صوت «المسحراتي» يشكل جزءًا من تقاليد رمضان في مصر
الإفطارات الدبلوماسية في الدوحة تُعزز من روح التعاون المتبادل
موائد الرحمن المصرية بالشوارع مظهر مميز خلال الشهر المبارك
فعاليات رمضانية مشتركة بين السفارات بالدوحة تدعم العلاقات بين الدول
يأخذنا سعادة السيد عمرو الشربيني سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، في جولة مع ذكرياته الجميلة في شهر رمضان في مصر، لافتا إلى أنه لا يمكن أن ينسى الربط بين الشهر الفضيل ومناسبة نصر أكتوبر في العاشر من رمضان، الذي يحتفل به كل المصريين. وأوضح في حوار مع «العرب» وجود العديد من العادات المشتركة بين الشعبين القطري والمصري في شهر رمضان، مثل التجمعات العائلية على موائد الإفطار والزيارات المتبادلة.
وأشار إلى أن موائد الرحمن تعد من أبرز مظاهر رمضان في مصر، ويتم خلالها نصب خيام في الشوارع لإطعام الصائمين. وقال سعادته: «المصريون يشعرون بمسؤولية كبيرة نحو توزيع الطعام والمشروبات على المحتاجين، وهو تقليد يعزز من روح التكافل الاجتماعي». وإليكم نص الحوار:
◆ حدثنا عن طبيعة الأجواء الرمضانية في بلدكم؟ وهل هناك طقوس رمضانية لا تزال محفورة في ذاكرتكم؟
¶ الأجواء الرمضانية في مصر تتميز بطابع روحاني خاص، وتعم البلاد أجواء من السكينة والبهجة.
ويبدأ شهر رمضان في مصر باحتفالات كبيرة، حيث تُزين الشوارع بالفوانيس التي تضفي جمالًا وتبعث في النفوس الفرحة.
ومن أبرز الطقوس الرمضانية التي لا تزال محفورة في ذاكرتي، هي التجمعات العائلية حول مائدة الإفطار، حيث يتشارك الجميع هذه اللحظات المميزة. أيضًا، وتُعد موائد الرحمن من أبرز مظاهر رمضان في مصر، حيث يتم نصب خيام في الشوارع لإطعام الصائمين، فالمصريون يشعرون بمسؤولية كبيرة نحو توزيع الطعام والمشروبات على المحتاجين، وهو تقليد يعزز من روح التكافل الاجتماعي.
ومن أجمل الذكريات، صوت «المسحراتي» الذي يوقظ الناس للسحور، وهو صوت يشكل جزءًا من تقاليد شهر رمضان في مصر.
ذكريات لا تنسى
◆ هل لديك ذكريات معينة أو مواقف لا تُنسى حدثت لك في شهر رمضان المبارك خاصة على المستوى الدبلوماسي أو السياسي؟
¶ شهر رمضان يظل مليئًا بالذكريات الجميلة، من أبرز هذه الذكريات، تنظيم الإفطارات الدبلوماسية التي تجمع ممثلي الدول المختلفة. تلك اللقاءات تُعزز من روح التعاون المتبادل، ويعكس فيها الجميع التقدير والاحترام في جو من الود، كما يكون لها دور كبير في تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية.
في مصر، لا يمكنني أن أنسى الربط بين رمضان ومناسبة نصر أكتوبر في العاشر من رمضان، الذي يحتفل به كل المصريين.
◆ كيف يختلف رمضان في قطر عن رمضان في بلدكم من حيث العادات والتقاليد؟
¶ على الرغم من أن هناك العديد من العادات المشتركة بين الشعبين المصري والقطري في شهر رمضان، مثل التجمعات العائلية على موائد الإفطار والزيارات المتبادلة، فإن هناك بعض الفروق بين البلدين.
في مصر، نجد أن موائد الرحمن التي تُنظم في الشوارع هي من أبرز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر، بينما في قطر يتم الاحتفال في الخيم الرمضانية المغلقة أو عبر الجمعيات الخيرية.
أما بالنسبة للعادات المتشابهة، فإن القطريين مثل المصريين يتسابقون لفعل الخير وتقديم المساعدة للمحتاجين، مما يعكس روح التكافل بين المجتمعين.
◆ كيف تؤثر أجواء رمضان في نمط عملكم وجدول أعمالكم كسفير؟
¶ شهر رمضان يتطلب مني كدبلوماسي التكيف مع نمط العمل بشكل خاص، وبسبب زيادة الأنشطة الدبلوماسية في هذا الشهر، فإن الأمر يتطلب العمل لساعات أطول في الليل أحيانًا بعد الإفطار، وبالرغم من أن العمل الدبلوماسي يظل مستمرًا طوال الشهر، فإنني أحرص على تنظيم جدولي بطريقة تمكنني من مشاركة عائلتي مائدة الإفطار، حيث تعتبر هذه اللحظات ثمينة للغاية.
