فوائد العنابي الفنية من التجربة الماليزية ظهرت في أول 45 دقيقة

alarab
رياضة 15 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد الجبالي
نجح الفرنسي سيموندي المدير الفني للمنتخب الأولمبي القطري في إدخال الطمأنينة إلى حد كبير للشارع الكروي القطري قبل مباراتي الهند في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 وذلك بعد فوز العنابي في آخر بروفة ودية أمس الأول على المنتخب الماليزي بأربعة أهداف نظيفة أحرزها المنتخب القطري كلها في الشوط الأول. ورغم هذا الفوز الكبير إلا أن هذه الطمأنينة لم تصل بسبب الأهداف الأربعة التي أحرزها الفريق في المباراة خاصة وأن المنافس لم يكن بالمستوى القوي فنيا، ولكن المستوى الذي ظهر به العنابي في الشوط الأول فقط هو الذي غرس هذه الطمأنينة قبل مباراتي الهند حيث وجدنا المنتخب الأولمبي القطري يعلب بتنظيم جيد داخل الملعب ويركز على الجانب الهجومي بشكل أكبر وهو ما لم يتواجد منذ فترة طويلة. نسيان النتيجة ضروري التجربة التي خاضها المنتخب القطري أمام الماليزي أمس الأول كانت بمثابة بروفة شبه قوية في شوطها الأول قبل اللعب أمام المنتخب الهندي ذهابا وإيابا، ولكن مهما كان مستوى المنتخبين الهندي والماليزي متقاربا إلا أن المباريات الرسمية تختلف كثيرا عن الودية وهو ما يتطلب ضرورة نسيان النتيجة التي خرج بها المنتخب أمام ماليزيا حتى لا تؤثر بالسلب على الأداء في مباراة الهند الأولى يوم الأحد المقبل، خاصة وأن هذه النتيجة التي تحققت في الشوط الأول فقط جعلت الأداء يميل إلى الهبوط كثيرا في الشوط الثاني رغم الاعتراف بأن كثرة التغييرات التي أجراها المدرب سيموندي ساهمت في هبوط الأداء باعتبار أن الذين شاركوا في الشوط الأول هم الأقرب إلى التشكيل الأساسي خلال مباراتي الهند على أقل تقدير. التفكير في السهولة مرفوض ولذلك لابد ألا ينخدع لاعبو العنابي أولا بالنتيجة حتى لا يشعروا بأن مباراتي الهند ستمران بنفس السهولة التي مرت بها مباراة ماليزيا وهو ما يتطلب من الجهاز الفني التركيز على هذه النقطة كثيرا في التدريبات والاجتماعات المقبلة، خاصة وأن أغلب لاعبي المنتخب من صغار السن الذين قد لا يستطيعون التحكم في الانفعالات الداخلية المرتبطة بالمباريات والنتائج التي قد تكون خادعة في المباريات الودية تحديدا. فكر هجومي جديد للعنابي وبالعودة إلى المباراة والأداء الجيد الذي خرج به العنابي في الشوط الأول نجد أن الفكر الجديد للمدرب سيموندي يختلف كثيرا عن الفكر السابق الذي كان يعتمد عليه المدرب إدريانسي، حيث وضح من البداية أن سيموندي يلعب بطريقة هجومية واضحة تعتمد على وجود 3 لاعبين متحركين في الثلث الهجومي، حيث تواجد في مباراة ماليزيا كل من عبدالعزيز الأنصاري كمهاجم صريح وبجواره في الجبهتين اليمني واليسرى حسن الهيدوس وعبدالعزيز حاتم، وهذا الثلاثي يتعامل مع الهجمات على المنافس بفكر جيد للغاية من حيث تبادل المراكز والعودة لمساندة خط الوسط لحظة افتقاد الكرة. وتواجد في وسط الملعب 3 لاعبين أيضا هم فضل عمر وأحمد صالح خلفان وناصر نبيل، ومن خلفهم 4 لاعبين هم خالد مفتاح وسعيد الحاج والمهدي مختار ومراد ناجي وفي حراسة المرمى وضح أن سعد الشيب سيكون الحارس الأساسي باعتبار أنه الوحيد مع المهدي مختار الذي شارك في المباراة بأكملها. 