أطفال أمريكيون يثيرون الدهشة برسائل تركوها على حائط مسجد بفرجينيا

alarab
حول العالم 16 فبراير 2017 , 10:26ص
متابعات
قبل أيام فوجئ مسؤولون عن مسجد الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية ICNA الواقع بولاية "فرجينيا"، نحو 11 كيلومترا ونصف عن العاصمة واشنطن، برسومات وملصقات وُزعت على المدخل الرئيسي للمسجد وتحمل رسائل بمضامين أدهشتهم. 

"توقعنا منذ الوهلة الأولى أن أطفالا هم مَن وضعوا هذه الملصقات"، أوضح أحمد نذير خطيب المسجد، ذو الأصول الغانية لموقع "الحرة" الأمريكي:"نحن سعداء أنكم جيراننا"، "نحن أمريكا واحدة"، و"ظلوا أقوياء"… رسومات بخط اليد تظهر أشخاصا متشابكي الأيادي بثت الفضول في نفوس القائمين على هذه المؤسسة الدينية التي يقصدها يوميا عشرات المصلين.

وقال أحمد نذير "يبدو أن الخطوة لاقت التشجيع من ذويهم فلم يترددوا في إيصال صوتهم إلينا". مع اقتراب أذان صلاة العشاء، بدأ مصلون التردد على المسجد وتبادل عبارات تحية مقتضبة. يحني نذير قامته الطويلة أحيانا ويلوّح بيديه أحيانا أخرى. يحيّي الجموع ويرد عليهم السلام بعبارات عربية وجيزة. لا يتذكر نذير وقوع حادث مماثل في الماضي، لكنه شدد على أن ما قام به هؤلاء الأطفال رسالة منهم إلى الكبار يدعون فيها إلى ضرورة عدم الصمت أو التغاضي عن التمييز ضدّ الآخرين، حسب تعبيره.

ويتميّز الحي الذي يحتضن هذه المؤسسة الدينية باختلاط سكاني، مع تسجيل عدد "لا بأس به" من المسلمين، حسبما يوضح الإمام.وأشار نذير إلى أن مرتادي المسجد متنوعون أيضا. وإن كانت الغلبة للمهاجرين " غير أن المسلمين أمريكيي المولد يقصدونه أيضا للصلاة والدعاء". 

ولفت إلى أن المسجد الواقع على مقربة من شارع "وودلاون تريل" والمشيد بين عدد من البيوت السكنية التي يقطنها أمريكيون، تربطه علاقة قوية بهيئات بلدية إلى جانب كنيسة الحي. "هناك تنسيق وتعاون دائم بيننا".. وتابع، "ديننا يدعو إلى التسامح والسلم وليس مثلما يصفه البعض بالإرهاب".

لا يخفي مدير المسجد جعفر بن حسين بهجته إزاء الملصقات التي تركها الأطفال. وفيما يؤكد أن لا أحد يعرف من هم هؤلاء، يبتسم ويقول إنهم من غير المسلمين، فقد تركوا رسائلهم على مدخل المسجد خلسة بعد مغادرة المصلين. عبد الوهاب ميني أحد أبناء الجالية المسلمة في أمريكا، اعتبر بعد انتهائه من أداء صلاة المغرب، أن ما قام به الأطفال "خطوة مميزة تركت أثرا طيبا لدى المصلين". 

في المنطقة الخاصة بالسيدات في المؤسسة، بدا أطفال صغار لا يتوقفون عن الركض وغير مبالين بطقوس المسجد. تسمع أصوات ضحكاتهم وصراخهم وترى السرور ظاهرا في أعينهم. الملصقات بثت الارتياح في نفس فاطمة بنت عبد الرحمن التي ترتاد المسجد بانتظام، فهي تعتقد أن "هذا دليل على التسامح والسلام وعدم التمييز".

ولم يخفِ عدد من المتطوعين لخدمة المسجد اعتقادهم بأن عائلات هؤلاء الأطفال هي من دفعت بأبنائها للقيام بتلك الخطوة رغبة منها في التواصل ومد يد العون للآخرين. 

كثيرة هي الرسائل الداعمة التي وصلت إلى المسجد في الآونة الأخيرة، حسب بن حسين الذي أكد أن قاطني الحي المحيط به يتفاعلون مع هذه المؤسسة الدينية والمصلين بشكل إيجابي، ولم يسجل أن تعرّض أحد للتضييق أو سوء المعاملة.

شاهد الصور..





م.ن/م.ب