تقليد «السحور»
◆ ما هي أبرز التقاليد الرمضانية التي تميز بلدكم؟ وهل هناك عادات تتشابه مع التقاليد القطرية؟
¶ تقليد «السحور» يُعد من أبرز معالم الحياة الرمضانية. كما أن الفوانيس الرمضانية تعد رمزًا رئيسيًا لشهر رمضان في مصر.
في قطر، تتشابه التقاليد الرمضانية بشكل كبير، مثل التجمعات العائلية والاحتفال بليالي رمضان. ومع ذلك، تبرز مصر بتزيين المنازل والشوارع بالفوانيس الرمضانية وتنظيم موائد الرحمن التي تُعتبر من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي.
◆ كيف يتم الاحتفال بليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان في بلدكم؟
¶ في مصر، يولي الناس اهتمامًا بالغًا بليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان، وتزداد أعداد المصلين في المساجد لصلاة التراويح والدعاء. كما تحظى ليلة القدر بمكانة خاصة في قلوب المصريين، ويقضي الكثيرون هذه الليلة في الصلاة والتضرع لله. وتعد هذه الأيام فرصة لتقديم الزكاة والصدقات، وهي من أعظم الأعمال التي يمكن أن يؤديها المسلم في شهر رمضان.
◆ ما هو التقليد الرمضاني الذي تتمنى أن يراه العالم ويتبناه من ثقافة بلدك؟
¶ أود أن يرى العالم تقليد «التكافل الاجتماعي»، ويسعى الجميع لتقديم المساعدة للمحتاجين من خلال توزيع الطعام والشراب. هذه العادة تعزز من روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع وتعد تجسيدًا حقيقيًا لقيم الرحمة والمودة التي يحملها هذا الشهر الفضيل.
◆ كيف يؤثر شهر رمضان على العمل الدبلوماسي والعلاقات بين السفارات والمجتمع المحلي؟
¶ شهر رمضان يعزز من الروابط الإنسانية بين الدبلوماسيين والمجتمع المحلي، حيث تجتمع مختلف السفارات والمجتمع القطري في جو من الود والاحترام المتبادل.
ويعد فرصة لتبادل الثقافات والآراء حول القضايا الإنسانية والدينية، ويعزز التعاون بين الدول في مختلف المجالات.
◆ هل هناك فعاليات رمضانية دبلوماسية مشتركة تُقام بين السفارات في الدوحة؟
¶ نعم، تشهد الدوحة العديد من الفعاليات الرمضانية المشتركة بين السفارات، مثل الإفطارات الجماعية التي تجمع السفراء مع ممثلي الحكومة القطرية. هذه الفعاليات تُعتبر فرصة رائعة لتعزيز العلاقات بين الدول المختلفة وتبادل الثقافات والاحتفاء بالشهر الفضيل.
◆ كيف ترى روح التضامن والتكافل الاجتماعي في قطر خلال الشهر الفضيل؟
¶ روح التضامن في قطر خلال شهر رمضان تظهر بشكل رائع من خلال المبادرات الخيرية التي تشمل توزيع الطعام والملابس على الأسر المحتاجة. هذه المبادرات تظهر التزام المجتمع القطري بالقيم الإنسانية والدينية وتعكس روح التعاون والتكافل بين جميع أفراد المجتمع.
◆ كيف تعكس دولتك قيم رمضان في المبادرات الإنسانية والدبلوماسية خلال هذا الشهر؟
¶ مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بالمبادرات الإنسانية خلال رمضان، ويتم تنظيم حملات لتوزيع الطعام والملابس على اللاجئين والمحتاجين في العديد من الدول. بالإضافة إلى ذلك، تساهم مصر في الفعاليات الدبلوماسية التي تعزز التعاون الدولي في مجال المساعدات الإنسانية.
◆ ما الرسالة التي تود توجيهها للجالية في قطر والعالم الإسلامي بمناسبة الشهر الفضيل؟
¶ أود أن أوجه التهنئة للجالية المصرية في قطر والعالم الإسلامي بمناسبة شهر رمضان المبارك، متمنيًا لكل المصريين في قطر أن يكون هذا الشهر الفضيل مصدر بركة وسلام وأن يعم خلاله الخير والبركات على جميع المصريين والمسلمين في كل مكان.