45 دقيقة مميزة للمنتخب ومن خلال هذه الطريقة وبعد الأداء الجيد في الشوط الأول وضح أن هناك فكرا داخل الملعب يقوم لاعبو المنتخب بتنفيذه سواء في النواحي الهجومية أو الدفاعية، ومن الممكن أن يكون ضعف مستوى المنتخب الماليزي ساهم بشكل كبير في ظهور العنابي بهذا الشكل الجيد، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يقلل من المستوى الطيب والتحركات الجيدة التي قدمها الفريق في الـ45 دقيقة الأولى من المباراة، وهو ما يعطي انطباعا جيدا عن البداية المتوقعة للعنابي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن المقبلة. أبرز سلبيات المباراة وإذا نظرنا إلى أبرز السلبيات التي خرج بها الفريق من هذه المباراة فمن المؤكد أنها تتلخص في تراجع المستوى بشكل غريب في الشوط الثاني، وأيضا من المؤكد أن يكون المدرب سيموندي هو الأكثر دراية بهذه السلبيات وخاصة فيما يتعلق بمستوى كل لاعب من الذين شاركوا، باعتبار أنه الأقدر على تحديد ذلك بحكم أن المنتخب الماليزي لم يشكل خطورة حقيقية على مرمى سعد الشيب إلا في فترات قليلة من الشوط الثاني وبالتالي فإن أبرز السلبيات التي يمكن أن تتضح قبل مباراتي الهند ستكون متعلقة باللاعبين الذين سيتم استبعادهم من القائمة حيث سيكون ذلك من خلال وجهة نظر الجهاز الفني، ولكن ما هو ظاهر لمن شاهد المباراة يتعلق بهبوط الأداء والمستوى في الشوط الثاني. تخطي مباراتي الهند وأخيرا وبشكل عام فإن كل المؤشرات تسير في اتجاه قدرة المنتخب القطري على تخطي عقبتي الهند في حالة اللعب بنفس تشكيل الشوط الأول من مباراة ماليزيا وبنفس الأداء الذي ظهر في هذا الشوط، خاصة وأن أغلب اللاعبين الذين شاركوا في هذا الشوط يملكون رصيدا طيبا من الخبرات مع أنديتهم بحكم أنهم شاركوا هذا الموسم كأساسيين لفترات طويلة، وبالتالي فهم يشكلون جيلا جديدا قادرا على السير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم الوصول للأولمبياد لتعويض ما لم يستطع الجيل السابق تحقيقه بفارق نقطة واحدة فقط من آخر تصفيات للأولمبياد الماضي. * حارسان ولاعب لم يشاركوا من القائمة من خلال مباراة المنتخب القطري الأولمبي مع نظيره الماليزي أمس الأول، وضح أن المدرب الفرنسي سيموندي أشرك 20 لاعبا على مدار الشوطين، باعتبار أنه أخرج 9 لاعبين في الشوط الثاني، وبالتالي فإن هناك 3 لاعبين من القائمة الموجودة مع المنتخب لم يشاركوا وهم الحارسين أحمد سفيان أبونورة ومهند نعيم الشيخ بالإضافة إلى اللاعب عبدالكريم سالم العلي، وهو ما يشير إلى إمكانية استبعاد أحد الحارسين قبل مباراتي الهند بالإضافة إلى لاعبين آخرين. وضمت قائمة اللاعبين الذين شاركوا في المباراة كلا من سعد الشيب وناصر نبيل وحسن الهيدوس وعبدالكريم حسن وعبدالعزيز الأنصاري ومهند نعيم والمهدي علي وذياب العنابي ومحمد صلاح النيل وحمد العبيدي وعبدالله عفيفة وعبدالكريم العلي ومراد ناجي وفهد خلفان وعبدالرحمن طارق عبدالعزيز حاتم وأحمد صالح خلفان وأحمد النحوي وسعيد الحاج وفضل عمر وخالد مفتاح وخالد نواف العريني. * الشيب وخط الدفاع صمام أمان العنابي رغم المحاولات القليلة التي قام بها المنتخب الماليزي في الشوط الثاني فإن سعد الشيب حارس مرمى العنابي تصدى لها ببراعة، رغم أن كرتين منها تصدى لهما على مرحلتين، وهو ما يشير إلى أن الشيب يعتبر أحد أبرز مفاتيح الأمان للعنابي باعتبار أنه يمتلك مجموعة من الخبرات المميزة التي حصل عليها بالمشاركة المستمرة مع الفريق الأول بنادي السد. وفي الشوط الأول ظهر الثنائي سعيد الحاج والمهدي مختار اللذان ارتديا القميصان 4 و5 بمستوى طيب للغاية، ونجحا في التأكيد على أنهما مع سعد الشيب يمثلون قوة كبيرة داخل المنتخب القطري، خاصة أن منطقة قلب الدفاع مع حراسة المرمى تعتبر هي الأهم بالنسبة للخطر الهجومي من المنافسين، وبالتالي فإن القوة البدنية والجسمانية والتركيز والتوقع من أبرز السمات التي لا بد أن يتمتع بها من يلعب في هذا المكان.