محمد بن فالح الهاجري: صناعة الطيران حجر أساس في مكونات الاقتصاد الوطني

دور قطري رائد في إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجه الطيران

شهد عام 2024 نـشاطاً بارزاً للهيئة العامة للطيران المدني على صعيد الاجتماعات والمباحثات والاتـفاقيات الثنائية بين دولة قطر والعديد من دول العالم مما يؤكد الدور الحيوي الذي تلعبه الهيئة في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للنقل الجوي، فمنذ تأسيسها، عملت الهيئة على تطوير البنية التحتية للطيران وتعزيز السلامة الجوية، مما جعل قطر واحدة من الوجهات المفضلة للمسافرين والشحن الجوي.

كما تولي الهيئة أهمية كبيرة لسلامة الطيران، حيث تعتمد أعلى المعايير الدولية في هذا المجال. من خلال تنفيذ برامج تدريبية متقدمة وتطبيق أنظمة رقابية صارمة، لضمان سلامة جميع العمليات الجوية، مما يعزز ثقة المسافرين وشركات الطيران.
وعلى صعيد شبكة الخطوط الجوية فتعمل الهيئة على توسيع شبكة الخطوط الجوية من خلال التعاون مع شركات الطيران العالمية وإبرام الاتفاقيات لتوسيع شبكة وجهات الناقل الوطني لتربط دولة قطر بالعديد من الوجهات العالمية، مما يسهل الوصول إلى الأسواق الجديدة ويعزز من مكانتها كمركز للنقل الجوي.
وتسعى الهيئة إلى تحقيق الاستدامة في قطاع الطيران من خلال تبني تقنيات جديدة وممارسات صديقة للبيئة. تعمل على تطوير استراتيجيات تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون وتعزيز كفاءة الطاقة في المطارات.
 ومنذ بداية العام، شـهـدت منظومة الـطيران المدني فـي دولة قطر توقيع العـديد مــن الاتـفاقـيات وإجــــراء جــولات مكثفة من المباحثات المشتركة إلى جانب المشاركة فــي الـعـديـد مــن الـفـعـالـيـات المــرمــوقــة في المـجـال، وذلـك فـي سبيل تطوير المنظومة وتعزيز صناعة الطيران المـدنـي فـي قطر، مــن خلال الــعــمــل عــلــى ربـــط دولــــة قـطـر بـاتـفـاقـيـات خــدمــات جـويـة تـفـتـح المـجـال للناقل الـوطـنـي لتوسيع شبكة وجهاته للوصول إلى المزيد من الوجهات العالمية.
وجـاءت هذه الاجتماعات لتؤكد مواصلة الـهـيـئـة الـعـامـة للطيران المدني، جهودها لتعزيز التعاون مـع مختلف الــدول والـجـهـات الـدولـيـة في مجال الطيران المدني، وهو ما يعزز مكانة قطر كمركز عالمي للنقل الجوي ويساهم في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع دول العالم.
هذا وتتيح اتفاقيات النقل الجوي الموقعة مع دول العالم للخطوط الجوية القطرية فـرصاً أكبـر لـتـوسـيـع شـبـكـة وجـهـاتـهـا العالمية، والتي باتت تشمل حالياً أكثر من 170 وجهة عالمية. في الوقت الذي تتنامى فيه أعـداد شركات الطيران الأجنبية التي تشغل رحلاتـهـا إلـى دولــة قـطـر مـن خلال مـطـار حـمـد الــدولــي الــذي يـقـدم خـدمـاتـه لأكثر من 200 وجهة تشمل وجهات السفر والشحن الجوي والطيران الخاص.
وفــي سـيـاق مـتـصـل، تـمـكـنـت الـهـيـئـة من قطع أشـواط متقدمة في تطوير الأنظمة المـسـتـخـدمـة فــي الملاحــــة الــجــويــة وفــقاً لأحــدث المـواصـفـات الـعـالمـيـة، لاستيعاب مـتـطـلـبـات الـحـركـة الـجـويـة الـكـبـيـرة في المـجـال الـجـوي للدولة، حيث تـم الانتهاء مـن تجهيز مـركـز قـطـر للمراقبة الجوية استعداداً لتفعيل المرحلة الثانية من إدارة الحركة الجوية فـوق المـيـاه الـدولـيـة، كما وصــل عــدد مـحـطـات الـرصـد الـجـوي إلـى 48 مـحـطـة حـديـثـة سـاهـمـت فـي تـحـسين وتعزيز جـودة خـدمـات الأرصــاد الجوية في عمليات الملاحة الجوية والبحرية.
ومن أبرز النجاحات الإقليمية والدولية التي حققتها الهيئة فوز دولة قطر برئاسة لجنة النقل الجوي في منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» في يونيو الماضي، وذلك في تأكيد من قِبَل المجتمع الدولي على دور قطر الريادي وإسهاماتها الفعالة في إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجه صناعة الطيران المدني الدولي. وفي يوليو الماضي، حصلت دولة قطر على عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، بعد اتفاق الجمعية العمومية على إعادة انتخاب المجلس التنفيذي بكامل هيئته، وذلك خلال أعمال الدورة العادية الـ (28) للجمعية العامة للمنظمة، والتي عُقدت في العاصمة المغربية الرباط.

وقال السيد محمد بن فالح الهاجري، المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، تعليقا على هذه الإنجازات «إن فوز دولة قطر برئاسة لجنة النقل الجوي في منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) يعد إنجازاً يضاف إلى سلسلة الإنجازات الأخرى البارزة التي حققتها منظومة الطيران المدني في دولة قطر، كما يمثل تأكيداً مهماً على الدور الحيوي الذي تلعبه في مجال صناعة الطيران العالمي. حيث يأتي هذا الإنجاز بينما نواصل التزامنا وحرصنا الدائم على المشاركة في كافة الفعاليات والمبادرات التي تقيمها المنظمة بهدف تطوير صناعة الطيران على المستوى الدولي».
كما أعرب الهاجري عن سعادته بإعادة انتخاب دولة قطر كعضو في المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد على مدى ثقة الدول الأعضاء بدورها الريادي في مجال تطوير صناعة الطيران في العالم العربي وجهودها البارزة في مجالات العمل العربي المشترك لتنمية هذا القطاع الحيوي.
وأكد الهاجري أن هذه الإنجازات تؤكد على أن قطاع الطيران المدني في دولة قطر استطاع تسجيل نمو نوعي وتحقيق تطور غير مسبوق على مختلف الأصعدة، حيث باتت صناعة الطيران حجر أساس في مكونات الاقتصاد القطري، انطلاقاً من قدرتها على جذب رؤوس الأموال والاستثمارات الضخمة، إلى جانب ما تقدمه من إمكانات تساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
وقال: «إن دولة قطر تسعى باستمرار إلى ترك بصمة خاصة واحتلال مكانة بارزة ومرموقة على خريطة الطيران المدني الدولي من خلال جهودها وسعيها الدائم للنهوض بقطاع الطيران في العالم. ودعم كافة المبادرات الكفيلة بتطويره، إلى جانب التزامها بضمان المزيد من التعاون مع جميع الدول والهيئات والمنظمات واللجان الدولية المعنية بهذا القطاع».