الوزارة تمكنت من تجاوز أصعب مرحلة في تاريخ التعليم الحديث
حصة واحدة كافية لاختبارات «منتصف الفصل» بالابتدائية والإعدادية
الأوراق الإثرائية لم يتم منعها ولم تحذف.. ونراعي الظرف الاستثنائي
أكدت الأستاذة موزة المضاحكة – مديرة إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي أن اختبارات منتصف الفصل الدراسي سوف تكون حصة واحدة بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية، عدا اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وهي حصتان، أما المرحلة الثانوية فيكون الاختبار على حصتين في جميع المواد الدراسية.
وقالت المضاحكة خلال مقابلة لها مع برنامج «وطني الحبيب» بإذاعة قطر: نحن، في وزارة التعليم والتعليم العالي دائماً ما نقف عند مقولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهي «نحن بحاجة دائماً للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والاعتماد على النفس لبناء الوطن»، لذلك نحرص أشد الحرص على توجيه المدارس إلى استثمار فرصة حضور الطلبة للمدرسة.
وأضافت: انقطع الطلاب لفترة ليست بالقصيرة، فهذه فرصة كبيرة جداً لنا كمسؤولين في وزارة التعليم وفي المدارس، لاستثمار هذا الوجود الاستثمار الصحيح، وقد وجهنا المدارس لضرورة سد الفجوة التعليمية باستثمار كافة الموارد المتاحة، فالعملية التعليمية في هذا الوقت أصبحت في بداية هذا الفصل تسير بنظام مع إجراء اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول.
وتابعت المضاحكة: حرصنا على أن تستثمر المدارس اليوم الدراسي بالكامل، من الحصة الأولى وحتى الحصة الأخيرة، ولا تؤثر حصة الاختبار على مسار اليوم، فالعملية التعليمية تهمنا أكثر من الاختبار نفسه، وعلى هذا الأساس يكمل أبناؤنا الطلبة يومهم الدراسي في تعليم منتظم حتى نضمن سد الفجوة ونزودهم بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم لمواصلة المرحلة القادمة.
وتقدمت بالشكر لقادة ونواب المدارس والمعلمين، لجهودهم الكبيرة في استمرار تعلم الطلبة خلال فترة الجائحة، منوهة بأن الوزارة استطاعت بفضل تعاونهم وتفانيهم وإخلاصهم تجاوز أصعب مرحلة مرت في تاريخ التعليم الحديث، واستطاعت دولة قطر تخفيف آثار الجائحة على الطلاب وعلى مستقبلهم، في الوقت الذي تضرر العالم بأسره بهذه الجائحة.
وأكدت أن تخصيص حصة واحدة لاختبارات منتصف الفصل الدراسي بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية في بعض المواد كافية، مشيرة إلى مراعاة الحرص على أن يتعلم الطالب أكثر من الحرص على أن يؤدي الاختبار، لذا كان الحرص على أن يُستثمر اليوم المدرسي في التعليم وليس التقويم والاختبار، لذا كان تحديد حصة واحدة للمرحلتين الابتدائية والاعدادية، وهي الحصة الثالثة.
وأشارت إلى أن الطالب إن احتاج المزيد من الوقت، بناءً على الفروق الفردية بين الطلاب، يمكن أن يسمح له بزيادة الوقت لبعض الدقائق من وقت «الاستراحة» أو «البريك»، لذا كان الحرص على أن يكون الاختبار في الحصة الثالثة وليس الأولى أو الثانية، منوهة بأنه تمت مراعاة تناسب الوقت مع عدد الأسئلة والمستوى الدراسي وعمر الطالب وغيرها من المعايير.
وقالت مديرة إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي: لن نضع أسئلة تحتاج إلى ساعة ونصف الساعة من الطالب لحلها، وقد حددنا له ساعة فقط، بل على العكس نعطيه وقتا زيادة وليس أقل، فإذا كان وقت الاختبار ساعة، يمكن أن يجيب عليها الطالب في 45 دقيقة، فنراعي الكثير من الأمور في تحديد الوقت، وعلى أساسها وضعنا الاختبار في حصة واحدة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية وحصتين لمادتي اللغة العربية واللغة الإنجليزية في نفس المرحلتين، نظراً لما تحتاجه من مهارات أخرى كمهارة الكتابة والتحدث والاستماع.
وأضافت: الأوراق الإثرائية، للأسف، لم يتم منعها، ولم تحذف، ونحن كمربين ومعلمين في هذا الظرف الاستثنائي، يهمنا التعليم أكثر، وهو شاغلنا الشاغل، وحريصون على أن يقرأ الطالب كامل الكتاب، فقراءته للكتاب تنمي ثروته اللغوية وتوسع مداركه، وتعطيه معلومات جمة، وتجعله قادرا على التعبير في الاختبار وقادرا على الحديث والطلاقة بالكلام، على غير ما يكون لديه ملزمة من ورقتين يقرأ السؤال والإجابة، فماذا تنمي فيه هذه الملزمة، ومع ذلك لم تُمنع بسبب الظروف الحالية.
وتابعت المضاحكة: لا أشجع الطلاب على القراءة من الملازم الدراسية، ولكن احث الطلاب على القراءة من الكتاب، ولكن في ظروف الجائحة دائماً نراعي الطالب، كما أن البث المباشر لم يُمنع، بناءً على توجيهات وزارة التعليم تحسباً لأي طارئ قد يطرأ، وحتى يصل التعليم لكل طالب.
