وأضاف "هيرست"، في مقال له نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن "السيسي يحرق الشمعة من طرفيها، فبعد أن أضرم النار بالقمع والاضطهاد لأكبر حزب سياسي في مصر جماعة الإخوان المسلمين؛ ثم الأحزاب الأخرى بما فيها الليبرالية والعلمانية التي دعمته فيما وصفه الكاتب بالانقلاب ضد مرسي، بدأ يدق المسمار الأخير في نعشه بسياساته الداخلية القمعية".
وأما "المصيبة الثانية" التي حلت بالسيسي- حسب رأي الكاتب- فكانت سحب إيطاليا سفيرها في مصر بعد تعرض الطالب الإيطالي جوليو ريجيني للتعذيب والقتل في القاهرة، في مصير "لم يكن مختلفا عن المصير الذي حل بالآلاف من المصريين من ضحايا قوات الأمن التي منحها السيسي حصانة عامة وشاملة".
وأشار الكاتب البريطاني إلى أن هذه الحادثة "تسببت بحرج شديد لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، الذي كان قد وصف السيسي في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة قبل الحادث بفترة بأنه زعيم عظيم وطموح، حيث كان يرى رينزي في السيسي فرصة سانحة لتحقيق جملة من المصالح الإيطالية في مجال الأمن والتجارة والعلاقات الخارجية، بالإضافة إلى أن إيطاليا كانت من أكثر الدول حماسة لدعم السيسي بوصفه محاربا ضد الإرهاب، ليس فقط في مصر وإنما في ليبيا أيضا".
وأشار الكاتب إلى أن إيطاليا- التي كانت أول دولة أوروبية يزورها السيسي- أصبحت أول دولة تسحب سفيرها، مشيرا إلى أن إيطاليا اكتشفت فجأة ماذا يعنيه أن يكون المرء ضحية لأبشع انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وها هي اليوم تطالب الاتحاد الأوروبي بالوقوف خلفها والتضامن معها في مطالبتها بالكشف عن حقيقة ما جرى للطالب الشاب ريجيني".
كانت عدة قوى سياسية قد دعت لتظاهرات واسعة أمس الجمعة تحت شعار "جمعة الأرض والعرض" ضد عبد الفتاح السيسي رئيس النظام المصري، بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها المصريون.
م.ن/م.ب