اختتمت مكتبة قطر الوطنية فعاليات مؤتمر الدوحة الرابع لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية الذي أقيم في الفترة من 21 -24 سبتمبر الجاري تحت عنوان «الاستعداد للأزمات وحماية التراث الثقافي: من الوقاية إلى التعافي»، حيث تناول الحضور الأزمات بمختلف أنواعها، سواء كانت كوارث طبيعية أم اضطرابات أم نزاعات مسلحة، مع التركيز على تأثيرها العميق على الممتلكات الثقافية وسبل حمايتها. وقال السيد مكسيم نصره رئيس قسم الحفظ والصيانة في مكتبة قطر الوطنية، في تصريحات خاصة لـ «العرب» إن الجلسات تناولت جوانب متعددة، بحضور خبراء وأكاديميون عالميون ، وأكدت الدور الحيوي والمؤثر للمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، إلى جانب أهمية مشاركة أجهزة إنفاذ القانون والجمارك في حماية التراث الثقافي، بالإضافة إلى عرض دراسات حالة من المنطقة سلطت الضوء على تجارب ناجحة إلى جانب المخاطر التي ما زالت تهدد الممتلكات الثقافية في بعض دول المنطقة.وكشف نصره، أن توصيات المؤتمر أكدت أهمية رفع الوعي وبناء القدرات المحلية والإقليمية في مجالات توثيق الممتلكات الثقافية، والتعامل معها في سياقات الأزمات، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ودعم المؤسسات المتخصصة العاملة في مجال حماية التراث الثقافي. وأضاف أن التوصيات شملت العمل على تطوير التشريعات وقوانين حفظ التراث في الدول العربية، مع السعي نحو توحيد المصطلحات وتحقيق الانسجام التشريعي والقانوني على المستوى الإقليمي، والتشديد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي، لاسيما بين الدول المتجاورة، في مجال حماية التراث ومكافحة سرقته وتخريبه والاتجار غير المشروع به.وحول دور برنامج حماية بمكتبة قطر الوطنية للعمل على تنفيذ هذه المخرجات والتوصيات قال» يواصل مشروع «حماية» الاستراتيجي، الذي أطلقته المكتبة في عام 2020، دوره المحوري في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، مع تركيز خاص على التراث الوثائقي الذي غالبًا ما تغفله الجهود التقليدية لحماية التراث.وأضاف أن مشروع «حماية» عمل منذ انطلاقه على بناء القدرات وتوفير التدريب المتخصص من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل وإصدار منشورات متخصصة وتصميم برامج تدريبية موجهة.وأوضح أن المكتبة بدأت العام الحالي تنفيذ أولى الدورات التدريبية المتخصصة بالتعاون مع جمارك قطر، وهيئة الجمارك في المغرب، ومنظمة الإيسيسكو لتدريب كوادر الجمارك في المنطقة على تمييز الممتلكات الثقافية والتعرف عليها والحد من الاتجار غير المشروع بها. وقد تم تنفيذ دورة تدريبية في العاصمة المغربية الرباط، بحضور أكثر من 40 مشاركًا. وكشف عن أبرز المشاريع القادمة ضمن مشروع «حماية» ومنها ورشة تدريبية إقليمية متخصصة حول الاستعداد للأزمات والاستجابة لها والتصدي لتداعياتها بالتعاون مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين، وتستهدف دول منطقة البحر الأحمر. ستقام الورشة في القاهرة خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 4 ديسمبر المقبلين بمشاركة أكثر من 20 مشاركًا.  ويلي الورشة مؤتمر دولي يضم نخبة من الخبراء والمعنيين لعرض المخرجات ومناقشة سبل تعزيز التعاون الإقليمي في مجال حماية التراث الثقافي في أوقات الأزمات.