المعارضة الليبية تواجه انتكاسة بعد ضرب مصفاة نفط
حول العالم
15 يونيو 2011 , 12:00ص
مصراتة (ليبيا) - رويترز
واجهت المعارضة الليبية المسلحة عقبات جديدة في سعيها للتقدم صوب العاصمة طرابلس بعد أن أصيبت مصفاة نفط قصفتها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بأضرار عطلت خط الإنتاج.
ورافق مصور لـ «رويترز» في مصراتة وحدات من المعارضة وهي تدفع أمس الأول الاثنين بخط المواجهة بضعة كيلومترات غربا صوب مشارف زليطن وهي بلدة تسيطر عليها قوات القذافي.
وأي قتال حول زليطن سيقرب قوات المعارضة المسلحة أكثر من العاصمة الليبية معقل القذافي الواقع على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من مصراتة.
وقال طبيب في مستشفى ميداني في الدافنية غربي مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب 12 على الأقل في قصف مدفعي كثيف متبادل.
ويقول مقاتلون معارضون من مصراتة إن الحساسيات القبلية تمنعهم من مهاجمة زليطن وإنهم ينتظرون بدلا من ذلك أن يهب السكان المحليون.
وفي وقت متأخر من أمس الأول سقطت ستة صواريخ على مولدات كهرباء في مصفاة نفط قرب مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضين وألحقت بها أضرارا كبيرة. وقال مهندس في الموقع إنه لم تتضح المدة التي ستستغرقها الإصلاحات. وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه قصف أمس الثلاثاء عربة مدرعة بها مدافع مضادة للطائرات شرقي طرابلس كما قصف منصة لإطلاق الصواريخ ونظاما آخر مضادا للطائرات.
وجاء في بيان للحلف أن طائراته ضربت أيضا شاحنة صغيرة ودبابة ومنصة لإطلاق الصواريخ وعربة مدرعة في مصراتة الليلة الماضية. وقال اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد مهمة حلف شمال الأطلسي «مثل هذه المعدات استخدمت لاستهداف السكان المدنيين في أنحاء ليبيا بشكل عشوائي».
وأضاف «سيواصل حلف شمال الأطلسي الضغط على نظام القذافي وسيواصل التحرك لحماية المدنيين أينما كانوا معرضين للهجوم».
وجاء القتال الجاري إلى الشرق من طرابلس خلال توقف في قصف طائرات حلف الأطلسي للعاصمة الليبية وهو توقف استمر أمس الثلاثاء وإن كان التلفزيون الليبي قال إن الحلف قصف أهدافا في الجفرة بوسط البلاد.
واجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بلغراد أمس الثلاثاء لمناقشة المهمة في ليبيا بعد أن اتهم وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس بعض الحلفاء الأوروبيين بعدم إلقاء ثقلهم وراء الحملة التي يخشى أن تفقد قوة الدفع.
وقال شهود إن القوات الليبية أطلقت عددا من صواريخ غراد من مواقع تسيطر عليها قوات القذافي عبر الحدود مع تونس أمس الثلاثاء دون أن تقع أي أضرار.
وقال التاجر محمد النقاز لـ «رويترز»: «سقطت خمسة صواريخ على الأقل على الأراضي التونسية اليوم في المرابح. كان قصفا شرسا على المنطقة الجبلية من جانب القذافي».
وتسيطر المعارضة الليبية منذ فترة على معبر وازن الحدودي مع تونس، ما خفف وطأة المعاناة الإنسانية على منطقة الجبل الغربي. وتسعى كتائب القذافي لاستعادة هذا المعبر. وكانت تونس قد حذرت في 17 مايو الماضي من أنها قد تتقدم بشكوى ضد ليبيا لدى مجلس الأمن الدولي إذا واصلت ارتكاب «أعمال عدائية» ضدها.
وقالت إن القصف ينتهك سيادة أراضيها ويعرض مواطنيها للخطر.
ويقول القذافي إن المعارضين ما هم إلا مجرمون ومتشددون من القاعدة ويصف تدخل حلف شمال الأطلسي بأنه عمل عدواني استعماري القصد منه الاستيلاء على نفط ليبيا.
وتقول حكومات غربية إن انتهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما تحت ضغط حملة حلف شمال الأطلسي والعقوبات والانشقاق داخل النظام مجرد مسألة وقت.
واعترفت ألمانيا بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ممثلا شرعيا للشعب الليبي أمس الأول الاثنين، ما يعطي دعما كبيرا لقادة المعارضة الذين يستعدون لإدارة البلاد إذا سقط القذافي.
واعترفت كل من فرنسا وقطر وإيطاليا ودولة الإمارات العربية المتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض. وفي تصعيد للضغوط على القذافي حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الزعماء الأفارقة أمس الأول الاثنين على عمل الشيء نفسه والتخلي عن القذافي، وقالت كلينتون في كلمة أمام الاتحاد الإفريقي في مقره بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا «أصبح واضحا أننا تجاوزنا بكثير زمن إمكانية بقائه في السلطة».