تظاهرات وصدامات أمام قنصلية فرنسا في باكستان
حول العالم
16 يناير 2015 , 05:30م
أ.ف.ب
تظاهر الآلاف في باكستان - بعد صلاة الجمعة - احتجاجا على نشر أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة رسم جديد يمثل النبي "محمد"، وتحول الاحتجاج إلى صدامات مع الشرطة أمام قنصلية فرنسا في "كراتشي"، حيث أصيب مصور لـ "فرانس برس" بالرصاص.
وقد أدانت "باكستان" - ثاني بلد مسلم في العالم حيث يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة - الاعتداء على الصحيفة الفرنسية، لكن خلال الأيام الأخيرة اشتد الجدال لا سيما إثر خروج تظاهرة في بيشاور.
ويحتج المتظاهرون على رسم جديد يمثل النبي "محمد"، نشر الأربعاء على صدر صفحة العدد الأول للصحيفة بعد الهجوم عليها والذي أوقع 12 قتيلا.
ودعت كبرى الأحزاب الإسلامية في باكستان - ومن بينها الجماعة الإسلامية - إلى تظاهرات وطنية بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على نشر الرسم في الصحيفة غير المتوفرة في باكستان لا بنسختها الورقية، ولا يمكن الاطلاع عليها على الإنترنت.
وفي كراتشي - العاصمة الاقتصادية التي تضم 20 مليون نسمة - بدأت الصدامات عندما حاول المحتجون الاقتراب من القنصلية الفرنسية.
وأطلقت الشرطة الباكستانية طلقات تحذيرية واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين ينتمون إلى الفرع الطلابي لحزب الجماعة الإسلامية، وفق مراسل "فرانس برس" وصور عرضها التلفزيون.
وخلال الصدامات، أصيب المصور الصحافي الباكستاني "آصف حسن" الذي يعمل مع "فرانس برس" منذ نحو عشر سنوات، برصاصة ونقل إلى مستشفى جناح حيث خضع لعملية جراحية ناجحة.
وقال "سيمي جمالي" - المتحدث باسم المستشفى "لفرانس برس" - إن "حياته ليست في خطر"، موضحا أن الرصاصة دخلت رئته وخرجت من صدره.
وقالت الشرطة وشهود، إن الرصاصة انطلقت من بين صفوف المتظاهرين، لكن تعذر تأكيد هذه المعلومات حيث يتهم المتظاهرون الشرطة بفتح النار. ولم يكن المصور يحمل أو يرتدي ما يميزه باعتباره يعمل مع "فرانس برس".
وأصيب شرطي ومصور آخر يعمل مع تليفزيون محلي بجروح طفيفة، وفق مصادر طبية.
ونظمت كذلك تظاهرات الجمعة في "إسلام أباد" و"لاهور" و"بيشاور" وفي "مولتان"، حيث تم حرق علم فرنسي.
وقال "سراج الحق" - زعيم الجماعة الإسلامية - خلال تجمع احتجاجي: "إن على الحكومة الفرنسية أن تعتذر للدول الإسلامية. على كل الدول الإسلامية أن تتحد"؛ داعيا إلى تنظيم تظاهرات أخرى، ومرحبا بتصريحات البابا "فرنسيس" الذي قال إن حرية التعبير لا تجيز "إهانة" معتقدات الآخرين.
وأضاف "سراج الحق": "على أوروبا أن تدرك أنها ليست مسألة بسيطة، هذه قضية مهمة بالنسبة لنا".
والخميس، ندد رئيس الوزراء "نواز شريف" والبرلمان بإجماع أعضائه بنشر رسم جديد يمثل النبي "محمد" في "شارلي إيبدو" - الأربعاء الماضي - واعتبروه "تجديفا".
وأكد البرلمانيون في قرارهم، أن "الجمعية تعتقد بصدق أن حرية التعبير لا تعني التهجم أو صدم مشاعر الناس والمعتقدات الدينية"، منددين بأعمال "حاقدة" "متعمدة" و"خبيثة".بعدها سار النواب والموظفون في شارع الدستور حيث مقر الحكومة وسفارة فرنسا مرددين "الله اكبر" و"لبيك يا رسول الله".
ونددت جماعة الأحرار، إحدى فصائل حركة طالبان الباكستانية، بالرسم الجديد. وأشادت بمرتكبي الهجوم على "شارلي إيبدو"، ودعت إلى الاقتصاص من "أعداء الإسلام".
وشهدت باكستان في 2012 تظاهرات دامية إثر نشر رسوم اعتبرت مسيئة للنبي "محمد" وبث فيلم أمريكي يسخر من الإسلام، بعنوان "براءة المسلمين"، وحجبت السلطات حينها موقع يوتيوب على الإنترنت ولم تسمح باستخدامه حتى الآن.