«تواصل» يوثق عرى الصداقة في بيت مركز الفنون البصرية
ثقافة وفنون
15 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - عبدالغني بوضرة
افتتح مساء أمس الأول الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، والسيد فالح الهاجري، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والفنون والتراث بمقر المركز الكائن بكتارا، المعرض الفني الموسوم بـ «تواصل».
ويستمر المعرض الذي ينظمه مركز الفنون البصرية التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث من الشهر الجاري.
ويشارك في معرض «تواصل» الفنانة آسيا القحطاني من قطر وآرون ريد من أميركا وآلان جستان من فرنسا والفنانتان جوانا أوراس وريتا نيليماركا من فنلندا ومهنا الدرة من عمان ووداد حشيشو من لبنان.
وقالت الفنانة أمل العاثم رئيسة مركز الفنون البصرية عن معرض تواصل: «إن الفن هو لغة التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة، وهذا المعرض هو أحد أشكال التواصل حيث تلتقي إبداعات متعددة وتجارب فنية مختلفة في قاعة المعرض الخاصة بمركز الفنون البصرية»، وإن هذا الحوار والتواصل يتم من خلال إبداعات من فنون التصوير والرسم، مبرزة أن المعرض يقدم رؤية وتجربة مختلفة في فن الخزف من قبل الفنانة القطرية آسيا القحطاني حيث تقدم تجربتها المتفردة في فنون وتقنيات الخزف.
وشددت أمل على أن المعرض يتألق فيه فنانون من عدة دول مثل الأردن وأميركا وفنلندا وفرنسا وقطر، وهم جميعا يتواصلون من خلال إبداع جمع بينهم وحقق مساحة رائعة من الحوار الفني.
من جهته، أكد فالح الهاجري في تصريح صحافي دعم الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث لهذا النشاط النوعي، وامتداد هذا النشاط في كل المواسم، مشددا على أن المعرض جدير بالمشاهدة لأنه يعبر عن دلالة التواصل في تمازج المدارس والأساليب الفنية، ويجمع بين فنانين من عدة دول يجمع بينهم هم التواصل مع الآخر والتعرف على ثقافته وعطائه الفني، موضحا في الآن ذاته، أن المعرض يعبر عن حرص وزارة الثقافة والفنون ومركز الفنون البصرية على تواصل النشاط الثقافي في كل المواسم بنفس الزخم والنوعية التي عبرت عنها فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية، وشكل تعبيرا عن التميز في تقديم فن نوعي وبطابع جماعي مميز يستوعب طاقات الجميع وعطاءهم.
وأشادت الباحثة والمختصة في تنظيم المعارض والأروقة الفنية، السيدة كريمة بنعمران، ضيفة مركز الفنون البصرية، بفكرة المعارض الجماعية في قطر، خصوصا تلك التي تكون حصيلة لورشات عمل من أجل تشجيع الفنانين، وإبراز أعمالهم أمام الجمهور، موضحة أن دولة قطر تخطو بثبات في المجال الفني، ومبرزة أن الإمكانات المادية والتشجيعات التي ترصدها وزارة الثقافة والفنون والتراث للفنانين والمبدعين في قطر، تجعلهم أمام المحك من أجل إبراز مواهبهم وطاقاتهم.
وقالت الفنانة آسيا القحطاني: إن أعمالها الخزفية المشاركة في المعرض هي امتداد لأعمالها السابقة التي تحاكي الحياة البحرية من خلال أسلوب خيالي وتأملي، موضحة أنها أطلقت الأعمال الفنية الخزفية من القيود وأدخلت بعض الخامات المختلفة، لافتة إلى أنها تفكر بطريقة مختلفة عن باقي السنوات الماضية، وأنها كلها ثقة بأن الله عز وجل سيوفقها بالغوص واكتشاف الأفضل في هذا البحر الثري بالاكتشافات.
وتحمل آسيا القحطاني في جعبتها العديد من المشاركات المحلية والدولية، من ذلك مشاركتها في معرض هلا فبراير في الكويت سنة 2000 والمشاركة في معرض الفنانين القطريين لسنوات 1999، 2001، 2005، 2006، 2007، 2008، 2009 ومشاركات أخرى.
أما الفنان الأميركي آرون ريد، الذي اطلع على ثقافة الشرق خلال مقامه العقد الماضي بالدار البيضاء المغربية، واكتشف لهجتها المحلية، فقد جاءت أعماله الفنية من شقين علوي وسفلي، ففي الجزء العلوي، وظف تقنية الكولاج عن طريق طين وتربة قطر ما يجده ملقى في الأزقة والشوارع من بقايا من أجل التأريخ لحقبة زمنية ما، أو التوثيق لها. أما في الشق السفلي فضمنه إحساساته وانطباعاته وما يمور في دواخله.
في حين نجد الفنان الهادئ، الفرنسي آلان جستان، يجسد في أحد لوحاته التي جاءت باللون الأصفر الغامق ممزوجا بالبني، رسم علاقة الروح بالجسد، من أجل استكشاف مكنون الإنسان.
وقدمت الفنانة الفنلندية جوانا أوراس لـ «العرب»، قراءة في أعمالها، موضحة أنها حاولت من خلال زهرتين على شكل امرأتين، بجانب أشجار النخيل التي تزين كورنيش الدوحة، أن ترسم صورة للدوحة في ليلة قمرية، استوحت إضاءته المتلألئة من بلدها عن طريق تقنية الكولاج، وفي أخرى نجد علم دولة قطر، وزهرة جميلة ترمز على حد قولها للعائلة الأميرية التي ترعى هذا البلد وتحافظ عليه. أما في لوحة أخرى، فنجد أبراج الدفنة شامخة تعانق الهلال في ليل وديع صافي السماء.
وفي مقارنة عجيبة بين ثلاثة أجيال (البنت، والأم، والجدة)، وبطريقة واقعية، حاولت أن تجسد التقاليد والأعراف التي يتمسك بها كل جيل. فإذا كانت بنتها مقبلة على الحياة من خلال ابتسامتها وإكليل الزهور الذي يتوج رأسها، فإنها رسمت نوعا من الانضباط والجدية على شخصيتها إما من خلال اللباس أو ملامح الوجه، أما أمها المسكينة (جدة البنت)، فقد جاءت في اللوحة عبارة عن كومة من العظام التي لا يكسوها لحم، ومتشحة بغطاء الرأس الذي يحيلنا إلى بلدها في تلك الفترة الزمنية.
وصبغت الفنانة ريتا نيليماركا الفنلندية أعمالها بلوحات طغت عليها صور الرسوم المتحركة، وذلك تماشيا مع تكوينها العلمي والعملي. وتتميز أعمال ريتا بالألوان المتباينة والمبتكرة.
وأبانت أعمال الفنان الأردني مهنا الدرة، الذي يعد أكبر المشاركين سنا وتجربة، عن براعته في التعامل مع الألوان ومداعبة الريشة.
وباعتبار الصورة الفوتوغرافية جزءا لا يتجزء من الفنون البصرية، فإن الفوتوغرافية اللبنانية وداد حشيشو، شاركت بصور فوتوغرافية من عمق المغرب الأقصى من خلال بورتريهات لشخوص في أعمار مختلفة، مبرزة أن هناك تواصلا بين الطفولة والكهولة انسجاما مع شعار وروح المعرض.