وتقدمت بالشكر للمدارس الحريصة على البث المباشر بصورة مستمرة، منوهة بأن المراجعة العامة للمنهج بشكل عام موجودة، موضحة أن الذي مُنع أن تكون الملزمة شبيهة للاختبار، وأن الاختبار ليس هدفاً في حد ذاته، وأن الهدف هو بناء طالب متعلم واع فاهم على أساس قوي يستطيع أن يكمل مشواره.
وأكدت مديرة إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي أن الكثير من المدارس لديها مراجعات شاملة، وتم تخصيص أسبوعين في الخطة الفصلية للمراجعات، بحيث تكون مراجعة عامة، مشددة على وعي وزارة التعليم بما يمر به الطالب من ظروف صعبة، وكذلك المعلمون، وكافة أفراد المجتمع.
وقالت المضاحكة: رسالتي لوزارة التعليم، لم يتم منع الأوراق الإثرائية أو المراجعات أو الحصص الإثرائية، وكنا نشجع المدارس على ذلك، وكانت المدارس ترسل لنا طلباً للموافقة على نشر الحصص الإثرائية، وكنا نشكرها على ذلك، وكانت المدارس تكمل بعد الدوام المدرسي، أي حتى الثانية ظهراً، فيكونون موجودين بالمدرسة ويستغلون هذا الوقت في الحصص الإثرائية ودروس رفع الكفاءة، من الساعة الثانية عشرة والنصف وحتى نهاية الدوام.
وأضافت: نشترط ألا تكون هذه الفترة حصصا بدروس جديدة، وأيضاً وجهنا المدارس، وهي في غير حاجة لهذا التوجيه لما تضمه المدارس من نخبة من المديرين والمديرات لديهم الكفاءة والشعور بالمسؤولية، وقد وجهناهم لتفعيل منصة ميكروسوفت تيمز، بحيث يتلقى الطالب من خلالها البث المباشر، وأن تصله الأوراق الإثرائية، شرط ألا تكون المراجعة مطابقة لأسئلة الاختبار، وأن تكون عامة وشاملة.
وتابعت مديرة إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي: هدفنا أن نبني الطالب، وليس التدريس للاختبار فحسب، وأول ما ينهي الاختبار ليس لديه أي حصيلة.
وشددت على حرص وزارة التعليم على أن تكون فترة الاختبارات لا تقارن بفترة التعليم، وأن تكون الأخيرة أطول بكثير من فترة الاختبار، فالهدف ليس الاختبار في حد ذاته، ولكن تحديد نقاط الضعف.
وأكدت أن اختبار منتصف الفصل بسيط، ويجرى خلال اليوم الدراسي، ويعده المعلم ويشرف عليه المنسق والموجه، ويعطيانه في حصة المادة، والهدف منه التعرف على مستوى الطالب خلال الفترة الماضية.
وقالت المضاحكة: أوجه رسالة لأولياء الأمور، وهم يشغلهم الاختبار أكثر ما يشغلهم التعليم، وهم يهتمون بالاختبار أكثر من اهتمامهم بالتعليم، ونحن في وزارة التعليم على عكس ذلك، فنهتم بالتعليم أكثر من الاختبار، لذا نجد أولياء الأمور أثناء الاختبارات يكونون «طوارئ» في كل مكان.
وأضافت مديرة إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي: بعض أولياء الأمور وصل لحد أنه بعد أداء الابن أو البنت لاختبار منتصف الفصل الدراسي يأخذه من الفصل، وكأن حضوره للمدرسة للاختبار فقط، وهي للأسف ثقافة مجتمع، وهذا العام لاحظت أن اختبار منتصف الفصل أخذ هيبة أكثر من حجمه، فهو في النهاية مثله مثل أي اختبار شهري أو داخلي تضعه المدرسة وتشرف عليه المدرسة أيضاً، ولكن للأسف ثقافتنا أننا نهتم بالاختبارات أكثر من الاهتمام بالتعليم، فأحرص أن يوم الاختبار يذهب ابني للاختبار ينهيه ويخرج، والمفترض أن يكون حرص ولي الأمر على أن يحضر الطالب من أول حصة لآخر الحصة ليتعلم، ليكون مهيأ ومعدا ليواجه أي اختبار من داخل المدرسة أو خارج المدرسة.
وأشارت إلى أنه وفق ما يتاح لنا، فيحق للدولة أن نحقق مراكز متقدمة في الاختبارات الدولية، فالتدريس ليس للإعداد لاختبار المدرسة، ولكن الإعداد لأي اختبار يواجهه.
وأكدت أن الأسئلة تقرأ بالاختبار للصفوف الدنيا، وفي الصف الثالث والرابع يُفترض أن الطالب يستطيع القراءة، إلا إن كانت هناك مشكلات فردية أو كلمات صعبة، أو طالب لا يستطيع القراءة فتقدم له التسهيلات، وتقرأ له الأسئلة.
وقالت المضاحكة: نحن حريصون على أن يقرأ الطالب قراءة للفهم، ففهم السؤال هو نصف الإجابة، وإن قرأت المعلمة له لن يفهم السؤال فكيف سيعبر أو يجيب عن السؤال، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد تسهيلات تقدم للطالب، وهناك توجيهات للمعلمين أن يقدموا التسهيلات للطلاب العاجزين عن القراءة، وكل مدرسة تعرف مستوى طلابها.